أخبار اليمن

الأحد - 19 فبراير 2023 - الساعة 03:42 ص بتوقيت اليمن ،،،


معبد المقة السبئي في مرتفعات ( تيغري ) يحا إثيوبيا

الكشف عن مستوطنة سبئية في أعلى مرتفعات القرن الشمالي لأفريقيا ( مرتفعات تيغري في إثيوبيا) من نتائج أعمال بعثة معهد الآثار الألماني (DAI) في إثيوبيا.

تقع مدينة (Addi Akaweh) على ارتفاع 2000 متر فوق مستوى سطح البحر، في مرتفعات تيغري إحدى مناطق المرتفعات الشمالية الحبشية، حيث تبعد هذه المنطقة حوالي 50 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة الإقليمية ( Mekelle ) ميكيلي، أكسبها موقعها هذا أهمية كبيرة نظرا لقربها من طرق التجارة القديمة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من المراكز القديمة الرئيسية أكسوم، ويحى.


إن اكتشاف معبد الإله السبئي (إلمقه) هو واحد من الاكتشافات الأثرية الرئيسية والمهمة في المنطقة، والذي يشير إلى وجود دلائل على الاستيطان السبئي القديم منذ الألف الأول قبل الميلاد والتي تعتبر المرحلة المتطورة من مراحل التنمية الاجتماعية الحاسمة في المرتفعات الحبشية.

حيث شكلت مرتفعات الحبشة منذ العصر الحجري الحديث (الألف السادس قبل الميلاد) جسر تواصل وتبادل للعلاقات الثقافية والحضارية بين شمال أفريقيا وجنوب الجزيرة العربية ( اليمن ) واستمرت التطورات الثقافية والحضارية من تلك الحقب الزمنية البعيدة لتطغى المكونات الثقافية العربية الجنوبية في أغلب مناطق المرتفعات الحبشية التي أسست فيها العديد من المدن السبئية كمدينة يحا و حولتي ويحا كما يظهر في العديد من الشواهد والمعالم من نقوش المُسند، والمعابد، والتماثيل التي تؤرخ إلى مطلع الألف الأول قبل الميلاد.

وقد تم دراسة نماذج مختلفة من العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لتفسير الإستيطان و الوجود السبئي القوي، إلا أن الحاجة تدعو إلى المزيد من الدراسات البحثية حتى يمكن أن تفهم بشكل صحيح.

وعليه ومن خلال هذا المنطلق، فقد كان الهدف الرئيسي من عمل بعثة المعهد الألماني للآثار (DAI) في (Addi Akaweh ) عدي أكاويه هو تسجيل شامل واستكشاف المواد الأثرية التي يمكن من خلالها تسليط الضوء على التحول الثقافي المحلي في سياق الاتصالات والعلاقات الإقليمية، بين الثقافات الخارجية مع المناطق المجاورة مثل اليمن، ووادي النيل والتي لا تزال مجهولة، وتحتاج إلى التحقيق.

وهنا وجد أن ظهور معبد (إلمقه) في هذه المنطقة يقدم فرصة مثالية لدراسة المكونات الثقافية والدينية للمنطقة، والذي من خلال دراسته يمكن إعادة بناء المفاهيم المكانية، كما أنه قد يتم التوصل إلى معرفة كيفية تأدية وإجراءات الطقوس والممارسات الشعائرية والنذرية لتلك المجتمعات وعلاقتها بمملكة سبأ.

كشفت أعمال التنقيبات الأثرية أن بناء المعبد تم منذ القرن الثامن وحتى القرن السادس قبل الميلاد، وقد بني على أنقاض مبنى أخر يعود إلى فترة زمنية أقدم ، واستمر في استخدامه حتى القرن الثالث قبل الميلاد، وهي الفترة التي شهد المعبد فيه العديد من الإضافات والتوسعات المعمارية، وقد تم بنائه على نفس نمط التخطيط المعماري للمعابد السبئية المبكرة واستخدمت في عملية البناء أيضا مادة الأحجار إلا أنها هنا من نوع الحجر المحلي المتوفر في المنطقة.

وكان من أهم المعالم التي تم الكشف عنها في هذا المعبد، مذبح من الحجر الرملي، يتضح من خلال النقش الموجود عليه أنه مكرس للمعبود المقه، كما يتضح من خلال النقش الأخر الموجود على الإناء البرونزي أنه يحمل اسم علم سبئي هو ( تبع كرب ذي يسرن )

كما يثبت في نقش المذبح الاسم القديم لـ( يحا) للمرة الأولى، ويوضح أهميتها كمركز ديني وسياسي وطني، تابعة للملكة الرئيسية سبأ، أيضا تكمن أهمية هذا المذبح من خلال استخدامه للعناصر الزخرفية الممزوجة بين التقاليد الثقافية والأيديولوجية السبئية الخاصة بملوك اليمن ومنطقة أفريقيا معا، من خلال تحليل العينات العضوية بواسطة راديو كربون( C14 )المشع اتضح أن تاريخ هذا المذبح يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد،

وهذا التاريخ يأتي متوافقا مع ما أظهره محتوى نقش المُسند الموجود على هذا المذبح،

كما أشارت العديد من المعثورات من الأواني النذرية وخصوصا المصنوعة من الرخام والفخار أن هناك صلات ثقافية وإقتصادية وإجتماعية مباشرة ظلت مستمرة بين هذه المدينة وبين مملكة سبأ وشمال تيغري و إريتريا (المتمثلة بثقافة أونا القديمة)