الثلاثاء - 02 ديسمبر 2025 - الساعة 12:08 م
(1)
للمرة المليون، تعلنها حضرموت أرضًا وإنسانًا أنها ترفض إلحاقها بنموذج الفساد والفشل والدمار الذي تعانيه محافظة عدن وضواحيها، وتعلن أنها لا تريد إلا التمسك بنموذج الدولة، وتبعث رسالة للإقليم بأن المليشيات التي يُشرع لها في عدن قد أعلنت أفلاسها وأنها لا تستطيع تحمل تبعات تقمص رداء الدولة!
(2)
تحاول الإمارات معاقبة خصومها الإقليميين بضحايا يمنيين ودماء حضرمية هذه المرة بعد سقوطها وتدهور حالتها السياسية والعسكرية وبطلان سمومها التي تنفثها في السودان وغيرها من البلاد العربية لخدمة المشروع الصهيوني، ولكن هيهات لها ذلك، وفي مواجهتها حضرموت برجالها وتاريخها وقوة انتمائها!
(3)
كالعادة، تحاول أدوات الإمارات الوضيعة اختلاق المبررات لسقوطها وخيانتها لأهلها ووطنها من خلال تحضير التهم وإلصاقها برجال حضرموت الشرفاء الذين يواجهون مشروع سيدها وولي نعمتها ومخضع رقابها تارة بالقاعدة وأخرى بالتمرد على الدولة، مع أن اليمن ما زال بدون دولة، وثالثة بالتمترس المناطقي، ولكن هيهات لمسيلمة أن ينال شرف النبوة!!
(4)
تتردد معلومات عن عدم رضا قائدة التدخل في اليمن (السعودية) عن سلوكيات الإمارات ومرتزقتها، وهذا إن صدق لا يكفي. وعلى الرياض ومعها الرباعية الدولية أن تصحح جريمتها التي ارتكبتها في حق اليمن، والتي شرعنت من خلالها لمليشيات مسلحة تمثل قُرى ومناطق وعائلات وأحزاب، وألغت وجود الشرعية الوطنية. فانعكاسات هذه الجريمة تظهر توابعها المظلمة اليوم في حضرموت، كما ظهرت في عدن وما حولها من قبل!
(5)
الشيخ عمر بن حبريش ليس متمردًا، بل قائد يعمل لحماية محافظته وأهلها. وهذه أضيق صور الدفاع بعد أن أذلنا الله ولم نستطع الدفاع عن الوطن ككل، من يطلقون على أنفسهم في عدن وضواحيها ويحبون أن يطلق عليهم الآخرون صفة "سلطة الأمر الواقع"، عليهم أن يقبلوا بالأمر الواقع الذي يتشكل في حضرموت اليوم!!
(6)
من يغزو حضرموت اليوم ليست دولة ولا قوات دولة تأتمر بأوامر صادرة عن قيادة وطنية، ولكنها مجرد مليشيات مناطقية مسلحة خاضعة لضابط إماراتي مغمور استطاع أن يحكم قبضته على رقاب البعض الملوث، ويوظفهم لتنفيذ رغباته في أرض غير أرضه. ولهذا، على حضرموت أن لا تتخلى عن عمر بن حبريش ومن معه، لأنه بذلك ستتخلى عن نفسها وعن حقها في العيش الكريم، وستعمد التحاقها بمناطق ضحايا المليشيات في عدن وضواحيها!!
(7)
على الشعب في اليمن شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا أن يدرك حقيقة ما يدور على أرضه، فقد سقطت كذبة معركة استعادة الدولة ودحر الانقلاب، وخلفها سقطت أكذوبة تحرير الجنوب واستعادة دولته على أيدي مرتزقة الإمارات. ومعها سقطت كل القيم والأخلاقيات للمتدخل في أرضنا، وأصبحنا نمثل وقودًا لحرب تهدف إلى الإمعان في احتلال أرضنا ونهب ثرواتنا والتطفل على تاريخنا، وتحويلنا من أمة قامت على أعمدتها الحضارة الإنسانية إلى مجرد حديقة خلفية لدويلات عمرها لا يتجاوز عمر سقطات (سايكس بيكو)!!
عبدالكريم سالم السعدي
1 ديسمبر 2025م
