أخبار وتقارير

الثلاثاء - 10 يناير 2023 - الساعة 11:45 ص بتوقيت اليمن ،،،

كرم أمان


توفي الموسيقار اليمني وعازف الكمان الأول في مدينة عدن "نديم عوض" مساء الإثنين، في أحد مشافي العاصمة المؤقتة عدن، بعد معاناة طويلة مع المرض.

ويعد الراحل نديم عوض من أبرز الموسيقيين وأشهر عازفي الكمان في الوطن، الذين ارتبط اسمهم بنشأة وتأسيس أولى الفرق الموسيقية منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

مولده


ولد نديم محمد عوض في العام 1942 في عدن، ونشأ وترعرع في منزل عائلته الكائن في حارة القاضي إحدى أشهر حارات مدينة عدن القديمة "كريتر" والتي كانت تحوي العديد من الفنانيين والأدباء والموسيقيين والإعلاميين حينها.

عاش الراحل يتيم الأب منذ صغره، ونشأ مع والدته وجده في المنزل، وعشق نديم الموسيقى منذ وقت مبكر من عمره عندما كان طالبا، حيث بدأ بتجربة العزف على آلالات موسيقية عديدة في بداياته، قبل أن يستقر على آلة الكمان التي أبدع فيها وتفرد بها كأول عازف كمان متمكن في عدن.

بداياته

بدأ نديم عوض مشواره الفني، عازفا في فرقة الفنان أحمد قاسم التي تأسست في 1957، الذي كان يتخذ من منزله الكائن في ذات الحارة "القاضي" مقرا أساسيا لفرقته وإجراء البروفات وتعليم الموسيقى.

ويعد الفنان محمد عبده زيدي من أكثر الأصدقاء المقربين من نديم عوض في شبابه وبداياته الفنية، وترافقا في مراحل عديدة من حياتهما، وكانا المؤسسين للفرقة الموسيقية الحديثة في 1960.

انطلاقته

انطلق نديم إلى جانب الزيدي وفرسان خليفة وغيرهم، بهذه الفرقة الموسيقية الحديثة منذ ما بعد رحيل الفنان أحمد قاسم إلى القاهرة لاستكمال دراسته مطلع الستينيات ، وشاركوا من خلال فرقتهم في العديد من الحفلات وإلى جانب العديد من الفنانيين العدنيين وقتها، محليا وخارجيا، حيث لم تكن في عدن حينها إلا الفرقة الحديثة إلى جانب الفرقة العربية الموسيقية التي كان يقودها الفنان والموسيقار أحمد تكرير، وهو ما اشعل التنافس الشريف بين الفرقتين وقتذاك.

انخرط نديم مع فرقته الحديثة في الحفلات والسهرات الإذاعية والتلفزيونية في عدن، وكانت الإذاعة والتلفزيون تخصص لفرقته يوم واحد في الأسبوع، بينما يخصص يوم في الأسبوع الآخر للفرقة العربية.

مرحلة جديدة

وبعد استقلال اليمن الجنوبي في 1967، بدأت مرحلة جديدة في حياة نديم، إذ تم دمج الفرقتين بفرقة موسيقية وطنية واحدة بقرار من وزارة الثقافة حينها، وتم ضم هذه الفرقة الموسيقية الموحدة إلى الإذاعة والتلفزيون.

أنضم نديم إلى معهد الموسيقى أو ما يعرف بالفنون الجميلة "معهد جميل غانم" الذي تأسس في تلك الفترة من قبل وزارة الثقافة والسياحة ، ودرس نديم الموسيقى دراسة أكاديمية في ذلك المعهد الأول من نوعه في عدن، وتحصل على دبلوم موسيقى بدرجة امتياز، كما كان نديم أحد الأعضاء المؤسسين لفرقة الإنشاد الوطنية في الدولة وتحديدا في نهاية السبعينيات والثمانينيات، وهي الفرقة التي كان يقودها الموسيقار أحمد بن غودل.

تهميشه

ومنذ ما بعد العام 1990، اندثرت هذه الفرقة وباق الفرق الفنية والموسيقية ، كما تضاءل ظهور نديم عوض في الحفلات والسهرات الفنية تدريجيا، حتى اختفى تماما عن الساحة الفنية، ولاقى نصيب وافر من التهميش.

ظل نديم عوض يقضي ما تبقى من عمره في منزله مع أسرته في منطقة عمر المختار بمديرية الشيخ عثمان، حتى أصابه المرض وأشتد عليه مؤخرا، ونقله إلى أحد مشافي المدينة، وسط مناشدات عديدة أطلقها زملاءه الفنانيين وبعض المقربين منه والناشطين الإعلاميين للجهات المعنية لإنقاذ حياته وتوفير سبل الرعاية له، لكن الانتظار كان طويلا جدا، وآجل الله آت في موعد لا يخلفه.