كتابات وآراء


السبت - 12 نوفمبر 2022 - الساعة 07:35 م

كُتب بواسطة : محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب



في عهد الأئمة السابقين جاءوا بنظرية أو قاعدة مفادها " من يحكم صنعاء يحكم إب" ، واتجهوا نحو غرس مفهوم يجعل إب تابعة لصنعاء بل واستخدموا مخططاً يتضمن تعزيز تمركزهم في صنعاء عبر تمكنهم من التوغل في إب بأعتبارها تحتل مركزاً هاماً ومخزناً بشرياً ومن يتوطن فيها من صنعاء يستطيع من خلالها نعزيز موقعه للسيطرة على الوسط كتعز وللغرب كتهامة وأيضاً يستمد منها ومن الوسط قوته للتوجه والسيطرة على الجنوب.

وهكذا مضى توجه الأمامة نحو إب وأيضاً القوى التقليدية كقبيلة حاشد وبكيل والسلالة الهاشمية بل والأطراف السياسية كحزب الاصلاح وغيره التي لازالت قيادتها تعمل وفق ذلك للآن.

90% من قبائل إب تعود أصولها لتهامة وللجنوب لحج والضالع ويافع ، وانما تعرضت هذه القبائل لأحداث جعلتها تجهل منبعها.

نظراً لتعرضها للظلم والنهب والسيطرة على أرضها من قبل القوى المتمركزة بصنعاء وما جاورها كالهاشمية وحاشد وبكيل ، لجأت أكثر القبائل في إب لأن تدعي أن أصولها هاشمية أو من حاشد أو بكيل ، وذلك لكي تستقوي بالمركز الحاكم أو بالجانب القبلي ضد أي ظلم تتعرض له من بعض القوى نفسها أو لتكف الظلم عن نفسها.

كما أن مركز القوى القبلية في صنعاء وبالذات الهاشمية وحاشد سعى نحو ضم قبائل إب من أجل توسيع نفوذهم ، فكان مشيخ حاشد يقول لبعض قبائل إب أنتم أصولكم من حاشد من أجل أن يوسعوا نفوذ حاشد في إب وكذلك الهاشمية التي كانت تقول لبعض القبائل أنتم هاشميون.

الظلم والاستخدام السيئ الذي تعرضت له قبائل إب من قبل القوى المتمركزة في صنعاء ، جعلها تجهل أصولها وتعيش كتابعة ومجندة وأساءت لمحافظتها وأحدثت المشاكل مع الجنوب الذي كان يجب عليها أن تسالمه لا تعاديه وتستند إليه لا أن تشارك في الهجوم عليه.

الآن وفي ظل الدعوات التي يطلقها البعض نحو ايجاد تكتل قبلي موحد لمواجهة سلالة الحوثي ، قبائل إب وكل الوسط بحاجة أولاً لأن تعود لأصلها الحقيقي وتعرفه وتترابط معه ، تتحد قبائل إب العائدة أصولها للجنوب مع قبائل تعز والضالع ولحج ويافع وغيرها ، فمن حق هذه القبائل أن تترابط مع بعضها مادام أن منبعها واحد سواءً انفصل الجنوب أو ظل متوحد مع الشمال ، فانفصال نظام الحكم لا يجب أن يؤثر على التواصل القبلي المترابط والشعور الأخوي .

ثلاثة تكتلات قبلية في صنعاء وما جاورها الهاشمية وحاشد وبكيل ، هذه الثلاث القوى كانت سبباً لاضطهاد قبائل الوسط وتهامة والجنوب ، ومن هذه القوى ظهرت قوى سياسية استولت وشاركت في الحكم ولكنها تعمل لصالحها ووفق خدمتها ، كما ان هذه القوى القبلية تتقارب فيما بينها وتتحد من باب مناطقي ومذهبي ، ومن بيئتها اندلع الصراع والظلم والاستخدام للمناطق الأخرى التي كانت ضحية تلك الأطراف وتابعة لها سواءً ان اتحدت تلك الأطراف او اختلفت.

ولمواجهة هذه الثلاث القوى يجب أن يتم تشكيل ثلاث قوى مقابلة لها ، قبيلة مذحج وأبناء تهامة ، وتكتل يشمل قبائل إب وتعز ولحج والضالع ويافع.

من أجل أن تلتف وتتوحد هذه القوى مع بعضها وتحصن نفسها وتنتصر لما تعرضت له وتغلق الباب حتى لا تتعرض لذلك مستقبلاً ، ثم بعد ذلك ممكن أن تساند أي قوة قبلية أخرى كحاشد أو بكيل لمواجهة الحوثي ، ولكن بشرط أن تتوحد تلك القوة مع بعضها ، وتتخلى من مناصرتها للحوثي كما تتخلى أيضاً عن عداءها وحقدها وظلمها ومحاربتها لقبائل الوسط وتهامة والجنوب.

من هنا يتضح من خلال غالبية مرجع الأصل القبلي أن محافظة إب جنوبية أو عدنية لا صنعانية ، بالاضافة إلى التوحد في الميول الفكري التأريخي والطباع والطابع اللغوي.