أخبار وتقارير

الخميس - 04 ديسمبر 2025 - الساعة 11:04 ص بتوقيت اليمن ،،،

أبو خطاب اليافعي


كان كثيرون يعتقدون أن مكان القائد خلف المكاتب، وبين الأوراق والأختام والقرارات.

لكن منير أبو اليمامة قدّم تعريفًا آخر للقيادة… تعريفًا لا يكتبه الكلام، بل تصنعه المواقف
فمكان القائد عنده لم يكن في الظل ولا في المكاتب المكيّفة، بل على التراب، في قلب الجبهة، وبين رجاله الذين أحبوه وتقدم صفوفهم قبل أن يطلب منهم التقدم.

الصورة التي تشاهدها أمامك ليست مجرد لحظة عابرة، بل تلخيص لتاريخ كامل

قائد ينام على الأرض في وسط المعارك

تحت عجلات مركبة عسكرية، بينما تتناثر حوله شظايا القذائف ورائحة البارود وأصوات الاشتباك، وكأن لسان حاله يقول:
من أراد تحرير وطنه…فليجعل الأرض فراشه ومترسه، وأن يشارك جنوده تعبهم، وأن يتوسد الأرض التي يقاتل دفاعًا عنها.

لم يعرف الرفاهية، ولم يختبئ وراء باب مغلق، ولم يحمي نفسه أكثر مما يحمي رجاله
بل عاش بينهم
وشاركهم الجوع والسهر والخطر، فصار بينهم يمشي قبلهم، لا خلفهم.

لم يكن أبو اليمامة قائدًا صنعه المنصب، ولا نجومية اختلقتها الإعلام والشاشات
ولكن صنعه الميدان، وصنعته الرجولة، وصنعته تلك الأرض التي آثر أن ينام عليها بدلًا من النوم في القصور والفلل

ولهذا ارتفع اسمه بين الناس بلا دعايات، وارتفع في قلوب جنوده بلا خطابات
وارتفع في تاريخ الجنوب لأنه اختار الطريق الأصعب طريق الشرف والعزة والكرامة

سلام على رجل جعل من التراب فراش عزّة،
ومن التعب مدرسة بطولة
ومن حضوره بين الجنود قوة لا تُهزم ولا تنكسر

رحم الله الشهيد القائد منير أبو اليمامة
القائد الذي عاش كبيرًا، ورحل أكبر، وبقيت خطواته ترسم طريق التحرير لكل من جاء بعده.

نم قرير العين يا أبا اليمامة
فالقوات الجنوبية اليوم تمضي على ذات النهج الذي رسمته بدمك،
تحمل نفس العقيدة، نفس العزيمة، ونفس الهدف الذي عشت واستشهدت لأجله.

أرقد بسلام ونم مطمئنًا
فحضرموت قد تحررت من جحافل الاحتلال اليمني البغيض
والجنوب ينهض برجاله، ويطوي صفحات الظلم التي حاربتها أنت منذ أول طلقة وآخر لحظة.

سيظل اسمك راية،
وسيظل فعلك مبدأ،
وسيظل درسك طريقًا لا يحيد عنه كل مقاتل جنوبي يعرف معنى الكرامة.

سلام عليك يوم قدت الرجال
وسلام عليك يوم ارتقيت شهيدًا،
وسلامٌ على نهجك الذي لا يزال يضيء للجنوب طريق الحرية ويفتح له أبواب النصر