كتابات وآراء


الخميس - 26 يناير 2023 - الساعة 12:24 ص

كُتب بواسطة : ياسر محمد الأعسم - ارشيف الكاتب



في ذروة صراعهم، طعن كل طرف بمواقف خصمه، ولم يتركوا لعنة إلا وحملوا إثمها إبليس بعضهم، وتنافسوا من يطرد الآخر من جنة عدن، وعندما اتفقوا كانوا ملائكة، وأشرف من في الكون.

لسنا ضد تقاربهم، ونبارك كل خطوة تطوي صفحة الصراع الذي دفع ثمنه أندية عدن، وتنهي معاناتها، وأكثر من ثلاث سنوات من اللطم والدعس والمسح بكرامتها الأرض.

نحاول أن نرى تقارب الشيخ والمستشار بإيجابية، وأن يجد أحدهم في لقائهم فتحا عظيما، فهذا أمر يمكن تفهمه، ولكننا نكره استمرارهم بالتعامل مع عقولنا بسذاجة، ويستفزنا اصرارهم على وضع نقاط مزيفة على حروف الواقع، وتخرج الحقيقة مشوهة.

كتبوا عن إنجاز تقاربهم، وتحدثوا عن شيء مجهول صنع الأزمة، واشاروا بأصابع اتهامهم إلى (بعضهم) الذين خلقوا فجوة بين الرجلين، ونفس هؤلاء (البعض) يعيشون على الصراعات، و يجنون منها مكاسب كبيرة .. نحتقر ذاتنا ونستصغر شأننا عندما نبرائهمان ونفصل شماعة على مقاسهم.

أكبر كذبة أن طرفا ثالثا يمكن أن يؤثر على قراراتهما، فالشيخ رأسه يابس والمستشار ريشه منفوش، فإذا حدثنا أحدهم عن حبهما للقشقشة، وأن تطوف حولهما زمرتهم، سنصدقه، وإذا همسوا بأذننا واخبرونا عن فتنتهم بالبرزات وجلسات المؤامرت، سنهز ذقوننا أيضاً بالموافقة، ولكن أن ننظر لهما كمحسنين، ونتسابق على تلميع قشورهم ونعتقد أنهم ذهب، فهذا هو العبط بعينه.

شرعية اللوائح وسلطة الأمر الواقع لم تلتفت لمعاناة أندية عدن، والتي نحسبها ضحية عقدة الطاؤوس التي يعيشها الرجلان، والبقية ذيول ومجرد صدى هنجمتهم وأنفاس مزاجهم وطبولهم ومزاميرهم.

ببساطة، عقدوا لقاء وقالوا انتهت الأزمة، والسلام عليكم، وعلينا أن نشرب شايا بالياسمين، ونحرك ذقوننا وخصورنا، ونسجل ملحمتهم بحروف من نور، أما إذا سألناهم عن ذنبهم، وطالبنا محاسبتهم، سنكون حاقدين ومستفيدين من الشرخ.

ثلاث سنوات كان الطرفان أكثر المستفيدين من الصراع ماديا ومعنويا، وتصدرت غطرستهم وبهرجتهم المشهد ، وكم من صعلوك أمسى في الواجهة، وعوضا عن تنكيس رؤوسهم خجلا، وتقديم اعتذارهم إلى الشارع ،جعلونا نتحمل كرم مواقفهم وجميل تنازلهم، نحسب أن الدنيا أصبحت تسير بمؤخرتها !!.

الزمن الأغبر والدولة الفالتة والحكومة الملفلفة، وسياسة اللصوص وطقوس التقديس ، جعلوا حياتنا أزمة طويلة ، كما أن قرار مدير مكتب أو رئيس لجنة أو سفرة جعلت كثيرين يبيعون مواقفهم وكلماتهم بسوق الخردة.

قيادات مطاطية ومواقف أبو ربل، يريدون الخروج من عنق الزجاجة بكرامة على حساب مذلة أندية عدن.

نختمها بعبارة نقتبسها من صفحة محمد عادل الأعسم ، تقول : " ارتفعت مع الصرف، و لا مكانك رخيص !. " .. الحليم تكفيه الإشارة.

- ياسر محمد الأعسم/ عدن