أخبار وتقارير

الثلاثاء - 31 يناير 2023 - الساعة 08:16 م بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


مشروع إكليد الإمريكي لتحليل الأزمات ، أضاء على وقائع الكل يعرفها ويتغاضى عنها أو يتعاطى معها كأمر واقع يجب التعايش معه وغير قابل لتغييره ،ذلكم هو تعاظم تدفق التكنولوجيا الإيرانية ذات الصلة بتعزيز القدرات التسليحية للحوثي ،

مايفتح اليمن على أكثر من سيناريو ، أضعف حلقاته الحفاظ على الوضع الراهن من تخفيض مناطق التصعيد ، وأخطره توسيع نطاق إستهداف مناطق تصدير النفط في شبوة وحضرموت والجوار السعودي ، وأعلاها خطورة توسيع نطاق الإستهدافات لتشمل خطوط الملاحة الدولية ، وضرب عصب الإقتصاد العالمي عبر الممرات المائية ،


وبالتالي نقل صراع اليمن من الحالة المحلية الإقليمية ، إلى قضية دولية تدفعه من وضع الحرب المنسية ثانوية الإهتمام ،إلى رأس جدول أعمال وأولويات الدول الكبرى.

التدرج بالمراحل الثلاث وإختيار مواعيد تصعيدها تظل رهن الحسابات الإيرانية ،وتداخلها مع مصالحها وملفاتها الحساسة ، وفي المقدمة تسوية ملفها النووي والعقوبات وإنهاء حصار الطاقة والإقرار بمصالحها في المنطقة.

المباحثات المباشرة السعودية الإيرانية والمفاوضات السعودية الحوثية وتنشيط القناة العمانية وحوارات المبعوث الإمريكي والأممي مع الحوثي ،

كل هذه المسارات تتحرك لإبقاء الوضع الراهن كما هو ، من حالة غير نشطة ومن ثم البناء عليه تفادياً للمرحلتين الثانية والثالثة ، إستهداف منشآت السعودية النفطية ، ونقل ثقل الصراع من تخوم الحدود البرية إلى خطوط الملاحة والتجارة الدولية.

الحوثي بتدفق السلاح النوعي بات جاهزاً لتوسيع نطاق المواجهة ، ما لم يتم إستيعاب مطالبه ومعه داعمه الإقليمي إيران ،

هنا يمكن رصد مؤشرات هذا التحول النوعي في القوة ،من خلال تهديد مصر العلني بخنق قناة السويس ، والمناورات البحرية بإستعراض ترسانة صواريخ الحوثي البحرية ، وقبلها ضرب عدداً من الناقلات التجارية السعودية وقرصنة أُخرى إماراتية ، ووصول القوة الصاروخية إلى العاصمتين ، وكشف المدى الجغرافي الذي تصل إليها الصواريخ المطورة وهو إيلات وعمق إسرائيل وطبعاً مصر والأردن وقت الضرورة ، مايضيف لاعباً آخر في مساحة الصراع تل أبيب وإكثر من عاصمة عربية ، ما يعقد المشهد ويوسع نطاق الأطراف المعنية بملف الحرب في اليمن ، لضمان أمن الجوار وما بعد الجوار.

علينا الإقرار برغم هذا الجسم السياسي الهجين ، أن الح وثي يكسب المزيد من المزايا الإستراتيجية ، ويراكم بين يديه أوراق الضغط والقوة ، يهمش فكرة الحل اليمني اليمني، ويضع نفسه وجهاً لوجه كندٍ لقوى الإقليم وصناع السياسات الدولية ، مفاوضاً مباشراً وعلى طاولة واحدة ، دون أن نغفل وجود طهران في خلفية .

طبعاً لا مجال هنا للحديث عن الشرعية وتوازن القوى ، لقد تم تحييدها بالمعنى السلبي للتحييد ، ورميها خارج الصورة، لم تعد لاعباً معنياً بكل مايجري من حولها من حراك وتفاعلات ، كما لم تعد طرفاً أصيلاً في مفاوضات في التسوية.