كتابات وآراء


الثلاثاء - 27 ديسمبر 2022 - الساعة 08:49 م

كُتب بواسطة : د. عارف محمد الحسني - ارشيف الكاتب



نسْتقبلُ عام ميلادي جديد بوجوهٍ قديمهٍ بعد أن نودع عام 2022م الكبيس بكل تفاصيل هموم أشهرهِ وأسابيعه ، وأيامه الطويلة المُقيدة لأحلامنا العديدة ؛ استُهدِفت فيه بكل مفاعيل حياتنا البليدة انتهُكت فيه مطالبنا البسيطة فشوهتها كصورة يضعُ معالِمُها يدُ رسام في بدايةِ حياته الفنية الطويلة بمقصدٍ منشود ليترُكْنا في صحراءِ حربِ نفس طويلة كلفتنا ثمنٌ باهظ من أحلامِنا العريضة ؛ هل ندعو في ما بقي من عامِنا القديم برفع الغطاءِ أم سنغطي بهمومٍ أُخري كبيسة لعامِنا الجديدِ بأيامهِ البسيطةِ .

لا توجد قاعِدة انطلاق واضحة بديلة كضرورة لِضمان مواجهة معاناة سيخلِفها عامنا السابق للعام الجديد كدين بفوائدهِ القليلة ، وأضراره القاتلة العديدة ؛ حتى بتصريحات صادقة رحيمة . لا بيان حكومي ولا حتى لقائدٍ بارز في عقدِ لولٍ مصنوع من الأحجار الثمانية المجيدة ؛ تحت عنوان سنكذب عليكم مضطرين كخيار سُلطة لجلبِ السلام إلى نفوسِكم المتعبةِ الفقيرة ، ولكن الشعب يقول لا أمل منكم بأن تكونوا حتى كساعة حائط عاطِبة تَصْدِقُ في يومِها مرتين بإعطاءِ حقائق زمنية صحيحة يعتمدُ عليها في محاربةِ فسادِكم بأسلحتِكم الفاسِدة القديمة ؛ هم يقولوا لنا نحن رافضين بأشد العبارات ما تم التلميح به حول مسؤولياتنا بخروقاتنا العديدة ؛ إن ما تناولته صُحُفِكُم الصَّفراء العميلة هدفكم منها تشويه واستهداف القيادات المُجربة الحكيمة !! .

تلميحات ، ومظاهر العام الجديد قد ظهرت مع تباشير "حبة العقد الكبيرة" المنشورة في مقابلةٍ تلفزيونية مثيرة ، وصحف عالمية عريضة أضافت عُقد مُميتة إلى مآسي أيام عامنا الجديد ؛ لنهب كل أحلامنا ، وآمالنا المسجونة بلا عقوبة أكيدة . كانت التفاريح "التصاريح" كافية لإنزال دمعة عين حزينة تكشفُ عن بضاعةٍ بأننا دولة بعام جديد بلا ملامح سعيدة ، أُطْلِقت كمقذوفٍ طلق ناري "لجندي مستجد" شبيهة بمخلفات حربنا الطويلة فاستقرت عند سمع صراف له مكاتب أنيقة في شوارع عدن ولحج وأبين والمحافظات الأخرى المحررة الكثيرة برفع سعر الدولار بسرعة كبيرة فوقعت بمقتلِ شعبٍ تحرر من حوثي كما يقولون فوقعنا بشرعية متخلِفة زريه فأصبحت منه هدية لنا كعلاوة سنوية متجاوزةً نسبتها المئوية 4%، بدون خصم حصة الحكومة الذكية ، وتعقيدات فتاوى وزارة العمل والخدمة المدنية ، ووزارة المالية الحريصة .

غالِبية الانتهاكات المُرتكبة المُسْتهدِفة بنا تأتي من شرعيتنا المُبَعْثرة الطرية ، ولكن المُتضامِنة معاً لسلامة إجراءاتهم المُهَّلِكة لحقوق الحيوان الناطق المُسمى إنسان الجمهورية العربية اليمنية ، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الذين توحدوا في ساعةٍ رضية لتنفيذ بنود الربطة القوية ثم تسليم طرف خيط دائِرتها بيد قيادة مجهولة الهوية من بابِ تأشيرة دخول حل قضيه الحرب اليمنية بأسماء مستعارة كعالمنا الافتراضي الذي نعيشه في قرنِنا الجديد بأعداده البسيطة الفردية .

تفوقوا بأداءٍ مُمَّتاز ، وبرهنوا لسادتِهم استحقاق المُهمة بجدارةٍ حتى دون تكليف بأوامر جديدة للوصول بالشعب إلى مثواهِ الأخير ميتاً في قارعةِ الحياةِ القصيرة حتى بدون كفنٍ يكسي جسمٌ أصابه الإعياء من الحرص الشديد حتى كشرط مُبرر لمسمى سلطة شرعية أبوية ؛ حتى يستطيعُ البعض منا تعميم الخِطاب في مواقع الإطراء الكثير باسم سلطة شكلية موقعها قريب من بنك مركزي في عدنٍ الحرة الأبية أو الأهلي الموجود في بلد عربي غنية .

ظلوا يقارعُوا بكذبهم كل ساعة ـ مشروع فجرٌ جديد قد يظهرُ في مُخيلتهم لتدمير حكمهم المُؤبد الرشيد من نصف قرن أو يزيد ، وعقد من سنين أو ينقص قليل من العهد الجديد بعدوانية أشد مما كنا ننظرُ إليه : كافرٌ مُلحِدٌ زنديق، وشورى بينكم ، ونظام ديمقراطي بنكهة بُن المَّخا المُحمص اللذيذ ؛ أضحت الحالة اليمنية فريدة في طريقةِ تشخيصها بوجودكم حتى أعيا كبار المُفكرين من توصيف الحالة اليمنية الفريدة ، وأصبحت حالتنا تشخصُ بتعذيب شعب نِكاية لانتقامِهم لمراحلِهم السابقة جميعها من مستعمر بغيض ، وحتى ثورة الربيع ؛ حتى لا نحلمُ بإزالتهم من جديد ـ هل يمكن بعد ضعف شديد ؟! كأنهم يقولون لنا بصوت واحد : لماذا إذاً دعمتما إخراج مستعمر بغيض ، ولماذا تجمعتما لإسقاط حكم كهنوتي بليد ، ولماذا انتصرتما لثورة سبتمبر مجيد ، ولماذا أسقطتما حكم ديمقراطي بليد بثورة شباب يتغذى من أرضٍ بعيد ؛ لماذا ؟! إذاً نحكمُ عليكم بكلِ تعذيب بديع .

إنهم يكتُبون بآلامِنا مُسَلسَّل الدمار بعنوانٍ عريض كعطاءِ المَّزادات ؛ كلها تداعيات تُشبه رايات الاستسلام في حربٍ طويل أدت إلى مقتلِ شعبٍ لترسيِ المَّزاد من يدفع ثمن استحقاقات خدماتهم القصير كعلاوة تعب الطريق دَمَرَ به شعب غريق ؛ نماذج كهذه عاشتها الأمم كامتحانات مُفاضلة شبيهة تماماً لمواهب حكام اليمن السعيد تحت مُبرر أوهام الحلول لتجاوز جوع شعب أرض الجنتين ، بعد أن جعلوا من شعبها مومياءات مُحنطة فقد ننضم بفضلِهم إلى التراثِ العالمي المُخادع في ثوبِ واعظٍ بثمنٍ بخصٍ لا يقارن بقطرةِ دمٍ تراق عن رمل الوطن البعيد .

البعض منا يُمارسُ دور الطبيب ، ويضعُ الدواء في مكانٍ بعيد ، ويطلبُ من شعبٍ متعبٍ مريض تسَّلقُ المكان لشرب الدواء الجديد ليشفى من مرض عليل دون أن يشرحَ له طريقة تناول الدواء وفوائِده العديد بقول صريح حتى لا نصاب بإسهال شديد من خطأ قد يصيبُ ؛ فيَصْعَبُ العلاج من كل إعياءٍ جديد ؛ فنفقد الدواء ، والشعبُ ، والطبيب فنُساق إلى عيادةٍ في سوقِ العبيد ، ومشرطً قديم فنصبح أوصالاً ثانية من جديد .

والبعض يطبقُ دور المربي القدير ذو الخبرة الطويل مُحافظاً عن الوطن العريض بحدودهِ الكبير ، ولكن يظلُ يبحثُ في ثلاجةِ الوطن العريض عن الأكل الكثير والنعم الوفير والماء البارد ليطفي حرٍ أصابه بعد الغضب الشديد قبل أن يدخل دائرة الحكم مصادفة من جديد .

والثلث الأخير لا يخفي حبه للنظام ، ولكن دون مذهب حتى لا يُلام أو كملحقٍ لنظامٍ أو تحت عنوان تكنوقراط سعيد لكن يحب الانتقام من فقرهِ لنفسهِ الشديد كالجوع العنيد لا يشبعُ من طعام فهو نهم كالجمال شبيه ببحر أُجَاج لا يرتوي من ظمأه حتى وإن سقي بماءً زلال .

لمعاجلة التحديات القائمة يجب أن نعارض الظلم الواقع علينا ، ونتعامل معه من منطق القوة حتى لا نصبح تجارب اختبار لبرهنة فشلهم المُمَّيز العريض لأدائهم سوى كان لسلطة سياسية أو تنفيذية ونمنحهم نتائج صفرية ليس بهدف إعادة الامتحان ليحكمونا بل لطردِهم من مدرسةِ الفصل الكبير ؛ لذا يجب أن نتبنى نشرها ، ونعلقها في كل صحيفة ، وموقع عسى أن يُصيبهم بعض من سلوك البشر ـ كشعبةٍ من شعبِ الأيمان لدينِنا الأغَّر .

إرساء هذا السلوك منا هو الواجب المُنتظر "كفتح مكة" يجب أن يَحْمِلَ اهتماماتنا حتى لا نبعثر في جهاتِ الضَّلال فنضيع في جُزرِهم المُعَّقدة ليس لها طريق ، مُحاطة ببحرِ كذبهم ؛ سوى بغضبنا عليهم من فوق رؤؤسِهم بالدعاء عليهم حتى يصبحوا كالصريم أو نجعلهم كعصف مأكول ، وليس على الله ببعيد .

يجب أن نتسلح بالدعاءِ لله الجبار المُنتقم بعد أن حرمونا قطاع الحياة الكثير من كل أمل بالحياةِ ظلَّت في أحلامِنا حتى نتوحد بها لنخرج من صمتِنا كفلسفة دينية باقية لا يمكن مُصادرتها كأملٍ باقي لزوالهِم .

د. عارف محمد أحمد علي