كتابات وآراء


الثلاثاء - 13 ديسمبر 2022 - الساعة 07:34 م

كُتب بواسطة : د. عارف محمد الحسني - ارشيف الكاتب



تطبيق خطير يعبر عن نسخة مُعدلة عن نظامٍ اتفقنا رميه خلف ظهورنا ؛ هل هذا أفضل لما كان عندنا؟! ؛ هذا التطبيق من مميزاته ردة فعله الخطيرة على المدى القريب ، والبعيد على صانعيه ؟!

وقد كشفت الأحداث السياسية لعقودنا الفائتة عاقبة الانقراض لتلك العقول التي تميل إلى الاصطياد الجائِر من بحرِ جمهورها ، مما أكسبت بيئتها التدمير من قبل صياد لا يعي البقاء للنوع الآخر ؛ كمحمية من أساسياتها الحفاظ على التنوع فيها .

هناك من يعارض هكذا سلوك سابق ، وبصدقٍ ؛ ولكن لا نجد نقداً حين التطبيق لنُثبِت مصداقية الطرح علناً ، وخفاء ، ونتخذها حرباً لنجسد شطبها من قاموسنا السياسي الجديد ؛ حتى لا نتصف بحماس اللحظة دون الحفاظ على رصيد للبقاء ؛ كأزهار نبات الربيع ؛ تختفي في فصل شتاء بارد جديد ، لنعيد بعدها فصل خريف طويل ؛ أم أننا لا نستطيعُ مُمارستها في واقعِنا الجديد مثل نطق كلمة "بجرة بدل بقرة" لقد تعودنا عليها ، وأصبحت من تركيب هويتنا .

معاناتنا لا زالت حاضرة ، وبقوه ، ونعمل جاهدين لتصحيح مسار ، بات معها هذا الفعل لا يساهِمُ في تثبيتِ فكرة الدولة المنشودة التي نتأهل لجعلها تتسع للجميع دون إحداث مضاعفات إزالتها من عقولنا الحالمة قبل مشاهدتها واقع معاش ؛ بل نوفر لها الحُضْن الآمن لِنمائها في ضمائِرنا بدلاً من أخذ عزائنا قبل أن تولد .

إن هذا سلوك هو انقِضاض لأحلام الكثير إن لم يكن الكُل ؛ لذا يجب أن نوقف الشارد منا بمُناصحة حقيقية نتحاشى معها السقوط في تشويه سمعة الفكرة الطموح ، وتأمين خارطة وجودها ، وانتشارها بين أفرادها المنتسبين لها لنحقق قوة الطرح في مثل هذا الوقت الحساس دون حدوث ندوب ، وجروح تخرجُ الكثير منا عن السيطرة هاربين إلى الضدِ منها .

خدمة الوطن المُنتظر تتطلبُ تأمين الحقوق ، وعدم المساس بها ؛ لا تطبيع فكرة القوة ، والاسْتعلاء كقوة غاشمة تدمر طبقة الجليد الرقيقة التي تشكلت كواقع ؛ بدل من أن نعملَ على زيادةِ سُمْكها لتصل إلى قاع بحر عميق تتحمل صدمات الزمن الغريب .

إذاً هذا عمل غير مُبرر يجب رفعه لأنه يتعارض مع القانون؛ لذا يجب أن توليه القيادة السياسية كل يقظة لأنه يدمر لا يعمر ، معادي للتوجه الجديد قد لا ينجى من حوادثه احد إذا أصبحت فكرة مسيطرة في مثل هذا الوقت الحساس في عالم الميديا الواسع ، وأدوات التواصل ؛ إذ تعد هذه السلوكيات من مغامرات السبعينات ما ينقصها إلا سلب الحياة التي أوصلتنا إلى واقعنا المعاش .

إن الحياة المليئة بالمخاطر لا تخلقُ واقع جديد يضيف للمستقبل أمل الفوز حتى تتجلى أمامنا عوالم جديدة لنتعافى بها من فكرة الاستحواذ على كل شيء لتمنحنا الثقة على قاعدة أرض وطن جديد يقللُ من الهجماتِ حتى لا نُهدد ملاحة آمنة تقِل فيها قتلى ، وجرحى الإبحار إلى فضائيات رحبة تجمع لا تفرق بل تسمع الحجة ، وتتجاوز بتقييد التنفيذ .

إن هذه المؤازرة المعنوية هو تعاطف من بعيد نشارك به جبر كسر الخواطر بدل من الأدوار الإقصائيه حتى لا نجد أنفسنا خارج بطولة الحدث .

إن الأهداف المُبَكِرة قد تكسبُ النصر طوال زمن المواجهة هذا ظن خاطئ لأن طول زمن مباراة البقاء للأقدر قد يطول عن زمن أشواطها ؛ فقد تكسبُ الخسارة حينها فنفارقُ المدرجات إلى حدث جديد هذه سنة الحياة للبقاء ، فلا تجد من يمنحك الثقة في مواجهات أخرى أشد عنفاً ، والتاريخ القريب للوطن شاهد إثبات لنا جميعاً .

مصارعة طواحين الهواء يعبر عن عدوانية لا تتسبب إلا في زيادة معاناتنا ، وتؤدي إلى خاتمة مدمرة كانت ، ولا زالت مدانة منا جميعاً عندما كانت تأخذ طابعاً دفاعي ارتكبت فيه جرائم عديدة ضد أنْفُسْنا ، قادتنا إلى الفناءِ بعد أن بعثرت صفوفنا ، وسالت دمائنا بدوافع غير مُبررة نراها الآن بعد أن خربت ديارنا ؛ لذا يجب رفض ممارستها حتى نتحاشى الدخول في منطقة القمع الذي يولد التوتر ، والاحتقان وربما العنف في عالمٍ مليء بالمصالح واستعدادها للتمويل لتوسيع نطاق وقودها لاشعالها إلى أعلى مدى لا أمل بعده إلى اتفاق يحثُ على إنهاءِ الصراع .

نرفض هذا العمل العدائي حتى نكون شُركاء لا تابعين ، ونحقق السلام الداخلي بيننا ، لذا يجب أن نجدد الهُدَّنة لتتحول إلى سلامٍ دائمٍ حقيقي لا تكتيكي مرحلي ، لكسر سد التردد والتشكيك وخفض نسبة فشل الفكرة حتى لا تختفي فنفشل كمراحلنا السياسية السابقة .

أصبحت هذه السلوكيات من متطلبات الصيد الثمينة للترويضِ فيما يسمى " العالم الحر" تماشياً مع حقوق الإنسان التي تمثل مركزاً محورياً متقدماً نحو إنجاز العديد من المصالح المستقبلية ، ورافعة لمجتمعٍ يؤمن بالتعددية ، ويمكن أن نجعل بغباءِ سلوكنا بيئة طاردة أمام طرحنا الجديد أمام الجميع أثر نزاعهم معنا من عدم تطبيقها . حيث أصبحت اليوم أسلحة ذات تقنية عالية البرمجة لا يجيدها عقل متحجر تدهورت حالته الفكرية ليستمر معها تعذيب الوطن لعقود أخرى جديدة تعرضنا لها سابقاً في زنازين انفرادية لا نجيد فيها إلا الإبْعاد كظاهرة معادية للسلام الاجتماعي .

عملا كهذا يعد محرج للغاية مهما كانت المُبرِرات من شانه أن يستنفرُ إدانات قد تشق الصفوف بدل أن توحدهم ، لمخالفتها قواعد الاشتباك الآمن ؛ إذاً يجب مراجعة الفكرة المجنونة المدمرة لِيُلملم الشمل وعدم توسع واديها لواقعة يجب أن نتجاوز أضرارها للتخفيف من حملات قد تشن تضامنً مع الضحية أيً كان .

د. عارف محمد احمد علي