أخبار عدن

الإثنين - 19 ديسمبر 2022 - الساعة 08:12 م بتوقيت اليمن ،،،

كرم أمان


عاشت مدينة عدن العاصمة المؤقتة لليمن، أجواءا جميلة وزخما كبير خلال فترة كأس العالم 2022 المقام في قطر، وبصورة غير مسبوقة في النسخ السابقة للمونديال.

كان اللافت في هذه النسخة الـ22 من كأس العالم، الاستعدادات والترتيبات التي شهدتها مدينة عدن جنوبي اليمن، ونصب شاشات كبيرة في الشوارع والساحات العامة بالمدينة، لإتاحة الفرصة أمام الجميع لمتابعة مباريات المونديال، من قبل المجلس الإنتقالي الجنوبي.


كما ساهمت دائرة الشباب والرياضة في المجلس بزيادة هذا الزخم، من خلال التعاقد مع شبكة بث رقمي محلية لمدة شهر كامل، في سبيل فتح القنوات الناقلة للمباريات في الشبكة للجميع.

انعكس ذلك الحماس والزخم منقطع النظير في عدن، على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تحولت معظم الحسابات والصفحات وتطبيقات المراسلة إلى منصات خاصة للتشجيع ونقل مجريات المباريات والمراهنات التنافسية، ومن الجنسين.

يقول مدير عام مكتب الشباب والرياضة في عدن، الكابتن وجدان شاذلي أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في كل أنحاء المعمورة، وأصبحت مقياس تقدم وتطور بلدان العالم.

وأضاف في حديث خاص أن : "الهوس الذي شاهدناه في كل بلدان العالم عامة، وفي بلدنا خاصة، إنما يدل على أننا شعب يعشق كرة القدم بجنون، وجميل أن نشاهد هذا الحماس والذي يصل إلى التعصب في كثير من الأوقات للاعب أو منتخب".

وأختتم الشاذلي: "الحمدلله أن كرة القدم أصبحت تجمع الناس كافة من جميع الأجناس، فهي مصدر للمحبة والاستمتاع، وأتمنى أن يكون صغارنا وشبابنا استفاد الكثير من الدروس في كيفية أن ترسم هدف وتسعى لتحقيقه، وأنه لايوجد شي اسمه مستحيل".

بدوره يرى الدكتور أحمد عقيل باراس، المدير السابق لمديرية دار سعد في عدن، أن مدينة عدن عاشت أجواء مونديالية جميلة، ولأول مرة تشهد عدن هذا الاهتمام بمتابعة كأس العالم وتشجيع المنتخبات المتنافسة إلى مستوى وصل حد الهوس، لم يحدث أن شاهدنا مثيلاً له من قبل".

وأضاف في تصريح خاص : "مع أننا لا نستطيع أن نحدد سبب معين لدفع الناس إلى هذا السلوك، فقد كان الاندفاع تلقائي وغير موجه، كما انه لم يقتصر على الرياضيين أو المتابعين للرياضة وللمهتمين بالنتائج فحسب، بل شمل الجميع من الجنسين ومن مختلف الأعمار ومن كل القطاعات، حتى أن البعض ممن تابع هذه المباريات تجده لا يعرف كثير عن الفرق ولا حتى شعاراتها".

وأوضح باراس: "من الصعب فهم هذه الحالة، مايجعلنا نرجعها إلى الحالة النفسية للناس المنهكين من الأوضاع التي يمرون بها، وتسحق الكثيرين منهم، فأصبح التعلق بالحدث إلى الرغبة في نسيان او تناسي مايمرون به من ظروف، والهروب من الواقع والاحباط الذي يعيشونه و يشعرون به، فكان بحق شهر نسينا فيه أحزاننا وتعبنا ومتطلباتنا، وعشنا اجواء عالم آخر غير عالمنا، مظهرين في نفس الوقت ذات الاهتمامات التي تجدها في أي بلد آخر".

وأشار إلى أن: "الحالة الفريدة التي حصلت معنا وعشنا تفاصيلها خلال شهر كامل تدل أيضاً على أن الإنسان ورغم الظروف القاسية التي يعيشها فانه قادر على اسعاد نفسه، بخلق ظروف جديدة ومساحات فرح في حياته، اذ لم تستطع هذه الظروف أن تاخذه من اهتماماته أو تنسيه انه مازال انساناً قادراً على الفرح في زمن الحزن، وتدل على رغبة الناس و بحثها عن الفرح والسعادة، برغم كل هذه الظروف ، وهذا الشيئ لا يحدث إلا لدى ذوي المشاعر المرهفة، والناس في عدن من ذوي هذه المشاعر".

من جانبها، ترى الكاتبة والإعلامية مريم محمد أن هذه النسخة من كأس العالم قد حازت على الزخم الأضخم في عدن، وكانت حدث مميز عاشه المجتمع بكل فئاته.

وأضافت في حديث خاص : " كان للمجلس الإنتقالي الجنوبي وجهوده في تشجيع الشباب على الرياضة وتلبية متطلباتهم واحتياجاتهم، خصوصاً في هذه الفترة، وهي فترة إقامة كأس العالم قطر 2022، الدور الكبير ممثلاً بدائرة الشباب والرياضة التي هيأت الظروف لجعل هذه البطولة مميزة، بفتح الشبكة الناقلة لكأس العالم وجعلها مجانية للجميع ونصب الشاشات في كل مدن الجنوب".

وتابعت : "عُرفت عدن منذ زمن طويل بأنها سبّاقة في مختلف الرياضات، وماهذا التفاعل مع هذه البطولة إلا انعكاس لاهتمام الناس بالرياضة وحبهم لها ورغبتهم الجامحة في متابعتها وتشجيع الفرق التي يستهوونها، كما إنها دلالة واضحة على حب هذا الشعب للسلام والروح الرياضية التي تظهر بين مشجعي الفرق الذين يجتمعون في نفس الساحات".

وأختتمت مريم : "هذا الهوس يدل على اهتمام الشباب ومتابعتهم لرياضة كرة القدم بل وشغفهم الكبير فيها، َويمكن توظيف هذا الإهتمام بهذه اللعبة من خلال استمرار الإهتمام بالشباب بمختلف الفئات وتشجيعهم على شغل أوقات فراغهم فيما ينفعهم، وممارسة الرياضة، وفتح الأندية الرياضية التي تحتضن الشباب الرياضي وتحد من انحرافهم ووقوعهم في مستنقع الآفات المنتشرة في المجتمع".

كذلك الناشط والإعلامي إياد الحميدي يرى أن العاصمة عدن عاشت أجواء حماسية وممتعة بمشاهدة كل مباريات المونديال، ويقول في حديث خاص: "كان الحماس الأكبر والذي كان له نكهة مختلفة هو التجمعات امام شاشات العرض الموزعة بين مديريات المدينة".

وأضاف: "فكما تعودت عدن بلمة أهلها في كثير من المناسبات وخاصة متابعة الأنشطة الرياضية، سواء كانت محلية او دولية دائماً ماتجدهم متواجدين بحماس كبير وشغف وحب للرياضة، فعدن عرفت الرياضة قبل كثير من الدول، ومع ذلك فإن المنغصات لم تقتل الحماس والشغف في قلوب أبناء عدن".

وأختتم الحميدي: "هذا يدل على محبة أهل عدن للرياضة منذ وقت طويل، فهي كانت السبيل لسعادتهم وجمع شملهم تحت راية الرياضة".

في الأثناء، يقول الناشط الحقوقي قادري عثمان أحمد أنه لم يكن يوما من عشاق كرة القدم، ومع ذلك وأثناء مروره من جانب ساحة الحرية في مديرية خورمكسر، توقف عند احتشاد كبير في الساحة واستمتع بهذا الحشد.

وأضاف في حديث خاص: " شعرت بمتعة مكثفة وأنا أرى الحشود في ساحة الحرية، وبينهم بعض العائلات والنساء الاتي يشجعن بحماس، شعرت بعدن التي في خاطري".