أخبار وتقارير

الخميس - 22 سبتمبر 2022 - الساعة 01:06 ص بتوقيت اليمن ،،،

كتبه / محمد الثريا


إعلان المشاط وقف الحرب باليمن لم يكن سوى ترجمة نصية لإعلان بايدن، وقبل ذلك هي ترجمة عملية لرغبة أميركية كانت قد دفعت بدورها الى إتمام عقد القناعات الإقليمية والدولية بضرورة توقف حرب اليمن على الأقل في هذا الوقت والظرف الذي يمر به العالم .


هناك رغبة أميركية مستجدة آلت نحو تبديل إستراتيجيات إدارة الصراع باليمن، وقضت كما سيتضح قريبا بإحلال صفقات الطاقة بدلا عن صفقات السلاح، تلك الرغبة تعززت أيضا بمقتضيات إحياء الاتفاق النووي مع إيران، حتى أنه يمكنني القول أن إجراءات بناء الثقة التي تمت الإشارة إليها في خطاب المشاط ليست سوى إمتداد لإجراءات الثقة المطلوبة بين طرفي الإتفاق النووي .

لقد تحدثنا مرارا بأن الأزمة اليمنية قد دخلت طور التدويل، وبطبيعة الحال فان أزمات كهذه غالبا ما تصنع مسارات صراعها وممرات حلولها وفق رغبة الخارج ولاقرار هنا لأطراف الداخل سوى تنفيذ ما يطلب منها ..

وتبعا لحالة المد والجزر في نقاط الخلاف ومساع التقارب التي يشهدها الإقليم والقوى المتحالفة معه فإنه تلقائا تأتي ترجمة ذلك عمليا في الداخل، وسرعان ما تجد صداها على أرض الواقع هناك !! ( هذه جزئية مهمة للغاية إذا ما قرأت على نحو متأمل ) .

***********

لعل أكثر مايحتاجه الحوثيون اليوم في ذكرى إنقلابهم على السلطة الشرعية باليمن هو التمعن جيدا في درس إيران الحالي؛ فالوقوف على مؤشرات ودلالات خروج المظاهرات الشعبية في وجه عسكر النظام، وصولا إلى ظهور الأصوات المنادية بموت مرشد الثورة أثناء محاولة فهم الحوثيين لما يحدث مع عراب جماعتهم، وإسقاط ذلك على واقع حكمهم باليمن بات أمرا لامفر منه .

قد يتعين على جميع أذرع إيران بالمنطقة التفكير مليا في واقع مايجري لمركزها المقدس، ولربما يدرك هؤلاء الان أهمية العلاقة مع شعوبهم وتفوقها على أي علاقة أخرى بما فيها العلاقة مع الأب الروحي والصانع البيولوجي نفسه لكيان تلك الأذرع والجماعات .

القدوم للسلطة بثورة مزيفة وإحكام السيطرة على المدن بوسائل قمعية لايمنح قيدا أبديا لضمان صمت الشعب وقبوله بحكم الجلاد بقية عمره؛ ثمة زمنا محدودا لكل سلطة قهرية، والإنحناء لإرادة الشعوب حقيقة تاريخية لامناص من تحققها وأن تأخرت.

* من صفحة محمد الثريا على فيسبوك