أخبار اليمن

الجمعة - 15 مارس 2024 - الساعة 02:37 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب


تبرأ المجلس الانتقالي الجنوبي من المسؤولية عن تواصل إغلاق طريق الضالع – صنعاء، محمّلا جماعة الحوثي المسؤولية عن محاولة فتح الطريق بطريقة فوضوية لأغراض دعائية منفصلة عن أي دوافع إنسانية.

وبدأت في اليمن خلال الأسابيع الأخيرة حملة لفتح الطرقات بين المناطق الخاضعة للحوثيين والمناطق التابعة للسلطة المعترف بها دوليا، لكنّ الانتقائية التي طبعت الحملة والمزايدات السياسية التي رافقتها سرعان ما كشفت عدم جدّية الأطراف التي انخرطت فيها وسعي كل طرف لإحراج الطرف الآخر وتحميله مسؤولية الأوضاع الإنسانية والخسائر الاقتصادية المترتّبة على إغلاق الطرقات وقطع التواصل بين المناطق.

وانطلق السجال بادئ الأمر بين سلطات محافظة مأرب بقيادة حزب التجمّع اليمني للإصلاح ممثل جماعة الإخوان المسلمين في اليمن وجماعة الحوثي بشأن فتح طريق مأرب – صنعاء عبر فرضة نهم.

وبادر محافظ مأرب سلطان العرادة بفتح الطريق من طرف واحد بهدف إحراج الحوثيين الذين تغاضوا عن الخطوة ورفضوا التجاوب معها.

لكن المفارقة في موقف جماعة الحوثي تمثّلت في مسارعتهم لفتح طريق صنعاء – الضالع المؤدّي إلى مناطق بجنوب اليمن واقعة ضمن دائرة نفوذ المجلس الانتقالي، الأمر الذي أثار الشكوك بشأن وجود نوايا لهم لإعادة اختراق تلك المناطق التي كانوا قد طردوا منها بعد دخلوها إثر استيلائهم على العاصمة صنعاء وعدد آخر من المناطق اليمنية.

وقال عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إن المجلس الانتقالي ليس ضد إعادة فتح الطرقات في اليمن كما تشيع جماعة الحوثي.

ونفى في لقاء مع الإعلاميين في عدن صحة هذه الاتهامات، معتبرا في الوقت ذاته أنّ عملية فتح الطريق التي انتهجتها الجماعة الحوثية كانت تحمل الكثير من المغالطات السياسية وحاولت تجاوز وقائع كثيرة على الأرض.

وأشار الزبيدي إلى أن طريق الضالع – صنعاء لم يتم قطعه من قبل قوات المجلس أو قوات الحكومة الشرعية بل قامت جماعة الحوثي بقطعه.

وأوضح أن محاولة الحوثيين إعادة فتح الطريق كان الهدف منها تقديم الحوثيين لأنفسهم على أنهم أصحاب السلطة الشرعية على الأرض وهو الأمر الذي يتنافى مع وقائع الميدان.

ولفت رئيس الانتقالي إلى أن خطوات الحوثيين الأخيرة لم يتم إبلاغ أي طرف بها سواء مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن أو التحالف العسكري بقيادة السعودية أو الحكومة الشرعية أو المجلس الانتقالي، مؤكّدا أنّ أي خطوة من هذا القبيل كان يجب أن يتم التنسيق بشأنها على الأرض.

كما جدّد حرص المجلس على التخفيف من معاناة المواطنين في عموم المحافظات، على أن يتم ذلك وفق إجراءات سليمة بعيدا عن محاولة الاستغلال السياسي لمعاناة الناس.

وكانت جماعة الحوثي قد اتهمت جهات محسوبة ضمن معسكر الشرعية بما فيها المجلس الانتقالي بإفشال مبادرة فتح طريق صنعاء – الضالع.

وذكرت في منشور عبر وكالة سبأ في نسختها الحوثيية أن “اللجنة الرئاسية واللجنة العسكرية المكلفة بالتنسيق لفتح طريق صنعاء – الضالع – عدن، ومعهما لجنة الوساطة التي تضم ممثلين عن المجتمع المدني والكثير من المشايخ والوجهاء باشرت أعمالها بالنزول إلى محافظة الضالع من أجل فتح الطريق وإزالة أي عوائق فيه، وذلك بعد التنسيق المسبق مع الطرف الآخر، إلاّ أنها وبمجرد وصولها إلى منطقة مريس تعرضت لإطلاق نار كثيف”.

وكرّرت الجماعة بذلك الاتهام الذي سبق أن وجهته لسلطات مأرب رغم أن الأخيرة بادرت بالفعل بفتح الطريق المتجهة صوب صنعاء.

وعلّق عبدالرقيب فتح، وزير الإدارة المحلية في حكومة رئيس الوزراء السابق خالد بحاح، على تعاطي الحوثيين مع قضية فتح الطرقات معتبرا أنّها تنطوي على محاولة لاستغلال القضية وتوظيفها.

وقال في منشور له على منصة إكس “في موضوع فتح الطرقات هناك استغلال وهناك أفعال حقيقية. ففي مأرب ذهب المحافظ مع رئيس هيئة الأركان وتم فتح الطريق ووضعت نقطة حماية ميدانية دون مزايدة أو بهرجة إعلامية. وفي طريق صنعاء – دمت – الضالع ذهبت الميليشيات الحوثية بحشود مسلحة لاحتلال المواقع عبر فتح الطريق فتم التصدي لها وفشلت”.

ومن جهته اعتبر المحلل السياسي خالد النسي أن فتح الطرقات بين المحافظات الجنوبية والشمالية سيزيد الفوضى والإرهاب في مناطق الجنوب.

وكتب في منشور على منصة إكس: "رفض الحوثيين فتح طريق صنعاء مأرب وطريق تعز الحوبان وباقي الطرق في المحافظات اليمنية ولكن حريصون على فتح الطرق باتجاه الجنوب ، فتح الطرق مع هذه الجماعة الارهابية سيزيد من الفوضى والإرهاب في الجنوب وبالتالي لا يجب السماح به تحت أي مبرر ، لهم أرضهم ولنا أرضنا...".

ونشرت العمليات المشتركة لمحور الضالع بيانا توضيحيا على لسان المتحدث الرسمي للمحور فؤاد جباري بشأن اتهامات الميليشيات الحوثية للانتقالي بإحباط عملية فتح الطريق.

ومما جاء في البيان أنّ “القوات المسلحة الجنوبية لم تكن هي من قطعت الطريق منذ بداية الحرب، وقد أعلنا أكثر من مرة بأنها مفتوحة وسالكة من جانبنا، غير أن الميليشيات الحوثية استمرأت الإغلاق وقامت بتلغيم الطريق وتفجير الجسور واستخدمت هذا الشريان الإنساني كأداة ووسيلة عسكرية”.

وجاء فيه أيضا “عندما أعلنت الميليشيات مؤخرا فتح الطريق التي أغلقتها من جانبها، ورغم إدراكنا بعدم جديتها، نظرا لتاريخها الطويل في نقض العهود والتلاعب وتوظيف الشأن الإنساني في دعايتها الإعلامية العسكرية، كان ردنا بضرورة التنسيق في عدد من المسائل، وعلى رأسها ما يتعلق بتأمين حركة السير وتحديد نقاط التفتيش، لكننا تفاجأنا بمجاميع مسلحة حشدتها الميليشيا ضمت قوة من العناصر المدججة بالأسلحة اتجهت نحو تمركز قواتنا في منطقة التماس، ولأنّ الأمر كان مبيتا بنوايا حوثية عسكرية لا علاقة لها بالجانب الإنساني، فقد وجهت الميليشيات الحوثية نيرانها على قواتنا بشكل كثيف وبالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وبمدفعية الهاون وتم الرد عليها بالمثل”.