منوعات

السبت - 25 مارس 2023 - الساعة 07:07 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


كشفت دراسة جديدة أن عشر دقائق من النشاط البدني يوميا أو أقل هو كل ما يتطلبه الأمر لتأخير ظهور مرض السكري من النوع الثاني وإبطاء تطوره لدى الأطفال.

وتقدم الدراسة بقيادة الدكتورة ميلاني هندرسون، الأستاذة المساعدة السريرية في قسم طب الأطفال، وأخصائية الغدد الصماء والأوبئة في مركز مستشفى جامعة سانت جوستين للأطفال التابع لجامعة مونتريال، بصيص أمل من خلال تحديد كيفية تأثير النشاط البدني والسلوكيات المستقرة على مؤشرات مرض السكري الرئيسية.

وتمت مراقبة ما مجموعه 630 طفلا من كيبيك لديهم تاريخ عائلي من السمنة على مدى سبع سنوات في ثلاث دورات، وتتراوح أعمارهم بين 8 – 10 و10 – 12 و15 – 17.

واستخدم الخبراء العديد من الاختبارات لقياس مؤشرات مرض السكري الرئيسية، بما في ذلك حساسية الأنسولين وإفراز الأنسولين ومستويات السكر في الدم. كما تم قياس النشاط البدني والوقت الإجمالي للجلوس عن طريق قياس التسارع، إلى جانب تقييم وقت الشاشات الترفيهية باستخدام استبيان تم الإبلاغ عنه ذاتيا.

وقالت سورين هارنويس لوبلان، الحاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة مونتريال في علم الأوبئة والمؤلفة المشاركة للدراسة، التي نشرت في نوفمبر في مجلة “لنست تشايلد أدوليسنت هيلث”، “مع 10 دقائق فقط من النشاط البدني المعتدل إلى القوي يوميا، نرى انخفاضا في المخاطر المرتبطة بتطور داء السكري من النوع الثاني لدى الأطفال المعرضين للخطر”.

وأفادت الدكتورة هندرسون بأن “تقليل وقت الجلوس بساعة في اليوم يقدم فوائد مماثلة”. لأن الوقت الذي نقضيه أمام الشاشة، سواء كان التلفاز أو ألعاب الفيديو أو وسائل التواصل الاجتماعي، ضار بشكل خاص، ولكن يمكن تعديله بسهولة أكبر مقارنة بالوقت المستقر المرتبط بالنقل، على سبيل المثال.

وتابعت “ليست كل عادات الخمول لها نفس التأثير على صحة القلب والأوعية الدموية والأيض”.

وقد يكون تغيير عادات نمط الحياة أمرا صعبا. ويمتلك الجسم آليات للحفاظ على أعلى وزن له، ما يجعل من الصعب للغاية إنقاص الوزن. ولهذا السبب من المهم للغاية التصرف مبكرا مع الأطفال والمراهقين الذين لديهم تاريخ عائلي من السمنة، كما يقول الباحثون.

وقالت الدكتورة هندرسون “هناك حاجة ملحة إلى تطوير وتنفيذ سياسات الوقاية من السمنة التي تهدف إلى تعزيز النشاط البدني وتقليل السلوكيات التي تتسم بقلة الحركة، للوقاية من مرض السكري في الفئات السكانية الضعيفة”.

وتعد السمنة في مرحلة الطفولة من الحالات الطبية الخطيرة التي يصاب بها الأطفال والمراهقون. فهي بالتحديد مقلقة لأن الوزن الزائد يضع الأطفال عادة على بداية طريق المشكلات الصحية التي كانت تعد في ما سبق مشكلات خاصة بالبالغين، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول. كما يمكن أن تؤدي السمنة في مرحلة الطفولة إلى عدم تقدير الذات والاكتئاب.

ومن أفضل الإستراتيجيات لتقليل السمنة في مرحلة الطفولة تحسين عادات الأكل والتمارين. وتساعد معالجة السمنة ومنعها على حماية صحة الطفل في مرحلة الطفولة وفي المستقبل.

وتتضمن المضاعفات الجسدية للسمنة لدى الأطفال داء السكري من النوع الثاني. ويؤثر هذا المرض المزمن في الطريقة التي يستفيد بها جسم الطفل من السكر (الغلوكوز). وتزيد السمنة وأنماط الحياة التي تتسم بقلة الحركة من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.

وداء السكري من النوع الثاني عند الأطفال هو حالة مرضية مزمنة تؤثر في آلية تعامل جسم الطفل مع السكر (الغلوكوز) في الدم للحصول على الطاقة. ومن دون العلاج، يتسبب الاضطراب في تراكم السكر في مجرى الدم، ويمكن أن يؤدي إلى عواقب خطيرة على المدى الطويل.

ويشيع داء السكري من النوع الثاني بين البالغين. في الواقع، كان يطلق عليه داء السكري الذي يصيب البالغين. لكن زيادة أعداد الأطفال المصابين بالسمنة أدت إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة بداء السكري من النوع الثاني الأصغر سنا.

وتوجد العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها للمساعدة على التحكم في داء السكري من النوع الثاني أو الوقاية منه لدى الطفل.

وينصح الخبراء بتشجيع الطفل على تناول الأطعمة الصحية، وممارسة العديد من الأنشطة البدنية، والحفاظ على وزن صحي. وإذا لم يكن اتباع نمط غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية كافيين للتحكم في داء السكري من النوع الثاني، فقد يلزم تناول أدوية داء السكري عن طريق الفم أو العلاج بالأنسولين.

وقد تبدأ إصابة الأطفال بداء السكري من النوع الثاني بشكل متدرج جدا إلى درجة أنه لا تظهر له أعراض ملحوظة. وفي بعض الأحيان يشخص هذا الاضطراب أثناء فحص طبي دوري.

وقد تظهر على بعض الأطفال هذه المؤشرات والأعراض نتيجة ارتفاع نسبة السكر في مجرى الدم، ومنها العطش الشديد وكثرة التبول، وزيادة الشعور بالجوع والإرهاق، وضبابية الرؤية، وظهور مناطق داكنة في الجلد، غالبا حول الرقبة أو في الإبطين والأربية، وفقدان الوزن دون ترتيب لذلك، إلا أن هذا العرض أقل شيوعا بين الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الثاني منه بين الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول.