أخبار وتقارير

الأحد - 19 يونيو 2022 - الساعة 03:08 ص بتوقيت اليمن ،،،

عهد الخريسان

في كل بلدان العالم المتقدمة منها والنامية حين يتوج ملك او يتولى رئيس او تنصب حكومة فإن اول ما يعمله هؤلاء هو الاتصال الفاعل بالشعب وخلق قنوات تواصل لكسب ثقته وطمئنته وعرض الخطط واستعراض الاولويات ضمن برنامج يضعونه ويلزمون به انفسهم بتنفيذه وعلى اساس هذا البرنامج تحدد كفاءتهم ومصداقيتهم.


لكن في بلدنا والتي أظن أنها اصبحت لا تنتمي الى هذا الكوكب او العصر كأقل تقدير فكل ما فيها يغرد خارج السرب فأول ما تولى السبعة قيادة البلاد طاروا الى البلدان الشقيقة ولا ادري لماذا؟! إن كان الغرض هو البحث عن تاييد خارجي لدعم شرعيتهم فهذا إستهتار واستخفاف بمن يملك الشرعية وهو الشعب وليست الدول الصديقة وإن كان لغرض الشحت وإستعطاء المساعدات فهو الاذلال والامتهان للبلد وتاريخه وكبرياءه إضافة الى إنعدام افق التخطيط الاستراتيجي لاستغلال موارد البلاد أو المتاح منها لحل مشاكل البلاد الاقتصادية!!!!.

ومع ذلك فأنا اعتقد بان هذه الجولة المكوكية لسببين معا فبعد سبع عجاف عاشتها البلد منذ 2015 جاء السبعة الأعجف لتكريس نفس الثقافة التي منهج لها عفاش!!! كيف لا واغلبهم تلامذته وتربيته ويرون الكلاسيكية في سياسته وثقافته ثقافة الانبطاح والاستعلاء!!! الانبطاح للخارجي والاستعلاء في الداخل فهم يدركون ان من اتى بهم الخارج ويتصورون ان تستمر شرعيتهم به فهم يعملون له وبه وأخر اهتماماهم هو الشعب ومصالحه.

افق مسدود وعلاقة سامة بين الشعب وقيادته المتوجة من الخارج لا خلاص منها الا حين يدرك الشعب مسؤوليته في كسر ذاك الافق وتاسيس علاقة صحية بينه وبين قيادته والتاسيس لديموقراطية حقيقية يكون الشعب هو سيد حكومته ومصدر تشريعاتها وليس الخارج ففي العالم كله لم نسمع برئيس اعطى سلطاته لأحد الا لفترة إنتقالية مزمنة ومحدودة يتم من بعدها إنتخابات يختار بها الشعب من يحكمه؟!! اللهم ما كان من هتلر وسياسته تجاه الدول الاوربيه التي أجتاحها ابان الحرب العالمية الثانية وتعيين عملاء له من شعوب الدول قادة لشعوبهم يضطهدون شعوبهم ويسخرون أمكانياته لخدمة الرايخ الالماني!!!.

قلنا إن كان هناك حلا لهذه الكارثة فالحل بيد الشعب.. نعم الشعب لا سواه،، ولا يقول لي احدكم بإن الشعب لا حول له ولا قوة لانه إن كان فعلا كذلك فستطول معاناته وتستمر كارثته ليس لسبع عجاف ولكن لعقود عجاف لن تسمن الا باستفاقاته واختيار قادته ووضع علاقة صحية بينه وبينهم غير ذلك فلا حل وستستمر المعاناة.

فهل ستفيقون؟! لأجل مستقبلكم ومستقبل ابناءكم وأجيال من بعدكم لمصلحتهم ان يروا هذا البلد سعيدا كما كان؟!