كتابات وآراء


الخميس - 11 ديسمبر 2025 - الساعة 03:14 م

كُتب بواسطة : عبدالكريم السعدي - ارشيف الكاتب



(1)
إلى أبناء حضرموت: أنتم من يمثل الحياة في خريطة سيطرة قوات التدخل في ما يسمى بالمناطق المحررة، حيث تميزتم عن إخوانكم في بقية المحافظات بأنكم لم تستسلموا ولم تخضعوا. والمطلوب منكم اليوم هو المزيد من الثبات وعدم الاستجابة لدعوات المهادنة وسياسة النفس (الضعيف)، لأن كل ذلك سيدخلكم حيث دخلت عدن وأبين ولحج وشبوة. وهذا ما لا نتمناه لكم!!

(2)
إلى قائدة التدخل في اليمن، المملكة السعودية: لا نريد ادعاء تعليمكم لأبجديات السياسة، فأنتم دولة نحترمها ونقدر إمكاناتها، ولكننا نحدثكم بصفتنا أهل الأرض، نعرف مداخلها ومخارجها، ونعرف الحلول المناسبة لقضاياها. ونعرف متى يجب رفع العصا وفي وجه من تُرفع. وعلى ذلك، ننبهكم بأن سياسة المهادنة قد استهلكت كل أسلحتها وأخذت وقتها وزيادة، وأنها لم تعد صالحة كوسيلة لمعالجة تفاقم الأوضاع وتمدد المليشيات وتضخم تطاولاتها عليكم وعلى وطننا. فإما أن تقوموا بواجبكم الأخلاقي والتزامكم القانوني وتوقفوا عبث وتطاول المليشيات، أو أن تقطعوا صمتكم تجاه تجاوزاتها وتوقفوا دعمكم لها، وهناك من سيتولى عملية تأديبها ووقف عبثها وتطاولها!!

(3)
إلى التيار المتطرف في جماعة الانتقالي: سيطرتكم على إمكانات الجماعة وتوجيهها للتنمر على بقية التيارات في جماعتكم وشراء الولاءات أمر يقوض هدفكم في تمثيل الجنوب ويعرقل مشروعكم المناطقي. ننصحكم بسرعة إعادة النظر أولاً: في تعاطيكم مع موظفيكم واتباعكم ومنحهم حق الشراكة وإبداء الرأي، وثانياً في خطواتكم الأخيرة إن كنتم فعلاً تسعون للحفاظ على وحدة النسيج الجنوبي. فأنتم تدركون جيداً أن ذهابكم إلى حضرموت وغيرها من المحافظات الرافضة لكم ولمشروعكم وانتهاك خصوصيتها وكسر إرادة أهلها فعل لا يعود بأي مردود إيجابي على القضية الجنوبية، ولكنه يمثل حالة من حالات التزامكم لكفيلكم الإماراتي بالطاعة والامتثال في تنفيذ أجندته. وبالتالي، ننصحكم بمحاولة التحدث ولو لمرة بوطنية مع كفيلكم، لعلكم تصلون إلى إقناعه بخطورة خطواته على القضية التي تدعون تمثيلها، وتعارضها مع أهداف تلك القضية. واعلموا أن الجنوب لن يعود بالطريقة والعقلية والأدوات التي تتبعونها وتعتمدون عليها. ولن يقبل بالالتحاق بالمشروع الصهيوني الذي يبشر به كفيلكم الإماراتي، وإن حدثت المعجزة وعاد، فسيكون جنوباً سقيماً لا يمتلك مقومات الاستمرار ويفتقد للقرار الوطني المستقل ، فالقناعة المجتمعية لن تقبل باستعادة السلطة قبل استعادة الوطن، وستجدون أنفسكم كجماعة معزولين دوليًا وإقليميًا. فالنظرة إليكم حينها ككيان لا يمتلك الإجماع ولو في أدنى صوره، صنعته صراعات مخابرات ولم تصنعه إرادة وطنية. وستواجهون داخليًا ما يواجهه عادة مغتصبو العروش وقامعو إرادة الشعوب. وحينها سيكون عليكم تحويل ما تبقى من أراضٍ لم تستولوا عليها إلى وقف للمقابر الجماعية لضحايا الانقلابات وحركات التمرد والرفض لكم ولجنوبكم الشاذ!

(4)
إلى الشخوص والتيارات التابعة والمهمشة في جماعة الانتقالي الذين لا قرار لهم: أولاً نأسف لمصابكم على أيدي من قبلتم بالتبعية لهم، وعزاءنا في ما يحدث لكم. إنكم أنتم من اختار هذه الأوضاع المذلة لأصحابها. ونلفت انتباهكم بأنه لم يعد أمامكم سوى خيارين: إما الانتصار لكرامتكم وفرض إرادتكم وحضوركم في قرار جماعتكم، أو ما تبقى من هامش قرار أبقته لها الوحدة الخاصة، أو الخيار الآخر، وهو التطهر من درن التبعية والخضوع، بإعلان الانسحاب من جماعة لم تتعاطَ معكم بما يليق بكم. واعلموا أن بقاءكم يجعلكم شركاء في عبث هذه الجماعة واستسلامها لتنفيذ قرارات الوحدة الخاصة التي تذبح الجنوب وقضيته من الوريد إلى الوريد!!

عبدالكريم سالم السعدي
11 ديسمبر 2025م