منوعات

الإثنين - 18 ديسمبر 2023 - الساعة 12:30 ص بتوقيت اليمن ،،،

عاصم قنان الميسري


تاريخ منطقة ( أوسا ) في أراضي العفر

• منطقة أوسا هي واحدة من أقدم التجمعات البشرية في أرض العفر تقع على ضفاف نهر أواش و كانت العاصمة الثانية لمملكه عدال العفرية .

• رجح بعض الباحثين أن تسمية منطقة أوسا قد يكون نسبةً إلى ( مملكة أوسان اليمنية ) حيث لوحظ وجود نُظم للري و بعض من الجسور منذ العصور القديمة على نهر أواش في منطقة أوسا العفرية في إثيوبيا التي وصفها المستكشفون بأنها شيدت بواسطة مجموعات بشرية مرتبطة بمملكة أوسان في العصور القديمة و المعروفين بمهاراتهم الهندسية و بناء قنوات الري .

• ومملكة أوسان كانت واحدة من القوى التجارية الكبرى في جنوب الجزيرة العربية اليمن في أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد منذ القرن العاشر قبل الميلاد و كانت تنافس مملكة سبأ في بناء شبكة تجارية واسعة على طول ساحل شرق إفريقيا قبل هزيمتها من قبل السبئيين في عام 410 ق.م و إمتد نفوذ أوسان إلى إفريقيا و الهند حيث كان الساحل الإفريقي يسمى بالساحل الأوساني أو البحر الأوساني و كانت أوسان من أكثر ممالك اليمن نفوذاً و ثراء حتى قضت عليها مملكة سبأ .

________________________________________

▪يذكر مؤلف كتاب " الطواف حول البحر الإرتيري " في الفصل الخامس عشر منذ القرن الثالث للميلاد تقريباً على المنطقة شمال " بمبا Pemba " و " زنجبار " من الساحل الإفريقي للبحر الأحمر إسم " الساحل الأوساني " دليلاً على أن الأوسانيين قد حكموا تلك المنطقة في فترة ترجع إلى ما قبل عام 500 ق.م و من ثم فقد ذهب العديد من الباحثين إلى أن " أوسان " لا بد و أن تكون قوية و ذات أرضين واسعة في العربية الجنوبية حتى يمكنها أن تستولي على هذه المنطقة من الساحل الإفريقي فضلاً عن أن يكون لها نشاط واسع معها في الميدان التجاري و الحضاري و الذي ربما كان من ميناء " عدن " الذي كان يتبع أوسان في تلك الفترة القديمة .

ولكن الحقيقة التي تم اخفاءها او لم يتوصل لها العلم اليوم ولم يظهر حقيقتها تقع في حقيقة ان مملكة أوسان لم تكن فقط تحكم في الجزء الجنوبي والغربي لليمن بل كانت ايضا" تحكم في الجهة المقابله من البحر الأوساني على امتداد طول الاراضي الأفريقية التي تقع على ضفاف البحر الإريتيري وهو البحر الممتدد من غزة الى خليج عدن .

• و هذه الإشارة التي جاءت بعد قرابة ألف عام من إنتصار سبأ على أوسان إنما تدل على عمق الأثر الذي خلفه الأوسانيون في تلك البقاع و هو أمر لا يمكن حدوثه إلا نتيجة لتاريخ طويل من الوجود المستمر و النشاط الفعال و النفوذ الحقيقي أو ربما هجرة بعض الجماعات الأوسانية إلى هذه السواحل و من ثم أطلقت عليها هذه التسمية كما حدث من إطلاق مسميات يمنية على مناطق في شرق إفريقيا في الحبشة و غيرها شهدت هجرات يمنية ممثالة خصوصاً من أراضي الدولة السبئية .

• ونجد أن السيطرة اليمنية على المنطقة نفسها قد إستمرت حتى القرن الثالث الميلادي حيث يشير المصدر نفسه في فصله السادس عشر إلى أن منطقة ( ربطة ) التي تقع بالقرب من جزيرة زنجبار ( أي في منطقة الساحل الأوساني سالف الذكر ) كانت تتبع حاكم ميناء موزع الواقعة على الساحل اليمني المطل على البحر الأحمر بالقرب من باب المندب التابعة بدورها لقيل المعافر في السوا الذي يتبع الملك الحميري في ظفار و كان ذلك حسبما ذكر صاحب كتاب الطواف " وفقاً لإتفاقية قديمة قضت بأن يحكم هذا السوق ملك المملكة الأولى - أي المسيطرة في الجزيرة العربية ".

• قبيلة عدال = ( عفر - دناكل )

هي قبيلة من القبائل العربية القديمة التي نزحت من جنوب الجزيرة العربية اليمن إلى شرق إفريقيا و يسميها الأحباش مرة بإسم ( الدناكل ) و مرة بإسم ( العفار ) و العفر إسم قبيلة مشهورة في اليمن كان موطنها في جنوب الجزيرة العربية مما يلي حضرموت و عدن و على أثر قيام حروب بينها و بين أحد ملوك اليمن و تشديده الخناق عليها بالحرب و الدمار إضطرت للهجرة إلى الحبشة منذ عهد قديم و إستوطنت فيها و يحتمل أن يكون هؤلاء العفاريون من مملكة أوسان اليمنية التي كانت مزدهرة في جنوب اليمن منذ الألف الأول ق.م و إستمر حكمها من عام 1000 ق.م حتى 540 ق.م و بعد هجرتها إلى الحبشة سمت عاصمتها الجديدة الكائنة في بلاد العفار " أوسا " طبقاً لعاصمتها القديمة في جنوب الجزيرةالعربية اليمن .

________________________________________

• و سبب هجرة قبائل " عفار أو العفر " الذين يكونون مملكة أوسان أن الملك السبئي ( كرب إيلوتر ) شن عليهم حملات واسعة على أرض المعافر قريباً من البحر الأحمر و إلى جميع الأودية الشرقية بين البحر و الصحراء و أجلا الأوسانيين من بلادهم و هاجروا عنها و عبروا البحر الأحمر .

• و عاصمة عدال حالياً هي مدينة ( أوسا ) و إسم أوسا كان يطلق قديماً في اليمن على قبيلة و مملكة و حضارة تعرف ب " أوسان " و كانت عاصمة عدال قديماً مدينة ( أودليس ) و كانت هي الميناء الذي يعبر إليه اليمنيون القدماء ( السبئيون و الحضرميون و الحميريون و الأوسانيون ) إلى الحبشة و قد ورد إسم قبيلة العفار في أخبار إبن سعيد و تمتد ديارهم من خط حديد جيبوتي ( درداوة ) في الجنوب إلى شبه جزيرة بوري في الشمال و من البحر الأحمر حتى الحافة الشرقية لهضبة الحبشة .

________________________________________

المراجع :

- International Dictionary of Historic Places: Middle East and Africa .

- maps are sourced from Ethiopia The Land Its People History and Culture by Yohannes K Mekonnen .

- A. Grohmann, Op. Cit., P.25 و كذلك Schoff, Op. Cit., P.22 و كذلك H. Von Wissmann And M. Hofner, Op. Cit., P.74 .

________________________________________

المراجع والمصادر جميعها تتفق حول نفوذ مملكة أوسان ولكن ماكان ينقصنا هو هذة الخريطة النادرة التي وضعت النقاط على الحروف ، وهي خريطة قديمة و موثقة لاحدى الدول الاستعمارية عند قدومها لجنوب اليمن وتعتبر مرجع تاريخي هام .

--الخريطة تشير لحدود المملكة الاوسانية، فما يعرف اليوم بأسم البحر العربي كان مقسوم نصفين بحر اوساني شمالي وبحر اوساني جنوبي.

-اللون الازرق هي مناطق تتكلم اللغه الاوسانيه حتى في افريقيا تلاحظها.

- الالوان في الخريطه:
الازرق : اماكن تتحدث اللغه الاوسانية
الاحمر: مناطق خاضعه للمملكة الاوسانية
اللون الثاني: حدود ومناطق منزوعه السلاح او غير عسكرية.

ابو عصمي الميسري