منوعات

الخميس - 16 مارس 2023 - الساعة 06:33 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


تعد الأجهزة الذكية والشاشات الرقمية الحديثة من أبرز الأدوات التي تثير إعجاب الأطفال لما تتضمنه من تطبيقات ألعاب تجعلهم يدمنون عليها، وهو ما يثير قلق الوالدين من هذا الإدمان الإلكتروني.

وقال الدكتور فواز العواد أكاديمي وأخصائي في الصحة النفسية ومدير مركز مداد للدراسات إن “الدراسات وجدت أن إدمان الأطفال على ألعاب الفيديو يزيد من مستويات الاكتئاب والقلق لديهم، ويُظهر الأطفال المدمنون أيضا الرهاب الاجتماعي". وأضاف "كما أن اللعب المتكرر بنهم أو ممارسة الألعاب لأكثر من 5 ساعات متتالية مرتبط بانخفاض الرضا عن الحياة ونوعية النوم، ومع المزيد من أعراض الاكتئاب واضطراب القلق الاجتماعي".

وعن علامات إدمان الألعاب الإلكترونية عند الأطفال، أفاد العواد بأنه "تم تضمين اضطراب الألعاب عبر الإنترنت (إي جي دي) في القسم الثالث من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الخامس (دي إس إم - 5)". وأوضح أن اضطراب الألعاب عبر الإنترنت هو "اللعب المفرط الذي يتسبب في فقدان الإحساس بالوقت وإثارة المشاعر السلبية مثل الغضب والقلق عندما لا تكون الألعاب متاحة، والاستخدام المستمر للإنترنت حتى بعد الانعكاسات السلبية مثل الصحة السيئة أو العزلة الاجتماعية أو التعب".

ولإدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية، وفق العواد، أعراض جسدية تتمثل في الشعور العام بالكسل أو التعب، والصداع المتكرر بسبب زيادة استخدام ألعاب الفيديو التي تسبب إجهاد العين، وتصلب الرقبة والكتف نتيجة الجلوس لساعات متواصلة، وزيادة الوزن بسبب نمط الحياة الخامل، وضعف الشهية للطعام وإهمال النظافة الشخصية.

كما توجد أعراض انفعالية وهي بحسب العواد مشاعر قوية من القلق والأرق أو التهيج عند عدم القدرة على اللعب. وانفعالات عاطفية شديدة عندما لا يُسمح للطفل باللعب. والمشكلات المعرفية والانتباهية التي تؤثر على الأداء الأكاديمي. والترقب الشديد والمضطرب لجلسة اللعب التالية. والكذب على الأصدقاء أو العائلة بشأن مدة الوقت الذي يقضيه في اللعب. وعزل النفس (العزلة الاجتماعية) لقضاء المزيد من الوقت في اللعب.

وقدم العواد نصائح للوالدين لتجنب الآثار السلبية لألعاب الفيديو وهي:

اعتماد ألعاب الفيديو على العمر، لذا يجب التأكد من عدم تعريض الطفل للعبة غير مناسبة لعمره.
 البحث عن الألعاب التعليمية وألعاب الذكاء وجعلها في الأجهزة الخاصة بالطفل وتفضيلها على باقي الألعاب العنيفة والتافهة.
تجنب شراء ألعاب الفيديو العنيفة للأطفال الصغار.
التحقق من محتوى اللعبة وتوقع آثارها المفيدة المحتملة على الطفل، وقراءة التحذيرات المقدمة والتصرف وفقا لذلك.
 استخدام نظام المكافآت للسماح للطفل باللعب حيث يمكنه اللعب بعد الانتهاء من واجباته المدرسية، وأيضا منحه من 10 إلى 15 دقيقة إضافية للعب في عطلات نهاية الأسبوع إذا أمضى 30 دقيقة في ممارسة الأنشطة البدنية مثل الجري.
عدم السماح باللعب ليلا، خاصة في الوقت المخصص للنوم.
الاحتفاظ بجميع أدوات الألعاب والأجهزة الإلكترونية بعيدا عن غرفة الأطفال.
مراقبة نشاطهم عبر الإنترنت إذا كانوا يتفاعلون مع غرباء أثناء ممارسة الألعاب، والتحقق من التفاصيل مثل ما يتحدثون عنه ومقدار حديثهم.
إرشاد الأطفال للعب بأمان وعدم مشاركة أي معلومات شخصية مع غريب عبر الإنترنت.
تثقيفهم حول الآثار السلبية لألعاب الفيديو بتقديم أمثلة ذات صلة. والتحدث عن الجوانب الإيجابية أيضا. تحقيق التوازن وإقناعهم بإتباع طريق وسطي.
أن يكون الوقت المخصص لمن هم دون الـ12 سنة بين 30 و60 دقيقة يوميا على أقصى تقدير في أيام المدرسة، ومن ساعة إلى ساعتين خلال أيام العطلة.
الحسم في تنظيم وقت اللعب بالتفاهم على هذه القواعد الصارمة مع أطفال.
حذار أن يجعل الوالدان الألعاب هي السلوك الوحيد الذي يعبران به عن حبهما لطفلهما بمنحه مزيدا من الوقت أو أن يستعملاه كنوع من الإلهاء له ليستمرا في نشاطات حياتهما الخاصة.

وعلى الرغم من أضرار ألعاب الفيديو وتسببها في الإدمان والعزلة الاجتماعية وبعض الأمراض النفسية والبدنية، أثبتت دراسات أنه بإمكانها أن تُحسِّن مهارات الإنسان وتُكسبه قدرات ذهنية عديدة، شريطة ألا تشتمل على مشاهد عنف مؤذية وألا يتجاوز اللعب الفترات الصحية الموصى بها، وفق العواد.

وقال العواد إن “الآباء يستهجنون ألعاب الأطفال الإلكترونية باعتبارها مضيعة للوقت، والأسوأ من ذلك أن بعض خبراء التعليم يعتقدون أن هذه الألعاب تفسد الدماغ”. وأوضح العواد أنه “في أبحاث لجمعية علم النفس الأميركية، اتضح أن من أبرز فوائد ممارسة ألعاب الفيديو قدرتها على تطوير المهارات المعرفية لدى الأطفال والبالغين". وتابع “كما تساعد التمارين البدنية في تقوية العضلات، تساعد الألعاب المعرفية على إشباع الدماغ بالتحفيز المستمر، وبالتالي تحسين أداء الدماغ".

كما وجدت الدراسات، بحسب العواد، أن “ممارسة بعض الألعاب حسنت من قدرة اللاعب على التفكير في الأشياء، حيث يضطر المشاركون إلى التفكير ووضع الإستراتيجيات والتحليل وأحيانا بسرعة وتحت الضغط، ويطور العديد من اللاعبين مهارات معقدة في حل المشكلات".

ومتوجها إلى الوالدين، أردف "كما تزيد ألعاب الفيديو من ثقة الطفل بنفسه واحترامه لذاته لأنه يتقن الألعاب، ففي العديد من الألعاب تكون مستويات الصعوبة قابلة للتعديل، وبما أن تكلفة الفشل أقل، فهو لا يخشى ارتكاب الأخطاء. كما تمنح ألعاب الفيديو طفلك شعورا بالسعادة أو الرفاهية، وهي حاجة نفسية إنسانية".