كتابات وآراء


الأربعاء - 24 أبريل 2024 - الساعة 10:22 م

كُتب بواسطة : ياسر محمد الأعسم - ارشيف الكاتب



- الاعتقاد أن ماحدث من نسب كلمات بعض الأغاني لغير أصحابها، قضية ليس مهمة، ولا تستحق هذه الضجة، هذا بحد ذاته سطحية.

- بين الشماتة والتبرير، قد تضيع الحقيقة، وربما نقفز عليها سهوا أو عمدا.

- مهنيا تتحمل قناة عدن المستقلة مسؤولية الخطأ الذي ظهر على شاشتها، ولا نعفي مكتب الثقافة عدن، ولكننا نعتقد أنهم حشروه بزاوية صغيرة، ففي الوقت الذي تلعثمة القناة، تحمل المكتب الليلة، وبادر بالاعتذار، ومع احترامنا للأستاذ القدير أحمد بن غوذل، ولكن بسيرته المشرفة، نعتقد ليس هذا زمانه أو مكانه.

- قد لا نلوم شخصا دفعته غيرته، وجاهر بسخطه على الذين ينتقدون القناة، ولكن السذاجة أن يخرج دكتور في الصحافة، والإعلام، ويكتب منشور في دروس التبرير، ويربط الجرح بضمادة دون تحرير وصفة العلاج !، رئيس القناة ليس بحاجة طبطبة، ومجاملة، ولكن إلى عصارة علمهم، وتجربتهم، لكي يستفيد، ويتفادى القصور مستقبلا.

- يحدث أن نجتهد ونتعثر، ويمكن أن ننهض، ولكن المصيبة في الجهل الذي يضرب الأمة، ويهدم بيوت العز والشرف، فإذا افترضنا جدلا أن ما حدث مجرد خطأ، ولكن تكرره مرتين في ظرف يومين، هو الجهل بعينه.

- فأغنية (كلمة ولو جبر خاطر) مثلا، اثير حولها جدل كبير سمع به الخليج، والمحيط، وأصبح الداني، والقاصي يعلم أن صاحبها الفنان محمد سعد عبدالله، وغياب هذه المعلومة عن القناة، جهل ليس من السهل تجاوزه، إلا إذا ظنوا أن المتلقي غبي.

- ليس سرا أن مخرجات التعليم فقيرة، وضعيفة، وننظر تحت أقدامنا حين نتكلم عن جهل فرد أو جهة، فالجهل يضرب جذور المجتمع، ويفتك بوعي الشعب، ويجرده حقوقه، ويسلخ إنسانية، وليس فقط موروثه الثقافي، وملكيته الفكرية.

- عندما نسمع بعض المفكرين، والكتاب يحذرون من نظرية المؤامرة، أكثرنا يسخر، ويطنش، ونراها عقدة اضطهاد مزمنة، ولكن إذا نظرنا إلى حالنا، وخارطتنا، وحدودنا، نجدها مثلما رسموها، قيادة بالصدفة، والبيعة، بلا قرار، وأوطان بلا سيادة، وشعوب تعيش واقعا فقيرا مفككا، وأجيالا تائهة متخبطة، وكأنهم مسحوا سبورتنا، وكتبوا عليها ما يشاؤون، ونحن غارقون بسبات عميق، والسلطة ملذاتها حقيرة.

- التفاهة أصبحت صناعة، واستعمرت عقولنا، وبيوتنا، وشوارعنا، ومدارسنا، وأبنائنا، حتى أمسينا مجتمعات جاهلة مستهدفة، ومستهلكة، ومسوقة لتأفة.

- نحن مثل العجينة، ولا عجب أن بات التفكير تهمة، والنقد جريمة.

* ياسر محمد الأعسم