أخبار عدن

الخميس - 20 نوفمبر 2025 - الساعة 08:57 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة


يشكّل الوضع البيئي أحد أهم التحديات الرئيسية المرتبطة ارتباطاً مباشراً بحياة المجتمع، وقد بات قطاع الصرف الصحي أكثر إلحاحاً خاصة بعد التدمير شبه الكلي لمنظومته عقب حرب 2015، إضافة إلى التوسع العمراني الكبير الذي شهدته أطراف عدن دون توفير منظومة خدمات متكاملة. ومع مرور الوقت، أصبحت هذه المشكلات تمثل خطراً بالغاً سواء من خلال الأضرار الصحية المباشرة على المواطنين، أو عبر التهديد الواضح لأحد أكبر حقول المياه في المدينة وهو حقل بئر أحمد الذي يزوّد نصف سكان العاصمة بالمياه، فضلاً عن الأضرار التي أصابت البيئة البحرية ...

وانطلاقاً من إدراك قيادة العاصمة عدن لمسؤوليتها، حرصت على المضي قدماً نحو إيجاد حلول عملية تحدّ من الأضرار الناجمة وتجنب المدينة الوقوع في كوارث بيئية تهدد الحياة ، فعمدت الى التنسيق والتعاون مع مختلف الجهات المعنية للدفع بتنفيذ مشروعين استراتيجيين سيكون لهما أثر كبير في إعادة تأهيل منظومة الصرف الصحي، واستيعاب التوسع العمراني، وحماية حقول المياه من التلوث.

المشروع الأول:

دخل هذا المشروع فعلياً حيز الخدمة الشهر قبل الماضي، حيث دشّن محافظ عدن محطة الضخ المركزية في خورمكسر، وهي محطة محورية تُعد نقطة التقاء لمياه الصرف الصحي القادمة من التواهي والمعلا عبر خطوط نقل حديثة، إضافة إلى كميات الصرف الواردة من مديرية خورمكسر. وتُضخ هذه المياه بعد ذلك إلى أحواض المعالجة في العريش عبر خطوط النقل الجديدة ، وهو إنجاز يمكن القول إنه أنهى مشكلة بيئية وصحية كانت تعاني منها أربع مديريات على مدى سنوات طويلة.

المشروع الثاني:

أُطلق خلال الأشهر الماضية ولا يزال قيد التنفيذ، ويشمل إنشاء خطوط تصريف جديدة مع منظومات الضخ المكملة لها لاستيعاب التوسع السكاني المتنامي في المديريات الغربية. ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع في معالجة جزء كبير من الإشكاليات البيئية والصحية في مديريات دار سعد والمنصورة والشيخ عثمان ، من خلال تحويل جزء من مياه الصرف إلى أحواض المعالجة في العريش، بما يخفف الضغط على محطة معالجة الصرف الصحي " كابوتا " في المنصورة، إضافة إلى الحد من مخاطر تلوث المياه الجوفية في حقول بئر أحمد التي أصبحت مهددة بشكل مباشر بسبب التوسع العمراني .

خُصِّصت هذه السطور لتقديم إيجاز مختصر حول الجدوى والأثر الذي ستحدثه هذه المشروعات في خلق بيئة صحية وآمنة لمدينة عدن، وفتح آفاق واسعة نحو مستقبل أفضل. وسيُتاح لاحقاً مساحة أوسع لاستعراض تفصيلي لهذه المشروعات، ولتسليط الضوء على الجهات التي كان لها الدور الأكبر في تحريكها وتمويلها وتنفيذها، وذلك من خلال مؤتمر عدن الاقتصادي الذي يجري الإعداد والتحضير له، والمقرر انطلاقه – بإذن الله – مطلع العام القادم. وسيشكل المؤتمر منصة مهمة لعرض مختلف المشاريع والقطاعات الخدمية والتنموية في العاصمة عدن، وإبراز ما تحقق وما هو مخطط له في المرحلة القادمة.