تعدّ الأورام الشحميَّة شائعة جدًا، وهي تظهر على شكل كتل ملساء وطرية تحت الجلد. وتختلِف الأورام الشحمية من ناحية الصلابة، ويكون بعضها أكثر قساوة من بعض، ويكون مظهرُ الجلد فوق الورم الشحميّ طبيعيًا.
وقالت الرابطة الألمانية لأطباء الأمراض الجلدية إن الورم الشحمي على الظهر عبارة عن كتلة دهنية تنشأ بسبب تكتل الأنسجة الدهنية تحت الجلد في الظهر، خاصة عند الرقبة، مع التقدم في العمر.
وأضافت الرابطة أن الورم الشحمي لا يدعو إلى القلق غالبا، حيث إنه ورم حميد، ولكنه قد يتطور إلى ورم خبيث يعرف باسم “الساركوما الشحمية”، وفي هذه الحالة يسبب الورم ألما ضاغطا. ويمكن التحقق من الإصابة بـ”الساركوما الشحمية” بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي.
وأردفت الرابطة أن هناك عدة طرق لإزالة الورم الشحمي على الظهر، مشيرة إلى أن الإجراء الأكثر شيوعا لإزالته هو إجراء جراحي غير معقد يتم فيه إزالة الدهون وغلاف النسيج الضام من خلال شق صغير في الجلد، وذلك تحت تأثير التخدير الموضعي.
وبدلا من ذلك، يمكن إزالة الورم الشحمي عن طريق شفط الدهون، ويعد هذا الإجراء مناسبا بشكل خاص للأورام الشحمية الكبيرة.
ومن النادر أن تنمو الأورام الشحمية إلى أكثر من 3 بوصات (حوالى 7.5 سنتمترات) في القطر. ويمكن أن تحدث هذه الأورام في أي مكان على الجسم، ولكنَّها شائعة على الساعدين والجذع والعنق بشكلٍ خاص. وتشيعُ الأورام الشحمية عند النساء. ويحدُث عند بعض المرضى ورم شحميّ واحد فقط، بينما يحدث العديد من هذه الأورام عند الآخرين. ونادرًا ما تسبب الأورام الشحمية مشاكل على الرغم من أنها قد تسبّب الألم عند الجسّ أو تكون مؤلمة.
ويستطيع الطبيب التعرُّف إلى الأورام الشحمية بسهولةٍ عادةً، ولا يحتاج التشخيص إلى أيّ اختبارات.
ويشير عدد من الأطباء إلى أن الأورام الشحمية ليست من أشكال السرطان، ومن النادرِ أن تُصبِح سرطانيةً. وإذا بدأ ورم شحميّ بالتغيُّر بأيّ طريقة، قد يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج لتفحُّصها تحت المجهر. ولا تحتاج الأورام الشحمية إلى المُعالجة غالبًا، ولكن يُمكن استئصال الأورام التي تسبّب الانزعاج للمرضى عن طريق الجراحة أو شفط الدُّهون
وبحسب خبراء “مايو كلينيك”، يُعد الورم الشحمي كتلة دهنية بطيئة النمو وغالبًا ما يكون موجودًا بين الجلد وطبقة العضلات الواقعة تحته. ويتحرك الورم الشحمي، الذي يكون له ملمس كالعجين وعادة ما لا يكون لينًا، بسهولة مع ضغطة بسيطة من الإصبع. وعادةً ما يتم الكشف عن الإصابة بالأورام الشحمية في منتصف العمر. ويكون لدى بعض الأشخاص أكثر من ورم شحمي.
ويعتبر الورم الشحمي غير سرطاني وعادةً ما يكون غير مؤذٍ. ولا يكون العلاج ضروريًا بشكل عام، ولكن إذا كان الورم الشحمي يزعج أو يؤلم أو ينمو، فقد يحتاج إلى إزالته.
والسبب الرئيسي للإصابة بالأورام الشحمية غير مفهوم بالكامل. كما يُمكن أن يَسري في العائلات، ومن ثم، تَلعب العوامل الوراثية دورًا في تطوره. وهناك عاملان أساسيان قد يزيدان خطر الإصابة بالورم الشحمي، وهما أولا، أن يكون متوسط الأعمار بين 40 إلى 60 عامًا. وعلى الرغم من أن الورم الشحمي يمكن الإصابة به في أي عمر، فإن ذلك أكثر شيوعًا في هذه الفئة العمرية.
وثانيا الجينات الوراثية، حيث تميل الأورام الشحمية للانتشار في العائلات.وعند تشخيص الإصابة بالورم الشحمي، سيجري الطبيب فحصا بدنيا وأخذ عينة من النسيج (خزعة) لفحصها معمليًّا.
وقد يلزم إجراء التصوير بالأشعة السينية أو غيرها من طرق التصوير مثل الرنين المغناطيسي أو الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب، إذا كان حجم الورم الشحمي كبيرًا، وله خصائص غير عادية، أو إذا كان أعمق من كونه دُهنيًّا.
ويشير الخبراء إلى أن هناك فرصة ضئيلة للغاية أن يكون الورم الشحميّ سرطانيا يُعرف باسم “الساركوما الشحمية”، وهي ورم سرطاني يصيب الأنسجة الدُّهنية التي تنمو بسرعة، ولا تتحرك أسفل الجلد، وتتسبب عادةً في الشعور بالألم. وقد يتم أخذ خزعة أو الخضوع للفحص بالتصوير بالرنين المغناطيسي أو الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب، إذا اشتبه الطبيب في الإصابة بها.