السبت - 12 مارس 2022 - الساعة 11:27 م بتوقيت اليمن ،،،
عدن حرة / خاص
في الظاهر يقف اضراب نقابة عمال شركة مصافي عدن، سببا رئيسيا للأزمة الحادة والخانقة التي تشهدها عدن جراء انعدام مادة البنزين في كافة المحطات العامة والأهلية منذ أربعة أيام بالعاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن.
تدخل المدينة الساحلية في جنوب البلاد يومها الخامس في ظل استمرار الازمة الخانقة بالبنزين دون أي بوادر لانفراج تلك الأزمة التي تظهر الحكومة اليمنية ووزارة نفطها وشركتها النفطية عجز وفشل لمعالجتها وحلحلتها، وهو امتداد لسلسلة من موجات الفشل والعجز والسلبية التي تظهرها حكومة اليمن ووزاراتها في عاصمتهم المؤقتة، و نحو ثمان محافظات اخرى يطلق عليها مناطق محررة من قبضة الحوثيين، من أصل نحو 23 محافظة يمنية بالبلاد.
اثبتت كذلك شركة النفط اليمنية "الادارة العامة" وقيادة مصافي عدن والمجلس الانتقالي الجنوبي الى جانب محافظ عدن وسلطاته المحلية، فشلها الذريع في ايجاد حلول لهذه الأزمة الخانقة التي تعصف بعدن منذ أيام.
يكاد يكون اضراب عمال مصافي عدن سببا رئيسيا ظاهرا لهذه الأزمة، الا أن الصراعات والمناكفات والمهاترات السياسية بين الأطراف اليمنية المتشابكة تعد أهم وأبرز أسباب لكل ما تعيشه عدن والمحافظات المحررة من أزمات وحروب ومشاكل ومنغصات ومعاناة، وتستخدم عادة الخدمات الأساسية وقودا في تلك الصراعات والتي يروح ضحيتها دوما المواطن.
يجزم الكثيرون أن مشكلة بسيطة كهذه في عدن وفي حال كان سببها اضراب عمالي فقط، فمن السهولة جدا معالجتها وحلحلتها سريعا والوقوف امامها بحزم وجدية لتداركها على الفور، لاسيما وأن متطلبات حلها لا تحتاج الى 4 او 5 أيام، طالما وأن مفاتيح حلها موجودة وعلى طاولة الحكومة اليمنية ووزارة النفط وشركة النفط وقيادة مصافي عدن، الى جانب امكانية تدخل محافظ عدن الذي طالما وكان يتدخل في حل ازمات وقود الكهرباء، علاوة على قدرة المجلس الانتقالي وقواته بالمشاركة في تدارك الازمة سريعا وعدم تفاقمها.
هناك مشاكل وازمات عديدة طفت على السطح مؤخرا، تسبب بها قرار رئيس الوزراء اليمني الذي أعاد احتكار عمليات استيراد وشراء وبيع المشتقات النفطية وحصرها على شركة النفط اليمنية التي سبقها بأيام قرارا رئاسيا بتعيين قيادة جديدة لها "عمار العولقي" الذي تم جلبه من هيئة البيئة الى قيادة شركة هامة وحساسة كشركة النفط اليمنية "الادارة العامة"، وهو الشخصية المثار حولها جدل واسع وشبهات عديدة بالتورط في عمليات وصفقات فساد كثيرة، منذ أن كان في البيئة.
تزايد الرفض وارتفعت وتيرته من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي وحلفاءه وأطراف اخرى، لشخصية عمار العولقي في قيادة شركة النفط اليمنية، واعتبر ذلك خروجا عن سياق اتفاق الرياض وقرارا احادي لا يمكن تنفيذه في مناطق سيطرته، لاسيما وأن العولقي يعد أحد الشخصيات المقربة جدا من المتنفذ اليمني البارز أحمد صالح العيسي، الذي كان يتستر العولقي اثناء عمله كمسؤول في البيئة، على سفن وبواخر العيسي المتهالكة في موانئ عدن وحضرموت وتسريبها للوقود في البحر وتسببها في حوادث ثلوت بيئي واسع النطاق.
يُتهم العولقي أيضا، في إطار الحملة المتداولة ضده، بعمليات وصفقات فساد مشبوهة، ومن ضمنها الموافقة على ادخال شحنات من الديزل والبنزين "الفاسدة" الى عدن وشبوة وحضرموت، بالاشتراك مع شركة سيبولت الفاحصة التي هي الأخرى تدور حولها وحول نشاطها علامات استفهام عديدة.
بينما ترفض الرئاسة اليمنية واطراف في حكومتها ومنها العولقي، تلك الاتهامات، وتعتبرها حملات واشاعات الغرض منها تشويه سمعة الحكومة وافشال جهودها، لكن فعليا على الأرض لا يمكن تسجيل اي جهود أو نشاط خدمي ايجابي ملحوظ لتلك الحكومة اليمنية وخاصة في عدن التي تكويها المشاكل وتخنقها الأزمات وتفتك بها المعاناة اليومية.
فهاهي منظومة الكهرباء في عدن تستعد لفقدان توليد محطات الطاقة المستأجرة التي تتلكأ الحكومة اليمنية في دفع مستحقاتها المالية المتأخرة، في الوقت الذي تترقب عدن استقبال شهر رمضان المبارك بعد نحو ثلاثة أسابيع.