منوعات

السبت - 18 مارس 2023 - الساعة 10:44 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / متابعات خاصة


في كل عام وعند نهاية شهر شعبان يكثر التساؤل حول موعد يوم الشك وحكم صيامه والدعاء المستحب فيه، والكثيرون يعتبرون يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان أنه هو يوم الشك، وهذا اعتقاد خاطئ وشائع بكثرة بين الناس، بينما الصحيح أن يوم الشك هو يوم الثلاثون من شهر شعبان.

يعتبر يوم 30 من شهر شعبان هو يوم الشك، لاسيما إذا كان مشكوك فيه أهو الثلاثون من شعبان أو الأول من شهر رمضان، ففي حال رأى شاهد واحد هلال رمضان في مساء الـ 29 شعبان، بينما لم يره باقي الشهود والراصدون، فإن المحكمة أو اعلى هيئة للإفتاء والتحري، تقضي حينها بإتمام شهر شعبان ثلاثون يوما، وهذا هو يوم الشك، كونه يوم مشكوك فيه، أهو 30 شعبان فعلا أم أنه 1 رمضان، وهو ما أتفق عليه معظم العلماء.

يعقب البعض بالقول أن ذلك كان قديما قبل تطور العلم والفلك وتقنيات الرصد والتحري، بينما في الوقت الراهن بات علم الفلك يشهد تطورا كبيرا ومستمرا، يستطيع من خلاله علماء الفلك تحديد بداية ونهاية الشهور القمرية "الهجرية" بدقة عالية وقبل أشهر وأعوام من وقوعها، لكن وعلى الرغم من ذلك التطور الهائل فلكيا، فإن معظم دول العالم العربي والإسلامي مازالت تعتمد على الرؤية الشرعية في تحديدة بدايات ونهايات الشهور الهجرية، امتثالا لقول الله تعالى "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته....".

موعد يوم الشك

ويصادف يوم الشك هذا العام 1444 هـ الموافق 2023 ميلادية، في اليمن والسعودية والإمارات ومصر ومعظم الدول العربية والإسلامية، يوم الأربعاء القادم 30 شعبان الموافق 22 مارس، بينما يكون يوم الثلاثاء 29 شعبان الموافق 21 مارس هو يوم التحري لرؤية هلال رمضان، الذي أكدت الحسابات الفلكية مسبقا استحالة رؤية هلال رمضان في مساء ذلك اليوم "الثلاثاء"، نظرا لغروب القمر قبل غروب الشمس وقتها.

بينما في سلطنة عمان وبعض الدول التي تأخر لديها دخول شهر شعبان يوما، فإن يوم الشك في تلك الدول سيصادف يوم الخميس الموافق 23 مارس، في حين أن يوم الأربعاء سيكون يوم التحري لهلال رمضان في تلك الدول، وغالبا ما سيتم رؤيته في مساء ذلك اليوم، نظرا لمكوث الهلال فترة طويلة في الأفق بعد غروب الشمس.

حكم الصيام في يوم الشك

ونهى رسولنا الأكرم محمد صل الله عليه وسلم، عن صيام يوم الشك، كما روي عن الرسول أحاديث نبوية صحيحة، نهى فيها باستقبال رمضان بيوم أو يومين، أي لا يستحب الصيام قبل حلول رمضان بيوم أو يومين، بينما أحل بعض العلماء الصيام في تلك الأيام ومنها يوم الشك في حالة واحدة فقط، وهي بنية القضاء لصيام أيام فاتت على المسلم ويخشى أن يحل رمضان دون أن يقضي ما عليه.

وصيام يوم الشك يختلف حكمه بحسب قصد الصائم على ثلاثة أحوال، هي:

الأول: أن يصوم بنية الرمضانية احتياطًا لرمضان فهذا منهي عنه.

الثاني: أن يصام بنية الندب أو قضاء عن رمضان أو عن كفارة ونحو ذلك فهو جائز عند الجمهور، وحكي كراهته أيضًا عن أبي حنيفة والشافعي.

الثالث: أن يصام بنية التطوع المطلق، فكرهه من أمر بالفصل بين شعبان ورمضان بالفطر ومنهم الحسن وإن وافق صومًا كان يصومه, ورخص فيه مالك ومن وافقه، وفرق الشافعي والأوزاعي وأحمد وغيرهم بين أن يوافق عادة أو لا، وكذلك يفرق بين صيامه بأكثر من يومين ووصله برمضان فلا يكره أيضا إلا عند من كره الابتداء بالتطوع بالصيام بعد نصف شعبان فإنه ينهى عنه إلا أن يبتدئ الصيام قبل النصف ثم يصله برمضان.

ووفقاً للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية في مصر فإن الراجح والمفتى به من الأقوال السابقة أنه لا يجوز صوم يوم الشك احتياطًا عن رمضان، وإنما يجوز صيامه لمن وافق يوم عادته في الصيام كالاثنين والخميس مثلًا، أو صامه لنذر أو كفارة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا رجل كان يصوم صومًا فليصمه"، وكذلك إذا صام أيامًا من رمضان الماضي أو أيام نذر أو كفارة.

كذلك أكدت دار الإفتاء المصرية ، أنه يجوز صيام آخر يوم في شعبان بنية قضاء صيام أيام من رمضان الماضي، أو إذا وافق عادة له كصيام يوم الخميس، أو لقضاء نذر.

دعاء آخر ليلة من شعبان "يوم الشك"

اللهم إني نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا التي تهتك العصم، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تنزل النقم، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تغير النعم، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تحبس الدعاء، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تنزل البلاء، اللهم اغفر لنا كل ذنب أذنبته، وكل خطيئة أخطأتها.

اللهم لك الحمدُ كلُّه، اللهم لا قابضَ لما بسطتَ، ولا مُقَرِّبَ لما باعدتَ، ولا مُباعِدَ لما قرَّبتَ، ولا مُعطِيَ لما منعْتَ، ولا مانعَ لما أَعطيتَ اللهم ابسُطْ علينا من بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورزقِك، اللهم إني أسألُك النَّعيمَ المقيمَ الذي لا يحُولُ ولا يزولُ اللهم إني أسألُك النَّعيمَ يومَ العَيْلَةِ، والأمنَ يومَ الحربِ، اللهم عائذًا بك من سوءِ ما أُعطِينا، وشرِّ ما منَعْت منا اللهم حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزَيِّنْه في قلوبِنا، وكَرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ واجعلْنا من الراشدين اللهم توفَّنا مسلمِين، وأحْيِنا مسلمِين وألحِقْنا بالصالحين، غيرَ خزايا، ولا مفتونين.

اللهم ارضنا بقضائك و بما قسمته لنا، واجعلنا من الحامدين لك في السراء والضراء، اللهم يا من لطفه بخلقه شامل، وخيره لعبده واصل، لا تخرجني وذريتي وأهلي وأحبابي من دائرة الألطاف، وآمنا من كل ما نخاف، وكن لنا بلطفك الخفى الظاهر.

اللهم إني نسألُك العفوَ والعافيةَ، في الدنيا والآخرةِ، اللهمَّ إني نسألُك العفوَ والعافيةَ، في دِيننا ودنيانا وأهلنا ومالنا، اللهمَّ استُرْ عوراتنا، وآمِنْ روعاتنا، واحفظنا من بين يدينا، ومن خلفينا، وعن يمينا، وعن شمالنا، ومن فوقنا، ونعوذُ بك أن أنغْتَالَ من تحتنا".

اللهم اكشف عنا هذا الوباء، يا عالِم كل خفية، يا صارف كل بليّة، ندعوك بما اشتدت به فاقتنا، وضعُفت قوتنا، وقلت حيلتنا، اللهم ارحمنا وأغثنا، والطف بنا، و تداركنا بإغاثتك، اللهم نتوسل إليك باسمك الواحد، الفرد الصمد، وباسمك العظيم فرج عنا ما أمسينا فيه، و ما أصبحنا فيه، أجرنا أجرنا أجرنا يا الله، يا كاشف الهموم، ومفرج الكرب العظيم، ويا من إذا أراد شيئًا يقول له: كُن فيكون، رباه رباه أحاطت بي الذنوب والمعاصي، فلا أجد الرحمة والعناية من غيرك، فأمدني بها.

اللهم يا ذا الرحمة الواسعة، يا مطلعا على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء، أسألك فيضة من فيضان فضلك، وقبضة من نور سلطانك، وأنسًا وفرجًا من بحر كرمك، أنت بيدك الأمر كله ومقاليد كل شيء، فهب لنا ما تقر به أعيننا، وتغنينا عن سؤال غيرك، فإنك واسع الكرم، كثير الجود، حسن الشيم، في بابك واقفون، ولجودك الواسع منتظرون يا كريم يا رحيم.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرَافِي في أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ.

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ.

اللهمَّ عافِني في بدني، اللهمَّ عافِني في سمعي، اللهمَّ عافِني في بصري.

اللهم إني أسألك يا من لا تغلطه المسائل، يا من لا يشغله سمع عن سمع، يا من لا يبرمه إلحاح الملحين، اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، اللهم اكشف عني وعن كل المسلمين كل شدة وضيق وكرب، اللهم أسألك فرجًا قريبًا، وكف عني ما أطيق، وما لا أطيق، اللهم فرج عني وعن كل المسلمين كل هم وغم، وأخرجني والمسلمين من كل كرب وحزن.

اللهم عليك توكلت فارزقني واكفني، وبك لذت فنجني مما يؤذيني، أنت حسبي ونعم الوكيل، اللهم ارضني بقضائك، واقنعني بعطائك، واجعلني من أوليائك.

اللهم إليك مددت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل توبتي، وارحم ضعف قوتي، واغفر خطيئتي، واقبل معذرتي، واجعل لي من كل خير نصيبًا، وإلى كل خير سبيلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطى لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدم لما أخرت، ولا مؤخر لما قدمت.

يا حي يا قيوم، يا نور يا قدوس، يا حي يا الله، يا رحمن اغفر لي الذنوب التي تحل النقم، واغفر لي الذنوب التي تُورث الندم، واغفر لي الذنوب التي تحبس القِسم، واغفر لي الذنوب التي تهتِك العِصم، واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء، واغفر لي الذنوب التي تُعجّل الفناء، واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء، واغفر لي الذنوب التي تمسك غيث السماء، واغفر لي الذنوب التي تُظلم الهواء، واغفر لي الذنوب التي تكشِف الغِطاء.

اللهم إني أسألك، يا فارج الهم، يا كاشف الغم، مجيب دعوة المضطر، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها، أسألك أن ترحمني برحمةٍ من عندك تُغنني بها عن رحمة من سواك.

الأعمال والأدعية المستحبة في آخر شعبان

ويستحب في هذه الليالي المباركة بأداء صلاة التسابيح ولو مرة واحدة، فقد ورد أنها مكفرة للذنوب، مفرجة للكروب، ميسرة للعسير، يقضى الله بها الحاجات، ويؤمن الروعات ويستر العورات.

وتصلى صلاة التسابيح أربع ركعات (أي بتسليمة واحدة)، وفى كل ركعة تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة (أى سورة تختارها)، وبعد القراءة مباشرة وقبل الركوع تقول وأنت قائم هذه التسبيحات(سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر) ١٥ مرة.

وكذلك، فقد ورد عن الأعمال المستحبة في أواخر شعبان وفقا لدار الإفتاء المصرية : "ثم تركع وبعد التسبيح المعتاد فى الركوع تقول (التسبيحات المذكورة) 10 مرات ثم ترفع رأسك من الركوع قائلا: سمع الله لمن حمده... إلخ ثم تقول (التسبيحات المذكورة) 10 مرات ثم تهوى ساجدا وبعد التسبيح المعتاد فى السجود تقول (التسبيحات المذكورة) 10 مرات، ثم ترفع رأسك من السجود بين السجدتين بعد الدعاء المعتاد فتقول (التسبيحات المذكورة) 10 مرات، ثم تسجد وبعد التسبيحات المعتادة فى السجود تقول (التسبيحات المذكورة) 10 مرات، وثم ترفع رأسك من السجود وأنت جالس القرفصاء فى الاستراحة الخفيفة المأثورة بين السجود والقيام فتقول (التسبيحات المذكورة) 10 مرات، وفذلك 75 مرة فى كل ركعة، ووتفعل ذلك 4 مرات أى فى الركعات الأربعة فيكون 300 تسبيحة.

ويستحب ترديد هذا الدعاء: "اللهم إنى أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك، اللهم إنى أسألك مخافة تحجزنى عن معاصيك، حتى أعمل بطاعتك عملا ً استحق به رضاك وحتى أناصحك بالتوبة خوفا منك، وحتى أخلص لك فى النصيحة حبا لك، وحتى أتوكل عليك فى الأمور كلها، حسن ظنى بك، سبحان خالق النور"، ثم يزيد بعد ذلك ما شاء من دعاء بما أهمه.

وأشارت إلى أنه يستحسن أن يقرأ فى هذه الركعات الأربع بعد الفاتحة بسورة مما جاء أنها تعدل نصف أو ثلث ربع القرآن ليحصل أكبر قدر من الثواب، فمثلا يقرأ فى الأولى (الزلزلة) والثانية (الكافرون) والثالثة (النصر) والرابعة (الإخلاص) ، وكما تجوز هذه الصلاة انفرادا تجوز فى جماعة.

يذكر أن الحسابات الفلكية ذكرت في وقت سابق أن عدة شعبان هذا العام 1444 ستكون 30 يوما، تنتهي يوم الأربعاء، بينما سيكون الخميس القادم غرة شهر رمضان المبارك الموافق 23 مارس 2023، كذلك أفاد الفلك أن عدة شهر رمضان هذا العام ستكون 29 يوما فقط، تنتهي في 20 إبريل، على أن يكون عيد الفطر السعيد يوم الجمعة الموافق 21 إبريل 2023. والله أعلى وأعلم