كتابات وآراء


الأربعاء - 30 أغسطس 2023 - الساعة 10:00 م

كُتب بواسطة : أحمد صدقي اليماني - ارشيف الكاتب



شهدت الساعات الأولى من اليوم الأربعاء 30 أغسطس 2023م إعلان استيلاء مجموعة من كبار ضباط الجيش في الغابون على السلطة بعد دقائق من إعلان اللجنة الانتخابية في الدولة -الواقعة في وسط أفريقيا- فوز الرئيس علي بونغو بولاية رئاسية ثالثة.
حيث سيطرت عائلة "بونغو" على حكم الغابون منذ أكثر من 56 عاماً، ذلك البلد الغني بالنفط والمنغنيز.

والجدير بالذكر بأن بنجاح انقلاب الغابون، تكون القارة السمراء شهدت عشرة انقلابات عسكرية في ثمان دول مختلفة خلال ثلاث سنوات، والمُلاحظ كذلك بأن سبعة من تلك الدول كانت مستعمرات فرنسية سابقة.

فأول الرَكب كانت دولة مالي ففي أغسطس 2020، قامت مجموعة من العقداء الماليين بقيادة أسيمي غويتا (بإطاحة) الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا. حيث جاء الانقلاب في أعقاب احتجاجات مناهضة للحكومة بسبب تدهور الأمن، وكذلك انتخابات تشريعية متنازع عليها، ومزاعم بالفساد.

ثم تنازل المجلس العسكري عن السلطة لحكومة مؤقتة يقودها مدنيون، مكلفة بالإشراف على فترة انتقالية مدتها 18 شهراً وإجراء انتخابات ديمقراطية في فبراير 2022. لكنّ قادة الانقلاب اختلفوا مع الرئيس المؤقت العقيد المتقاعد باه نداو، وأطلقوا (انقلاباً ثانياً) في مايو 2021. وبعدها، تولّى غويتا الرئاسة.

وثانيها كانت تشاد حيث سيطر الجيش التشادي على السلطة في إبريل 2021، بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي في ساحة المعركة، أثناء زيارته للقوات التي تقاتل المتمردين في شمال البلاد.

(وبموجب القانون السائد في البلاد، كان ينبغي لرئيس البرلمان أن يتولّى الرئاسة، لكنّ المجلس العسكري تدخل، وحلّ البرلمان بحجة ضمان الاستقرار.)

وعُيّن نجل ديبي، الجنرال محمد إدريس ديبي، رئيساً مؤقتاً للبلاد، وأدّى هذا الانتقال غير الدستوري للسلطة إلى أعمال شغب في العاصمة نجامينا، قام الجيش بقمعها.

وثالث رَكب سفينة التغيير كانت غينيا ففي سبتمبر 2021، (أطاح) قائد القوات الخاصة في غينيا العقيد مامادي دومبويا بالرئيس ألفا كوندي. والسبب أن قبل ذلك بعام، قام كوندي بتغيير الدستور للتحايل على القيود التي كانت ستمنعه من الترشح لولاية ثالثة، مما أثار أعمال شغب واسعة النطاق.

أما عن رابع تلكم الدول فقد كانت دولة السودان لها النصيب من التغيير ففي 25 أكتوبر 2021 قام الجيش السوداني بانقلاب ضد الحكومة المدنية. واعتُقل ما لا يقل عن خمسة من كبار الشخصيات في الحكومة السودانية، بمن فيهم رئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك، وأُعلنت حالة الطوارئ وحل الحكومة ومجلس السيادة.

بوركينا فاسو كذلك تم تغيير نظام الحكم فيها عن طريق انقلابين عسكريين، أولهما كان في يناير 2022، حيث (أطاح) جيش بوركينا فاسو بالرئيس روك كابوري، واتهمه بالفشل في احتواء عنف المتشددين الإسلاميين.

وتعهد قائد الانقلاب اللفتنانت كولونيل بول هنري داميبا باستعادة الأمن، لكنّ الهجمات تفاقمت، ممّا أدى لتآكل معنويات القوات المسلحة، وقاد ذلك إلى (انقلاب ثانٍ) في سبتمبر 2022، عندما استولى رئيس المجلس العسكري الحالي الكابتن إبراهيم تراوري على السلطة.

وسادس الانقلابات العسكرية التي حدثت في القارة السمراء كانت في دولة غينيا بيساو ولكن الانقلاب فشل وكان ذلك يوم 1 فبراير 2022 قاده مجموعة عسكريون في جيش غينيا بيساو ( متمردون ) وذلك من خلال محاصرة مقر الحكومة في العاصمة بيساو حيث يُفترض أن يكون الرئيس عمر سيسوكو إمبالو متواجدًا لحضور جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، حيث غادرة الرئيس عمر إمبالو مقر الحكومة المُحاصر وأعلن فشل الإنقلاب وتم اعتقال بعض المتورطين كما سقط ضحيته عدد من القتلى والجرحى، إلا أن الأمور باتت بعد سويعات تحت سيطرة مؤسسات الدولة وجيشها الحصين.

النيجر نصيبها كان الاكبر اعلاميًا من سابقاتها، كما يُعتبر( انقلاب النيجر) هو الأحدث، ففي يوليو 2023، قام أفراد من الحرس الرئاسي باحتجاز الرئيس محمد بازوم داخل قصره، وظهروا عبر التلفزيون الوطني، معلنين استيلاءهم على السلطة لإنهاء "الوضع الأمني المتدهور والحكم السيئ".

وبعد أيام، أعلن المجلس العسكري، قائد الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تياني رئيساً جديداً للدولة، كما تحاول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" التفاوض مع قادة الانقلاب، لكنها أعلنت في الوقت نفسه استعدادها لإرسال قوات إلى النيجر لاستعادة النظام الدستوري في حال فشلت الجهود الدبلوماسية. في المقابل، سمحت النيجر للقوات المسلحة في مالي وبوركينا فاسو بالتدخل على أراضيها في حال وقوع هجوم.


أحمد صدقي اليماني - طالب قسم العلوم السياسية في جامعة عدن