السبت - 04 أكتوبر 2025 - الساعة 05:59 م
عندما بدأت الإصلاحات الاقتصادية قبل أكثر من شهرين بصدور قرارات لتثبيث العملة الوطنية التي كانت على مشارف الانهيار والانحسار إلى سحيق الهاوية بعد أن ارتفعت إلى مستويات تنذر بكوارث وبتضخم كاد يعصف أو ربما قد عصف بالحياة المعيشية واوصل الناس إلى المجاعة ، ومن خضم هذه المعاناة جاءت القرارات لتصيب الناس صغيرهم وكبيرة بحالة من الذهول ، لكن الصدمة الأكبر كانت قد أصابت أولئك على المتلاعبين والمضاربين بالعملة.
أصيبت الأسواق حينها بحالة من الشلل التام، فجميع محلات الصرافة قد اغلقت ، وعندما يدور عن تنزيل أسعار السلع والمواد الغذائية جن جنون تجار الجشع كبار وصغار ، وسادت حالة من الفوضى في بداية الأمر، لكن تدخل النيابة العامة ممثلة بالنائب العام قاهر مصطفى كبح جماح بعض من الذين كانوا يحاولون إفشال هذه القرارات والإجراءات وعودة الوضع إلى ما كان عليه، بالإضافة إلى أن التفاف الناس وكافة المواطنين حول هذه الإصلاحات أيضا كان له صدى للردع ، وسارت الأمور لتصبح مسألة تحسين العملة الوطنية وتثبيثها أمرا لا يمكن الرجوع عنه وهو ما ساعد على رفع الراية البيضاء لمن كانوا يحلمون بالعودة للتلاعب بقوت الناس.
الصناعة والتجارة
بعد تثبيث قيمة العملة الوطنية كانت الخطوات متسارعة ومتزامنة مع تنزيل أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها وفقا لسعر الصرف المثبث ، وبدأ العمل في بداية الأمر بتشكيل فرق ميدانية للرقابة والتفتيش تحت إشراف وزارة الصناعة والتجارة وبتنسيق كامل مع السلطات المحلية والأمنية ، لم تتوانى قيادة وموظفي وزارة الصناعة والتجارة عند أداء مهامها وبوتيرة عالية ، رغم أنه بعد مرور بعض من الوقت بدأ بعض من الأطراف بالتراخي والفتور ، وقد تجلى ذلك مع وجود القيادة السياسية والسلطة التنفيذية وقيادة السلطة المحلية في الخارج ، وبقيت الصناعة والتجارة تحمل على عاتقها عبئ المسؤولية ، وأبلت في هذا الجانب وما زالت بلاءا حسنا أفشل كل مراهنات الطرف الآخر الذي حاول بكل السبل أن يعيد الأسعار إلى سابق عهدها.
زيارة واحدة لديوان وزارة الصناعة والتجارة تكفي لترك انطباع أن العمل يجري على قدم وساق وأن كل مكتب من مكاتب هذا الديوان بما فيه مكتب الوزير الأشول ونائبه سالم الوالي ومكاتب الوكلاء ومدير عام مكتب الصناعة في عدن ورئيس نيابة الصناعة ، جميعهم كمنظومة متكاملة يؤدون مهامهم وفق عمل مؤسسي وآليات محكمة أساسها الديمومة والحفاظ عليها لكسر كل المراهنات ، أما مكاتب الوزارة في المديريات فقد كانت على قدر كبير من المسؤولية في تنفيذ المهام تربطها بالقيادة خطوط تواصل واتصال مستمر على مدار الساعة، هذا هو الانطباع الذي يتولد لدى الزائر في الوقت الذي يشهد الجميع أن النجاح وعوامله أساسها البلاء الحسن لقيادة وموظفي وزارة الصناعة والتجارة ومكتبها في عدن.