الثلاثاء - 07 أكتوبر 2025 - الساعة 07:53 م
العمل السياسي أو الإداري هي عملية اجتماعية ، وجوهرها ، يرتكز على مبدأ التعاون الجمعي لهذه القوى، وأفراد المجتمع المستهدفين بما يحقق الهدف المتوخى من هذا النشاط بصورة فعالة في مجال الممارسة بتكلفة أقل وفعالية عالية النتائج .
هذا النشاط هو المقياس لمدى علاقة الثقة القائمة بين الطرفين ، وأن الشرط الأساس لنجاح الجهود هو تعميق هذه العلاقة بين الطبقة السياسية والإدارية ، وأفراد مجتمعها بقدرتها على الإنجاز ، والتزامهم بحقوق أفراد المجتمع والإحساس بها ، وتحويلها إلى وسائل عمل كقيمة أخلاقية لتغيير الواقع إلى حالة أفضل ، ومدى إثبات كفاءتهم في النشاط العملي ، ومدى تطور قدراتهم ، وإبداعاتهم في إنجاز مهام التحدي العالية المستوى .
فالمُكون السياسي أو الإداري حاله كحال المحاضر في المدرج الجامعي تقل كفاءته إذا أعتمد في توصيل محاضرته على الأسلوب الخطابي ، وهنا قد لا تولد رغبة المتلقي للتعلم ، أما إذا أعتمد على استخدام الوسائل التعليمية لعرض محاضرته وتقديمها باستخدام وسيلة العرض البصري والصوتي بشكل متزامن زاد من اهتمام المتلقي ليحقق به هدف التعلم ألا وهو التحفيز وشَّد الانتباه لكي يعوا أهداف المحاضرة .
الكهرباء إحدى مهام التحدي العالية المستوى لعاصمة محافظة لحج وقراها حيث يمكن استعادة مآثر التاريخ ، وإعادة الاعتبار لها بتحديد أرض لإقامة مشروع الطاقة الشمسية لأبناء الحوطة وقراها القريبة منها ، بدل الحلول المهترئة والترقيعية لحل مشكلة توفير الطاقة الكهربائية لساكني مدينة الحوطة وقراها ، سواء خلال فصل الصيف الحار والشتاء المعتدل ، خلال عقد من زمن مر ، ودخلنا عامنا الأول لعقد جديد .
اتخاذ قرار شجاع هكذا هو مُواجهة حقيقية لتحديات الواقع ، واعتراف بمعاناة من نسوسهم ، وتحقيق الآمال معهم ، بتوفير مصدر طاقة كهربائية متجدد المصدر بصورة مستدامة كغيرها من المحافظات كهدف طموح لمستقبل أفضل للمَّدنية التي ننشُدها ، وإظهاره بعروض عمل جديدة لتحدث تغير جذري حتى نقلل من حالة التذمر من قوى لا تقدم البدائل الأفضل ليعيش أهل هذه المدينة وقراها حياة كريمة تُحدث بها تغير جذري لهذه الخدمة .
تقبل هذه الفكرة سيُسهم من التخفيف من معاناة السكان التي يتجرعها يومياً في كل فصول السنة صيف أو شتاء أو ربيع أو خريف ، ويشتد فعلها خلال أشهر الصيف الحار ، بعد أن فشلت كل الحلول لتحسين هذه الخدمة باستخدام طاقة احتراق الديزل .
قبول سلطاتنا المحلية والسياسية بهذه الفكرة هو جزء من التوجه لتحقيق أمل الدعوة ، واحترام مطالب مواطني مدينة الحوطة وقراها ، والتعامل بجدية مع مطلبنا ، والتزاماً بالسلطة المخولة لهم لإدارة مطالب السكان الآني والملح بكثير من الجهد ، وخلق حالة المشاركة مع سلطة محكومين بها .
فالفوز بالنصر لا يخلق إلا فارس شجاع لا يصنع من العوائق خندق التوقف للهروب من مسئوليته ، بل يجعل منها أداة للتحدي تضاف إلى رصيده الإداري أو السياسي لمواصلة مسيرة العطاء بمشاريع عمل تُسعد بها كل ذي حاجة ، لنؤكد بأننا وضعنا في هذه المناصب والمراكز القيادية إلا لكفاءتنا ولخدمتكم ، وأداة لدعم مطالبكم لتصبح واقعاً يتحقق منها وجودنا كسلطة .
فالاستقرار الخدمي لحاجة من نسوسهم هو بسَّملة كل يوم عمل لقيادة مؤهلة لإدارة مصالح مجتمعها المحلي في الإطار الجغرافي ، ومن المهام العاجلة كسياسة لا يمكن مبارحتها لأنها التحدي اليومي لعقد مضى لإحداث التغيير في الواقع لتجنيب المواطن الآثار السلبية لتقاعسها ، والاستهزاء بمطالبه ، لأنها الأداة الوحيدة لإحلال السلام مع من نسوسهم .
هذا النهج هو الطريق المطلوب السير فيه عند تولي سلطة لتحقيق مستقبل أفضل بغية استكمال جهود مسار تنمية مستدامة تُجبر كل متخاذل بالسعي لكل مطلب مشروع ، وعادل ، بدل فرض شروط العجز كجزء من هذا التوجه ، نحن نعيشه بكل تفاصيله بمُبررات لا تمس مصالحهم أو إنسانيتهم التي يعيشونها .
إذاً السير في نفس الطريق الذي لا يصنع أملاً معنا دون مراعاة لتغيير الواقع ببدائل ترفع من إنسانيتنا يمثل تضحيات جسيمة منا دون مردود إيجابي لاحتياجاتنا ، في واقع سياسي لا يرى فينا غير حيوانات لتجاربهم الفاشلة يمكن أن يُضحى بها ليصل إلى نتيجة البقاء حاكماً بسلوك لا يرتقي حتى أن يصبح خطاب سياسي ينشر في قناة إعلامية ، وحتى دون أن يتحمل تبعات فشله ، فَّيُلام ، لنشعر بان هناك من يقف معنا .
بهدف تأصيل قيمة المسؤولية لسلطة نحو جمهورها المحلي ، بدل أن تقفل الأبواب بعد كل فشل عند إدارة مطالبنا الحياتية لا يسهم في حل مشكلة قد تحتاج بذل القليل من الجهد ، والتفكير لتنفيذها ، بدل أن يستهلكنا الدهر دون حلول حقيقية ترضي جمعنا الكثير ، لتصبح علامة فارقة في واقعنا الذي لا نقبل التسويف بها كمطلب مُلِح .
د. عارف محمد أحمد علي