منوعات

السبت - 25 مارس 2023 - الساعة 06:05 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


أطلق ناشطون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، تطالب الصائمين بوقف التقاط صور لموائدهم على الإفطار والسحور، مراعاة لمشاعر الأسر الفقيرة والعائلات المتعففة، مع انتشار ظاهرة تصوير مائدة الطعام، سواء داخل المنازل أم في المطاعم.

وتصدر هاشتاغ #لا_لتصوير_موائد_الإفطار يتصدر الترند في الجزائر، حيث لقيت الحملة رواجًا واسعًا على صفحات ومجموعات فيسبوك، خاصة أن ظاهرة تصوير أطباق الإفطار الشهية، انتشرت بشكل كبير الأعوام الماضية.

وندد الناشطون على موقع فيسبوك بالظاهرة السيئة في كل مناسبة، حيث تتحوّل الشبكات الاجتماعية إلى حلبة للتسابق والتباهي، بنشر أفضل وأفخر المأكولات وأرقى الموائد.

ودعت العديد من الصفحات والحسابات، العائلات والنساء خصوصا اللواتي اعتدن نشر المأكولات والأطباق التي يحضرنها، وحتى الفواكه والحلويات والمكسّرات، على مواقع التواصل الاجتماعي، للتوقف عن هذه التصرفات، مراعاة لشعور الفقراء والمحتاجين غير القادرين على توفير قوتهم.

وكانت انتشرت قبل فترة صور ومقاطع فيديو على الشبكات الاجتماعية لجزائريين يقفون في طوابير طويلة في عدة مدن جزائرية لأجل الحصول على المواد الغذائية الأساسية، مع اقتراب شهر رمضان، رغم الإعلانات المتكررة للسلطات بشأن توفر هذه المواد في السوق، ما أثار جدلا واسعا.

ويعاني الجزائريون من صعوبات كبيرة في الحصول على المواد الغذائية الأساسية المدعومة بشكل خاص مثل الحليب والدقيق والزيت، فباتت موائدهم تفتقد لسلع استهلاكية كثيرة، إما لندرتها وإما لارتفاع أسعارها بشكل مبالغ به في البلد الغني بالغاز، وهو ما خلق تذمرا كبيرا لدى المواطنين الذين يتساءلون كيف وصل الأمر إلى هذه الدرجة.

كما انتشرت دعوات لتجنب تصوير المحتاجين خلال تسليمهم الإعانات، بعد أن تحولت إلى ظاهرة في السنوات الأخيرة، خصوصا وأنّ هذه التصرفات تضع المحتاجين في حرج واستحياء وهم يتسلّمون هذه المساعدات، حتى أن بعضهم من يغطي وجهه خجلا.

وانتشرت المئات من المنشورات المتعلقة بالهدف ذاته، مصحوبة بصور مؤلمة لعائلات يبدو عليها الفقر المدقع في العديد من الدول العربية والإسلامية، وصور أخرى تظهر لجوء بعضهم إلى القمامة للبحث عمّا تبقى فيها من فتات غير صالح حتى للأكل.

كما نشر آخرون مقاطع فيديو لحشود من اللاجئين أو المهجرين ينتظرون لجان المساعدات الإنسانية، لتقديم أيّ طعام يسد رمقهم، أو لأطفال وشيوخ قضوا جراء المجاعة والجفاف الذي ضرب بلدانهم.

ويخشى الجزائريون عشية رمضان كل سنة من الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، وهذا العام لم يشذ عن القاعدة فأسعار المواد واسعة الاستهلاك سجلت قفزات كبيرة، فاقت المئة في المئة على بعض الأنواع، وذلك رغم تطمينات الحكومة المتواصلة بتزويد السوق بالمواد الأساسية ومنع المضاربة.

ويتزامن انفلات الأسعار مع ضخ الحكومة الزيادات التي أقرّتها على أجور عمال القطاع العام ومعاشات المتقاعدين، وذلك بأوامر من الرئيس عبدالمجيد تبون بهدف حماية قدرة الجزائريين الشرائية وامتصاص جزء من التضخم الذي هوى بقيمة الدينار الجزائري.

وفي أسواق الجزائر العاصمة عرفت أسعار الخضر والفواكه واللحوم ارتفاعاً جنونياً منذ دخول شهر شعبان، حيث قفزت أسعار اللحوم الحمراء من 1800 دينار (13 دولاراً)، للكيلوغرام الواحد من لحم الخروف، إلى 2200 دينار (16.29 دولارا)، رغم تعهد الحكومة بتوفيره بسعر 1200 دينار، وارتفع من 300 دينار (2.2 دولار) الكيلوغرام الواحد من لحم الدجاج إلى 400 دينار (2.9 دولار). وعلى المنحى نفسه ارتفعت أسعار الخضر، حيث قفزت أسعار الطماطم من 80 دينارا (0.59 دولار)، إلى 150 دينارا (1.1 دولار)، ومن 50 إلى 70 دينارا للكيلوغرام الواحد من البطاطا، والشيء نفسه بالنسبة إلى أسعار الجزر التي قفزت من 40 إلى 80 دينارا خلال 73 ساعة فقط.

ويعتبر الجزائر بلدا غنيا بالموارد الطبيعية والبشرية، غير أنها ما تزال تعتمد بشكل رئيسي على صادرات مصادر الطاقة من الغاز والنفط. ولم تفلح جهود تنويع مصادر الدخل التي بُذلت في السنوات الماضية في تقليص اعتماد البلاد على استيراد السلع الغذائية الاستهلاكية بشكل كبير.