الصورة تتحدث

الأحد - 31 ديسمبر 2023 - الساعة 12:09 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص


تواصل الحكومة اليمنية عجزها وفشلها الخدماتي المتعمد وخاصة في ملف الكهرباء الممتد منذ 13 عاما وتحديدا منذ 2011 م، فلم تعد معاناة المواطنين مع الكهرباء تقتصر على فصل الصيف من كل عام، فقد باتت مؤخرا "معاناة الشتاء والصيف" تتجرعها عدن في كل بيت.

منذ أسبوع تقريبا، تعاني مدينة عدن العاصمة المؤقتة للرئاسة والحكومة الشرعية في اليمن، ارتفاعا ملحوظا في عدد ساعات انطفاء الكهرباء، حتى وصلت اليوم إلى 5 ساعات انطفاء مقابل ساعتي تشغيل فقط، تماما كما يحدث في فصل الصيف تقريبا.

وكما في كل مرة، يعود السبب إلى نفاد وقود الديزل المشغل لعدد من محطات توليد الطاقة الحكومية والمشتراة في عدن، الأمر الذي دفع مؤسسة كهرباء عدن إلى تقنين التوليد، وهو ما أدى إلى انقطاع كلي للكهرباء في محافظتي لحج وأبين منذ 4 أيام، وزيادة ساعات الانطفاء في عدن إلى 18 ساعة في اليوم.

أطلقت مؤسسة كهرباء عدن قبل أيام مناشدة مستعجلة للرئاسة والحكومة اليمنية، لتوفير وقود الديزل على وجه السرعة من أجل تفادي هذه الكارثة التي تحدث في فصل الشتاء والذي عادة لا تتكرر خلاله مثل هكذا أزمات ومشاكل. إلا أن أذان الحكومة كانت واحدة من طين وأخرى من عجين.

وتعيش مدينة عدن حاليا على توليد بسيط للطاقة لا يتعدى 150 ميجاوات أو ربما أقل، وهو التوليد الناتج عن محطة بترومسيلة التي تعمل بوقود النفط الخام الخفيف القادم من محافظة شبوة، وكذلك التوليد البسيط من محطة الحسوة العاملة بوقود المازوت، وكلاهما أيضا على وشك النفاد، أو تموينهما غير مستقر.

استبقت الحكومة اليمنية التي تسكن في الرياض، رأس السنة بعدة أيام، وقامت بإطفاء أنوار عدن ومحافظتي لحج وأبين المجاورتين مبكرا، فيما يبدو أنه احتفالا حكوميا بـ"إنجازاتها الصفرية" طيلة 13 عاما من الفشل والفساد.

وتتعمد الحكومة اليمنية عادة في عدم انتظام تزويد محطات توليد الطاقة في عدن بالوقود، حيث تعاني مدينة عدن من ذات المشكلة منذ سنوات طويلة، لاسيما وأن ملف الكهرباء في المدينة بات ورقة سياسية يتم التلاعب بها محليا وإقليميا لتمرير أجندات سياسية، علاوة على أن ملف الكهرباء ووقودها أصبح ثقبا أسود للكثير من الأطراف المتنفذة والسماسرة الذين يسترزقون منه لمصالحهم الشخصية، وسط غياب الرقابة الفاعلة من جهات الاختصاص التي يتهمها الكثيرين بأنها باتت ضالعة هي الأخرى في ذلك الفساد المهول الذي ينخر قطاع الكهرباء باليمن.

ولم يشهد قطاع الكهرباء في عدن أي مشاريع استراتيجية تنموية وتطويرية منذ عشرات السنين، حيث أن معظم التوليد في عدن يعتبر من مصادر توليد مؤقتة، عدا محطة بترومسيلة التي دشنت مرحلتها الأولى رسميا قبل نحو عامين وبتوليد بسيط جدا يقدر ب90 ميجاوات فقط، ومع ذلك تتوقف عن العمل بشكل متكرر إما بسبب نفاد الوقود أو لإجراء صيانة روتينية لها، علاوة أن المرحلة الثانية من المشروع متوقفة لأسباب غامضة، وسط صمت وتجاهل متعمد من قبل كافة الجهات المختصة.