عرب وعالم

السبت - 13 ديسمبر 2025 - الساعة 12:06 م بتوقيت اليمن ،،،

العرب


أكد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني يوسف رجي، الجمعة، أنه وصلتهم تحذيرات من جهات عربية ودولية تفيد بأن إسرائيل تحضر لعملية عسكرية واسعة ضد لبنان، مشيرا إلى أنّ الدولة تكثّف اتصالاتها الدبلوماسية لمحاولة حماية لبنان ومرافقه من أي ضربة محتملة.

وقال رجي في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية نقلت وكالة الأنباء اللبنانية مقتطفات منها، إنّ "الدولة تحاور حزب الله لإقناعه بتسليم سلاحه، لكنه يرفض حتى الآن"؟

وكانت هيئة البث الرسمية العبرية كشفت في وقت سابق، أن الجيش الإسرائيلي "استكمل إعداد خطة في الأسابيع الأخيرة، لشن هجوم واسع ضد مواقع تابعة لحزب الله، إذا فشلت الحكومة والجيش بلبنان في تنفيذ تعهدهما بتفكيك سلاح الحزب قبل نهاية عام 2025".

ويرى مراقبون أن التنفيذ يبقى رهين القرار السياسي داخل إسرائيل، وسط اعتقاد في أن الزيارة المنتظرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة في التاسع والعشرين من الشهر الجاري ولقاءه الرئيس دونالد ترامب سيكونان حاسمين في اتخاذ القرار.

وفي 5 أغسطس الماضي صادق مجلس الوزراء اللبناني على حصر السلاح، ومن ضمنه ما يملكه حزب الله، بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة وتنفيذها قبل نهاية 2025.

لكن الجيش اللبناني أقر بصعوبة تنفيذ المهمة خلال المهلة المحددة وطرح، في سبتمبر، خطة بديلة تقوم على تفكيك القدرات العسكرية لحزب الله جنوب الليطاني قبل نهاية العام الجاري، على أن يتم نزع كامل السلاح شمال الليطاني حينما تتهيأ الظروف والإمكانيات.

واضطرت حكومة نواف سلام إلى المصادقة على خطة الجيش التي لم تلاق بالواضح رضا أميركيّا، وقوبلت برفض من إسرائيل، التي تتمسك بوجوب تجريد حزب الله من كامل السلاح قبل موفى العام.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية، نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية لم تسمها، مساء الخميس، أن "خطة مهاجمة حزب الله أعدتها قيادة الجيش بمشاركة قيادة المنطقة الشمالية وشعبتي الاستخبارات والعمليات، في إطار الاستعداد لاحتمال انهيار المساعي السياسية التي تقودها بيروت لتجريد حزب الله من سلاحه".

وأشارت المصادر ذاتها، وفق الهيئة، إلى أن سلاح الجو أجرى في الأيام الماضية تدريبات واسعة في الأجواء الداخلية وفوق البحر المتوسط، شاركت فيها مقاتلات، بهدف رفع الجاهزية لاحتمال تنفيذ العملية العسكرية في جنوب لبنان.

ونقلت الهيئة عن مسؤول أمني كبير قوله إن "إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها ستتحرك بنفسها لنزع سلاح حزب الله، إذا لم يتم ذلك بشكل فعّال، حتى لو أدى الأمر إلى أيام من القتال أو إلى تجدد المواجهات على الجبهة الشمالية".

وأضاف المسؤول أن "واشنطن نقلت التحذير الإسرائيلي إلى الجانب اللبناني، غير أن بيروت أوضحت أن العملية معقدة وتتطلب وقتًا إضافيًا لتحقيق المتطلبات التي وُضعت".

ويأتي حديث هيئة البث عن الخطة بعد ساعات من اعتبار كتلة "الوفاء للمقاومة"، الجناح النيابي لحزب الله، أن السلطة اللبنانية "ارتكبت سقطة أخرى" بتسميتها مدنيا للمشاركة في لجنة الميكانيزم، التي تشرف على اتفاق وقف الأعمال العدائية.

ورأت الكتلة في بيان أن هذه "الخطوة مخالفة حتى للمواقف الرسمية السابقة التي ربطت مشاركة المدنيين بوقف الأعمال العدائية‎"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية.

وفي حديثه مع قناة "الجزيرة"، أوضح وزير الخارجية اللبناني أن الاجتماعات الجارية ضمن لجنة الميكنانيزم لا تُعدّ مفاوضات تقليدية. وقال"نسعى للعودة إلى اتفاقية الهدنة مع إسرائيل"، مستبعدا إبرام معاهدة سلام في الوقت الراهن.

وأنشئت لجنة الميكانيزم بموجب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وتقوم بمراقبة تنفيذه، وتضم كلا من لبنان وفرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).

وهذه هي المرة الثانية خلال أسبوعين التي يتحدث فيها الإعلام العبري عن خطة لتوسيع العمليات ضد حزب الله.

ففي 30 نوفمبر الماضي قالت قناة 13 العبرية إن "الجيش الإسرائيلي قدم خطة عملياتية لتوسيع الهجمات ضد حزب الله، وذلك خلال اجتماع خاص عُقد مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين".

وكان يُفترض أن ينهي اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ نحو عام، مواجهة بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر 2023، تحولت إلى حرب شاملة في سبتمبر 2024، وخلفت أكثر من 4 آلاف قتيل وما يزيد على 17 ألف جريح.

ولكن الاتفاق لم ينفذ بالكامل وتواصل إسرائيل شن غارات بشكل يومي على مواقع تقول إنها تعود إلى حزب الله كما تواصل السيطرة على خمس تلال في جنوب لبنان.

والجمعة شنّت إسرائيل سلسلة غارات جوية على جنوب لبنان، وفق ما أفادت به وسائل إعلام رسمية، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مواقع تابعة لحزب الله، من بينها معسكر تدريب لقوة الرضوان.

ويرى متابعون أن أي هجوم إسرائيلي موسع جديد على لبنان، لن يقتصر فقط على حزب الله، بل سيقضم المزيد من الأراضي في الجنوب، أسوة بما قامت به إسرائيل في غزة، حيث تحتفظ اليوم بأكثر من نصف مساحة القطاع ضمن ما يسمى "المنطقة الصفراء"، وأيضا في سوريا حيث سيطرت على المنطقة العازلة ومواقع إستراتيجية مثل جبل الشيخ، مستغلة الفراغ الذي خلفته عملية الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.