كتابات وآراء


الأربعاء - 02 نوفمبر 2022 - الساعة 12:47 ص

كُتب بواسطة : عبدالكريم السعدي - ارشيف الكاتب



مازال مجلس القيادة المؤقت الذي جاء بموجب توجيهات طرفي التحالف (السعودية والإمارات) يعاني من حالة الفصام التي تسيطر على سلوكيات أعضاءه الذين مازالوا يمارسون مهامهم ك رؤساء جماعات مسلحة وامراء حرب ولم يرتقوا بفعلهم حتى اللحظة إلى مستوى وفعل مهام رجال الدولة .

اعتقد انه يتوجب على الدكتور رشاد العليمي إذا أراد امتلاك القرار أن لا يكرر خطأ سلفه في اتباع المداهنة والنفاق السياسي والبناء على المجهول أو على رضا الآخرين وإمكانياتهم ، وعليه أن يعي حقيقة حمله للأمانة ولو مؤقتا ويعمل من هذا المنطلق لخدمة أبناء الشعب الذين تسحقهم الحاجة في كل الجوانب ، فمداهنة عقلية أمراء الحرب على حساب احتياجات الناس واستقرار الوطن أمر لن يقود إلا إلى توالد المزيد من الجماعات المسلحة وامراء الحرب.

وللاستفادة من طاقات وإمكانيات القوى التي اقصتها مشاورات الرياض على د. العليمي أن يفتح حوارات مباشرة مع هذه القوى والاعتراف بحقها في المشاركة في صنع حاضر ومستقبل الوطن من خلال مؤتمر حوار وطني ودون وصاية من أحد ، فاليمن بشطريه مازال حتى اللحظة يعيش مرحلة اللا دولة وبالتالي لا وصاية لأحد على أحد .

في الجانب الآخر مازال الشعب في مناطق مكونات المجلس القيادي يئن تحت وطأة توابع القرارات العشوائية التي انتجت حكومة عاجزة لاشغل لها سوى السمسرة والمضاربة بقوت البسطاء وتصدير روائح الفساد الكريهة ، ومجلس عاجز حتى عن الخروج من مربع ثقافة المليشيات وامراء الحرب إلى مربع الدولة ومؤسساتها .

إذا استمر عجز د. رشاد العليمي عن اقناع أعضاء مجلسه ان يضعوا الوطن قبل مليشياتهم الحزبية والمناطقية والقبلية ، وعجزه عن فرض قرار دمج الجماعات المسلحة في إطار مؤسسات وطنية دفاعية وأمنية فعليه أن لا يكلف نفسه عناء اقناع القوى الوطنية بالاعتراف بمجلسه وان لا يزيد البسطاء معاناة على معاناتهم.

قلنا وكررنا أن عدن تعيش تحت رحمة مليشيات مناطقية خارجة عن الدولة والقانون واليوم مازالت كل الظواهر تؤكد حقيقة ما نطرحه ، وعلى ذلك فإن مجلس رشاد العليمي مطالب بإثبات وجوده لا من خلال الرحلات المكوكية التي تصب في مراضاة رؤساء العصابات المنضوية في إطاره ، ولكن من خلال وقف العبث في عدن وقطع يد تلك المليشيات والعصابات المسلحة وتوفير متطلبات الحياة للناس وحماية حقوقهم .

عبدالكريم سالم السعدي
1 نوفمبر 2022م