أخبار وتقارير

الإثنين - 19 سبتمبر 2022 - الساعة 04:53 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / كرم أمان


سلط المجلس الإنتقالي الجنوبي وهيئته الإعلامية، في اليمن، اهتماما وتركيز كبير مؤخرا، على وضع اللبنات الأولى لتشكيل كيان نقابي جديد خاص بالصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، يتمكن من الإرتقاء بالإعلام ولملمة صفوف الصحفيين و الإعلاميين والدفاع عن حقوقهم وحرياتهم المكفولة في كافة القوانين.


وانعقد، يوم الأحد، أول اجتماع للجنة التحضيرية التي تم تشكيلها مؤخرا بقوام 37 شخصية إعلامية وصحفية جنوبية، في عدن، للتحضير والترتيب للمؤتمر العام، الذي من المرتقب أن ينبثق عنه نقابة خاصة بالصحفيين والإعلاميين الجنوبيين.

وتمخض عن الاجتماع الأول، إنتخاب "عبدالله الحو" رئيسا و "عيدروس باحشوان" نائبا للجنة التحضيرية، بالإضافة إلى إختيار ناطقا إعلامي باسمها، فضلا عن إقرار آلية عمل اللجنة ولوائحها التنظيمية وبرنامج عملها التي ستسير عليه خلال فترة التحضير للمؤتمر العام الجامع.


أهمية وأهداف المؤتمر

يقول نائب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي مختار اليافعي أن مؤتمر الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين المرتقب يمثل "علامة فارقة في تاريخ الإعلام الجنوبي المعاصر، ويهدف إلى التئام الصوت الاعلامي الجنوبي بمختلف توجهاته وأطيافه وأشكال عمله، ليعبّر عن الإرادة الجنوبية الحرة للصحفيين والإعلاميين، في تلبية طموحاتهم في الدفاع عن الكلمة الصادقة، ومعالجة قضاياهم المعيشية، والحقوقية، والإنسانية".

وأوضح اليافعي في تصريح خاص لعدم حرة أن : "المؤتمر الأول للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين سينبثق عنه كيان نقابي لكل الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في الداخل والخارج، يمثل الكل بدون استثناء".

بدوره يرى نائب رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، عيدروس باحشوان أن: "إنعقاد الاجتماع الاول للجنة التحضيرية لمؤتمر الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين يأتي على طريق إستعادة نشاط المؤسسات الاعلامية الجنوبية الرسمية والأهلية".

وردا على مايدور من مخاوف حول اقصاء وتهميش الإعلاميين، أكد باحشوان في حديث لعدم حرة أن : "المؤتمر جامع لكل الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين بعيدا عن أي اقصاء او تهميش، وينبغي أن نزيل اللبس الذي يراود البعض من الزملاء بأن ما يجري من تحضيرات للمؤتمر عبارة عن إطار منظم للصحفيين والاعلاميين الجنوبيين، فهو تصور خاطئ وغير صحيح، فقد أكدت الكلمات والتناولات في أول إجتماع للجنة التحضيرية على التعاطي مع كل الآراء والطروحات ووجهات النظر، طالما وسقف الجميع الجنوب وإستعادة الدولة الجنوبية".

وتابع: "حان الوقت لتشكيل كيان نقابي جنوبي يلم الشتات وينظم الصفوف والالتفاف صوب المرحلة القادمة واستحقاقاتها".


آلية العمل

وحول آلية عمل اللجنة التحضيرية، أشار باحشوان إلى أن: "اللجنة التحضيرية حرصت في اجتماعها الأول، الأحد، على وضع آليات أعمالها من خلال مناقشة خطة العمل وتسمية اللجان الفرعية وتسمية رؤساءها وأعضاءها، وتحديد مهامها خلال فترة التحضير، وتحديد مواعيد للقاءات تشاورية في عدن وسائر محافظات الجنوب، ودعوة كل الصحفيين والاعلاميين للمشاركة فيها دون إستثناء، وستستمع اللجان لكل الآراء والملاحظات المقدمة والأخذ بها، كما ستكون هناك احاطات لوسائل الإعلام تباعا عن سير التحضيرات ونتائج اللقاءات التشاورية".


موعد المؤتمر

وأختتم باحشوان تصريحه: "إنها فرصة سانحة لكل الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين للإنضواء تحت هذه المظلة التي سيحدد شكلها وقوامها وهيئاتها المؤتمر العام، الذي سيُحدد موعده في الاجتماع الثاني للجنة التحضيرية والمقرر عقده في 10 اكتوبر القادم".

بينما يآمل مختار اليافعي "أن تنتهي اللجنة التحضيرية واللجان المنبثقة عنها من إعداد الوثائق واختيار المندوبين خلال شهر ونص إلى شهرين، و هذا الأمر متروك للجنة التحضيرية، فنحن في الهيئة الوطنية للإعلام دورنا مساند وداعم لنجاحهم".


دون انتقاء أوتمييز

يرى الصحفي الجنوبي يعقوب السفياني، مدير مكتب مركز south24 للدراسات في عدن، أن: "مؤتمر الإعلامي الجنوبي يعد مؤتمر هام ومطلوب، ويأتي في أوقات هامة أيضاً، ولو أنه متأخر إلى حد ما، وتتكون لجنته التحضيرية من مجموعة رائعة من الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين يمثلون جزءا كبيرا من الصحف ووسائل الإعلام الجنوبية، وليس كلها بالطبع، لكن أعتقد أنها لجنة قادرة على أداء المهام المطلوبة والتحضير لهذا المؤتمر المرتقب".

وحول ما يثار من جدل بين الصحفيين، قال السفياني في تصريح لعن حرة : "من المفترض أن تكون نقابة الصحفيين الجنوبيين التي سيتمخض عنها المؤتمر لكل الصحفيين الجنوبيين دون انتقاء أو تمييز، وأن تقبل في عضويتها كل من تتوفر لديه الشروط، بعيداً عن أي حسابات سياسية أو غيرها، فمثل هذه النقابات مهمتها حماية الصحفيين والدفاع عنهم ضد أي انتهاكات، ولا يجب أن يكون لديها خلفية سياسية من أي نوع".

وتابع: "أي إقصاء أو تهميش يعني حكما بالفشل على هذا المؤتمر أو أي جهود أخرى، من الطبيعي أن تقود الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي التابعة الانتقالي جهود تأسيس نقابة صحفية جنوبية نظرا للإمكانات التي تتمتع بها الهيئة وكونها الطرف الأكثر قدرة على تحقيق ذلك، لكنها يجب أن تحذر كثيراً من إقصاء وتهميش أي صحفيين جنوبيين خصوصاً أولئك الذين لا يتشاركون نفس الرؤى السياسية".


معوقات

وبشأن بروز معوقات قد تقف أمام نجاح المؤتمر، يلفت السفياني أن: "هناك معوقات واضحة إلى الآن، ومنها حالة التشكيك في الوسط الصحفي الجنوبي من نتائج المؤتمر، وما إذا كانت ستخدم الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين بشكل عام أو أنها ستكون لصالح إعلام المجلس الانتقالي الجنوبي فقط، فضلا عن معوقات أخرى من بينها التوجس من سيطرة إعلام الانتقالي على النقابة، وهذه مخاوف مشروعة باستطاعة الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي أن تبددها عبر دعم ترشيح شخصية صحفية مستقلة في قيادة النقابة".

وأضاف: "يندرج في إطار المعوقات أيضاً الدور التخريبي الذي قد يلعبه بعض الصحفيون الجنوبيون المرتبطون ببعض الأحزاب أو من لديهم صلة بما يسمى بنقابة الصحفيين اليمنيين التي يسيطر عليها صحفيون شماليون ولا تمثل إلا قطاع شمالي سياسي".

بدوره يعود عيدروس باحشوان للتأكيد أنه من الطبيعي أن تقف بعض المعوقات أمام أي عمل، مشيرا إلى أن اللجنة التحضيرية وما أبدته من حماس وتحفيز كبير خلال اجتماعها الأول، ستكون قادرة على تجاوز أي معوقات قد تقف أمام أعمالها.


محاصصة سياسية

من جانبه، يبدي الصحفي الجنوبي رعد الريمي، بعض التوجس حول المؤتمر ولجنته التحضيرية، حيث يرى الريمي في حديث لعن حرة أن:"اللجنة التحضيرية للمؤتمر قامت على المحاصصة السياسية وليس المهنية ممن هم ذات الباع الطويل بالمجال الإعلامي بكافة قوالبه".

وأضاف : " بدى واضحا أن المؤتمر ولجنته كان المقصد الرئيسي منه هو السعي نحو فدرالية نقابة الإعلام اليمني نظير ما حدث لاتحاد الأدباء والنقابات العمالية بالجنوب".

وحول إمكانية إنشاء نقابة خاصة للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين، يلفت الريمي إلى أنه: "من المبكر جدا الحكم عن كون ما سوف يتمخض عن المؤتمر ولجنته إنشاء نقابة إعلامية جنوبية، كون متطلبات انشاء نقابة إعلامية جنوبية معترف بها دوليا يتطلب جهودا كبيرة لا أعتقد أنها تتحقق في الوقت القريب".

وأبدى الريمي تخوفا من ما يراه من تكرار سيناريو الاقصاء والتهميش، حيث يقول: "الإقصاء الذي طرأ على تكوين اللجنة كان من الطبيعي توقعه وحدوثه بالنظر إلى الدافع الذي على أساسه تمت الدعوة لتأسيس هذا المؤتمر ولجنته وما سيتمخض عنه، ولعل وازع قيادة الجنوب تجاه اللغط الذي يحدث تجاه التأسيس هو حركة التصحيح التي تتم لاحقا نظير ما حدث في تكوين النقابات العمالية الجنوبية، وهذا مؤخرا صار ديدنا".

ومع ذلك، أبدى الريمي في ختام حديثه، بعض الآمل، من خلال: " الصدق في احتواء أصوات الإعلاميين المهنيين في عدن والجنوب من مناضلي ورواد الوسط الإعلامي ، كون ذلك سيعجل في قدرة النقابة على انتزاع تشريع من قبل النقابات الإعلامية الدولية".

ويرى أن نجاح المؤتمر ولجنته "يكمن في الضغط على إعادة توزيع نقابة الاعلام اليمني بما يضمن توزيع عادل للجنوبيين بين هذه النقابة التي للإعلاميين الجنوبيين حق فيها مثل ما لغيرهم، من غير نقص أو تطفيف".