منوعات

السبت - 31 ديسمبر 2022 - الساعة 11:19 م بتوقيت اليمن ،،،

كتبه / صقر الهدياني


حزنٌ عتيق، وكبشُ فداءٍ مذبوح على خاصرةِ المستقبل، ورجلٌ مستلقٍ فوق الهاوية وكرشه الممتدّة إلى سابع سماء..

ومدينة على هيئة فتاة استباح عذريتها الغباء..

ودم الصغار يتوضى به عبّاد الدراهم والقروش، فمباذا نحتفل؟!


مضى العام كله إقالات وتعيينات جديدة، كل شيء قديم ومأساوي، وحدها أحذية القادة تلمع من النظافة، وعقالاتهم التي يستخدمونها للظهور والحديث عن الوطن، ونحنُ الذين نهتف يا الله لا زال الشقاء يمرّقنا، فبماذا نحتفل؟!

لم نمت ونحن نبحث عن وطن، نحنُ لم نولد أساساً، لقد قتلونا قبل أن نأتِ، قتلونا لينعموا بحياةِ فارهة.. أقم الصلاة، المحراب مليء بالدم والجثث.

----------------

ذهبتُ لشراء الروتي، وصلتُ على طابورٍ شبه طويل، كنتُ جائعاً جداً..

ذهبتُ مباشرة إلى باب الفرن، صرخ الجميع: مالك يا شيخ، امسك طابور..
حاولتُ إخبارهم أنّي جائع ولديّ ضيوف في البيت..

صرخ كبيرهم: اهييييي عاده يتفلسف، ارجع وراء كلنا جوعانين..

حسناً..
ذهبتُ لآخر الطابور ووقفتُ خلف آخر جائع..

فجأة رأيتُ فتاة جميلة مصقولة تكاد تقطر من البياض، أقدمتْ إلى صاحب الفرن وطلبتْ منه بعض الروتي..

رأيتُ الجميع يشاهدون بصمت..

رفعتُ يدي وصرختُ بغضب: يا مُزّة مافيش مافيش، امسكي طابور من جيزنا..

فجأة يلتفتْ كُل من في الطابور لفتة رجلٍ واحد، صرخوا بنبرةٍ واحدة: اخرج اخرج من الطابور لما تبطل الزرزرة عالحريم..

انصرفتُ إلى محل الصرافة "الكريمي" لإستلام حوالة من أبي..

وصلتُ ولكن هذه المرة لا يوجد طابور إلّا شخص واحد وقفتُ خلفه..

وقبل أن ينصرف - دخلن المحل عشرة فتيات تقريباً..
مددتُ بطاقتي للعامل فقال: عفواً، النساء أولاً..

حسناً..
ذهبتُ ناحية الحديقة، رأيتُ أحدهم يبيع الشاي داخلها..
وصلتُ للباب فاعترضني الحارس قائلاً: يُمنع دخول الرجال، المكان خاص للعائلات..

حسناً..
سأعود للمنزل..
أوقفتُ الباص..
إنّه ممتلئ لا ينقصه إلّا راكب..
صعدتُ الباص ليكون قد امتلأ..
تحركنا مترين فأوقفتنا فتاة..
التفتْ صاحب الباص قائلاً: انزل انزل يا ليد، خلي الكريمة تطلع..

قفزتُ من الباص بغضب، وتوجّهتُ ناحية المنزل خائباً..
تباً.. هل يجب أن أتزوج للحصول على فُرص كهذه؟!

#صقر_الهدياني.