أخبار وتقارير

الخميس - 04 مايو 2023 - الساعة 05:01 م بتوقيت اليمن ،،،

منصور بلعيد


وطن يعيش فيه المواطن في حالة من الخوف وضنك العيش وتصاب فيه كرامته في مقتل.. ليس وطناً بالمعنى الشمولي للكلمة بل سجن كبير يعيش فيه المواطن كمن يقضي عقوبة السجن المؤبد..وهنا يفتقد العدل.

ليس أبلغ ولا أفصح من القول المأثور ( العدل اساس الملك) فحيثما وجد العدل وجد العمر المدير للحكم وعبر المسيرة الانسانية منذ بدء الخليقة نجد هذه المعادلة ثابتة لاتتغير..
فحين يكون الحاكم عادلاً فان حكمه يطول ويستقر ، لان العدل يجلب الأمن والامان والاستقرار في ربوع الوطن فالمواطن العادي لا يريد من السلطان الا ان تحفظ له كرامته وتؤمن له مستقبل اولاده وتمنع عنه الظلم والجور .

وان تحققت تلك الاشتراطات في الحاكم كان المواطن خير سند له وعامل مساعد على الاستقرار والتنمية..
اما ان كان المواطن يعيش في وطن يلفه الفقر وتطحنه الحروب وتنتهك فيه كرامته فذلك ليس وطناً وانما قطعة جغرافية اشبه بالمعتقل.

وفي التاريخ امثلة ناصعة البياض في الحكم العدل كما كان عليه ابان حكم الخليفة الخامس عمر ابن عبد العزيز الذي في عهده بسط الامن والامان في ربوع الخلافة ووصل الرخاء الاقتصادي الى ما يشبه الفائض عن حاجة الناس فكان الناس يبحثون عن فقير او محتاج لاطعامه او التصدق عليه فلا يجدون فوزعوا القمح على رؤوس الجبال لتاكل الطير منه.

وبالمقابل يروي لنا التاريخ جور الحكام الظلمة وكيف يعيشون في غلق دائم خوفاً من انقضاض الشعوب المقهورة عليهم ان سنحت لها الفرصة وكان حكم الحجاج بن يوسف الثقفي الظالم مثال جلي لجور الحكام وتململ الشعوب.
وفي راهن حياتنا رأينا الكثير من الحكام الظلمة وقليل من الحكام العادلين ومنهم حكم الامامة في شمال الوطن وحكم الرفاق في جنوبه مثال صارخ للظلم والجور الا انها برزت في ثنايا ذلك الليل المظلم بعض الومضات المضيئة في مسار الحكم ومنها حكم الرئيس الاسبق سالمين في الجنوب وحكم الحمدي في الشمال ولكن لم يطل زمنهما فعاد الحكم الجبري ليجثم علئ صدر اليمن.

واليوم نرى اسوأ حكم جبري غشوم يسيطر على الوطن شماله وجنوبه في ظل حكم المليشيات المنفلتة .

مما اضطر الكثير من المواطنين لمغادرة اليمن لان الحياة فيه اصبحت أشبه بحالة الانتحار ومن لم يستطع ظل يخضع مكرهاً للحكم المليشاوي الجبري الشديد القسوة.

ظلم الحكام سبباً رئيساً لترك الوطن.. فرسول الله ﷺ لم يهاجر من بلده ومسقط راسه مكة بسبب كفر أهلها بل هاجر بسبب ظلم اهلها.
ولم يأمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة لإيمان حاكمها بل لعدالته.

معلوم انه لا يضطر الانسان لترك وطنه مكرهاً الا حين يتسيد الظالمون على مقاليد الحكم ، فحيثما ساد الظلم وفقد العدل فلا هناك ثمة وطن..

والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لايعلمون.