كتابات وآراء


الإثنين - 25 مارس 2024 - الساعة 11:55 م

كُتب بواسطة : محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب



من ضمن القبائل الجنوبية التي هاجرت إلى اندونيسيا من يافع وحضرموت وشكلوا حضارة وكان لهم دور إقتصادي وسياسي وإجتماعي ونضالي وساهموا بنشر الإسلام بإخلاقهم وحسن تعاملهم ، هناك أيضاً قبائل من حالمين شاركت معهم في ذلك الدور وأصبح منهم سلاطين ومؤرخون ، وإنما يطلق على الجميع لفظ العرب ، أو لفظ الحضارم بما فيهم يافع نظراً لأن الأغلبية من حضرموت ، وونعم في الجميع يافع وحضرموت وحالمين وكل الجنوب الذي يعتبر أصل وما سواه فرع.

أختلفت المصادر التأريخية متى أول هجرة لقبائل الجنوب إلى أندونيسيا.

بعضها قالت أنه قبل الإسلام بقرون ، وعندما بدأ عهد الإسلام آمنت ورأى الناس حسن تعاملها وأخلاقها فأعتنقوا الإسلام ، ثم إستمرت الهجرات حتى العهد القريب.

وبعضها قالت أنه في بداية عهد الإسلام جاءوا كتجار ورأي الناس أخلاقهم وأمانتهم ، فأعتنقوا الإسلام ، ففتحت تلك القبائل أندونسيا إسلامياً بالأخلاق وجعلتها ليست بحاجة لفتح عسكري ، ثم أستمرت الهجرات حتى العهد القريب.

ونظراً لصعوبة التواصل ، قبل أربع سنوات أستطاع أحد أبناء العمومة في إب التواصل مع أحد أبناء العمومة في أندنوسيا يدعى نعام القادري ، وأخبره بعد الترجمة أنهم سمعوا روايات متوارثة من أجدادهم هناك مفادها أن منطقتهم التي جاءوا منها في الجنوب إلى أندنوسيا تقع بجانب يافع ، أي حالمين ، وأفاده أن القبائل التي أصلها من هذه المنطقة تزيد عن عدد ثلاثون ألفاً وأغلبها تنتسب للقادري ، ولم يتسنى لنا جمع المعلومات بتفاصيلها ولكن بمشيئة الله سنقوم بزيارة مستقبلاً لنكتب التأريخ من مصدره ونعرف بقية القبائل الحالمية هناك.

أجمعت كل المصادر التأريخية الأندنوسية ، المدونة على موقع وأي باك مشين ، أن السلطان عبدالرحمن القادري هو من أسس سلطنة بونتانياك عام 1971 بعد أن التف العرب حوله هناك من حضارم ويافع وغيرها ، وظلت السلطنة ما يقارب مائتين عام تعاقب عليها سبعة سلاطين من آل القادري ، وكان لهم دور في الدفاع عن أندنوسيا ضد الإحتلال الياباني وضد الإحتلال الهولندي. وكان السلاطين القادريون من دعاة الفيدرالية في أندنوسيا نظراً لأن العرب قليل.

سلاطين بونتياناك

عبد الرحمن القادري 1771 - 1808
قاسم بن عبد الرحمن القادري 1808 - 1819
محمود بن عثمان القادري 1819 - 1855
حميد القادري 1855 - 1872
يوسف القادري 1872 - 1895
محمد القادري 1895 - 1944
حميد القادري الثاني 1945 - 1950

المؤرخ حامد القادري أحد أبناء أندنوسيا ، ألف كتاباً يحمل عنوان كفاح العرب لتحرير أندنوسيا من الإحتلال الهولندي ، تحدث عن دور أبناء الجنوب ضد المستعمر الهولندي وإنشاءهم لكيانات كحزب عرب أندنوسيا ، ووصف الإستعمار الهولندي بأنه كان أكثر حقداً على الإسلام وعلى العرب الجنوبيون إذ أثار الفتن بينهم ونفى الكثير منهم إلى جنوب أفريقيا وأعتقل المئات.

والكتاب يقع في مائة وتسعة وثمانون صفحة.

ترجمه الدكتور زكي باسليمان ، ويقول عنه ناتالي موبيني من جامعة مونتاش عن الكتاب الذي صدر بالأندنوسية وبالأنجليزية ، أن الكتاب يحوي دراسة كاملة عن العرب أبناء الجنوب في أندنوسيا.

تم طباعة الكتاب لأول مرة بالأندنوسية عام 1984 ثم عام 1988، ثم بالإنجليزية عام 1994،

ويقول ناتالي عن المؤلف القادري أنه من بين كوكبة عربية ذات الجذور الجنوبية والحضرمية ممن لهم أدوار سياسية ونضالية في المجتمع الأندونيسي.

يقول المؤرخ صهيب جاسم في إحدى الدراسات له عن عرب أندونسيا ، أن طائر الغارودا المنسوج من صورة النسر الصقري الجاوي (شعار الجمهورية الأندنوسية المعروف)، هو من رسم السلطان عبد الحميد الثاني القادري ( توفي في مارس/آذار 1978)، وهو من مواليد بونتياناك غربي جزيرة كالمينتان أو بورنيو كما تعرف عالميا، وكان قد اختير سلطانا لبونتياناك خلفا لوالده بعيد الاستقلال، وتحديدا في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1945.

وكان القادري قد أجرى تعديلا على الرسم بعد مراجعات ومناقشات مع سوكارنو ومحمد حتا وغيرهما من أعضاء مجلس الوزراء والبرلمان الإندونيسي آنذاك، حتى تم إقرار ذلك الشعار في مارس/آذار 1950، وراجعه عبد الحميد القادري مرة أخرى عام 1974، وما زالت عائلة القادري بألقابها السلطانية حاضرة في مدينة بونتياناك حتى اليوم.

عرب أندونيسيا الذين هم من أبناء حضرموت وحالمين ويافع وغيرها من بقية مناطق الجنوب ، هم الوحيدون من بقية العرقيات الأخرى الذين هم ليس عرب ، يعتبرهم الدستور الأندنويسي مواطنون أصليون.

كعادة التزوير يتبع حالمين وقبائلها أينما حلت. الشيعة قاموا بنسب السلاطين القادريون في أندنوسيا بأنهم هاشميون ، بينما المصادر التأريخية الأخرى تؤكد أن أصولهم من الجنوب.

المؤرخ والرحالة الأندونيسي بن جندان وهو حضرمي وهاشمي أيضاً ، ذكر في الجزء الرابع من كتابه الدر والياقوت في أنساب قبائل حضرموت أن آل باقادر في حضرموت من ضمن قبائل الجزء الرابع الذي خصصه لمن أصلها حميرية وغيرها ، وليست هاشمية وعدنانية التي خصص لها جزء آخر غير الجزء الرابع.

بينما المؤرخ الزيدي المقحفي الذي درس في إيران يذكر أن آل باقادر فرع من آل العطاس.

وآل باقادر في حضرموت هم نقيلة من القادري أول من سكن حالمين ، ذكرهم بن جندان في جزءه الرابع ومعهم عدة قبائل من حالمين كالعفيف الذي ذكره باعفيف وكالمسلمي الذي ذكره بامسلم.

وهذا ما يؤكد أن الشيعة والزيود هم من يزوروا التأريخ ويشوهونه لأهداف كثيرة لديهم سنتطرق لها لاحقاً.