أخبار اليمن

السبت - 20 أغسطس 2022 - الساعة 08:55 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص


منذ ليلة أمس الجمعة، وعقب انتهاء الجزء الأول من برنامج المتحري الذي بثته قناة الجزيرة القطرية، واستضافت فيه الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، وعدد من المداخلات لعدد من الشخصيات الجنوبية واليمنية والاجنبية الأخرى ، يدور الحديث والجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بشأن كيفية وصول صورا ومقاطع فيديو ومداخلات تلفزيونية أرشيفية تم تصويرها ابان احداث 13 يناير الدامية في اليمن الجنوبي في العام 1986 بين الرفقاء الجنوبيين.


ثار ذلك الجدل، بسبب أن عدد من تلك الصور والمداخلات التلفزيونية تعتبر من أرشيف قناة عدن القديمة، ولم يتم بثها او نشرها منذ ذلك الحين، وأصبحت جزءا من أرشيف قناة عدن الجنوبية السري الممنوع من النشر والتداول، حرصا من القيادة الجنوبية على طي صفحة ذلك الماضي الدفين، وفتح صفحة جديدة من التصالح والتسامح.

وتساءل الكثيرون حول سر وصول تلك المواد التلفزيونية الأرشيفية السرية من قناة عدن الفضائية إلى قناة الجزيرة ومقدم برنامج المتحري "جمال المليكي"، ففي حين ذهب البعض يتحدث عن إمكانية وجود نسخ خاصة من تلك المواد التلفزيونية السرية لدى الرئيس علي ناصر محمد، إلا أن آخرين أشاروا بأصابع الاتهام لشخص "حامد الشميري" الذي أتهموه بسرقة أرشيف قناة عدن، واستغلاله والمتاجرة به.

يقول الصحفي والكاتب والمحلل الاقتصادي ماجد الداعري أن: "الحديث التلفزيوني الارشيفي الذي نجحت الجزيرة في الحصول عليه وبثه حصريا للرئيس علي سالم البيض وهو يروي تفاصيل مذبحة ١٣ يناير المشؤومة داخل مقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي بالتواهي، لم يكن حديثا صحفيا منه لأي قناة تلفزيونية ولم يسبق بثه فعلا على أي شاشة تلفزيونية من قبل ، لأنه كان يتحدث به للجنة التحقيق الخاصة بتلك المذبحة واشارات اليد وانفعالاته تؤكد ذلك، وهذا ما أكده لي أيضا أحد أقرب الناس اليه".

وتابع متسائلا: "ليبقى السؤال الأهم والأخطر: كيف نجحت الجزيرة وبرنامجها المتحري في الوصول اليه وهو يعد ضمن أكثر مواد ارشيف الدولة الجنوبية سرية..؟ وكم دفعت فيه من الاموال،حتى وصلت اليه كما وصلت لبطل المذبحة أيضا علي ناصر محمد؟".

واختتم الداعري: "وهل تم تسريبة من قبل المسؤولين على بقايا المكتبة الارشيفية لتلفزيون عدن ام من قبل من نهبوا الأرشيف التلفزيوني لعدن وكل وثائق وإمكانيات ومقومات الدولة الجنوبية وذهبوا به إلى صنعاء وتقاسموه بين قنواتهم الفضائية (اليمن والسعيدة واليمن اليوم وغيرها) من المستثمرين اليوم إعلاميا بارشيفنا الجنوبي".

ويلمح الداعري في حديثه إلى حامد الشميري الذي بات أحد المسؤولين في قناة السعيدة الفضائية.

بدوره، يرى الصحفي والكاتب السياسي صالح ابوعوذل: " بالنسبة للمتحري، ما احد مستفيد فيه الا حامد الشميري، كل مرة يبيع أرشيف قناة عدن لجهة".

وأضاف: "قبل نحو سنة باعه للحوثيين واليوم يبيعه للقطريين، فتح عليه اعتقد با يزيد يعمل عمارة جنب عمارة الشيخ إسحاق من ظهر متحري الجزيرة".

وتابع: "استبشرنا خير بالهيئة الوطنية للإعلام انها باتجبر الشميري يوقف بيع الأرشيف الوطني، خاصة الأرشيف المتعلق باحداث سياسية مهمة، ولكن ما خفي اعظم".

وفي منشور آخر رصدته عدن حرة على فيسبوك، قال ابوعوذل: " الهيئة الوطنية للإعلام مطالبة بالتحقيق في بيع أرشيف قناة عدن التاريخي، للجزيرة القطرية، دون ذلك يتم المطالبة بحل الهئية لأن ما عملته منذ اشهارها مش بحق الأثاث، حققوا مع حامد الشميري وخذوا منه التزام بعدم بيع اي أرشيف مستقبلا، أو اشتروا منه الأرشيف ليس عيبا، حتى لا يكون مادة صحفية تسخر ضد قضيتنا".

وكانت قناة الجزيرة القطرية بثت مساء الجمعة الحلقة الاولى من برنامج المتحري السياسي، وركزت فيه على أحداث 13 يناير الدموية التي شهدتها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية "اليمن الجنوبي" في عام 1986 بين ما عرف بالطغمة والزمرة، والتي فجرها الرئيس علي ناصر محمد الذي كان آنذاك رئيسا للبلاد، بعد سنوات من اشعال الفتن وتأجيج النعرات والخلافات بين رفقاء السلاح، وفقا لمخططات وأيادي خارجية، استخدمت سياسة فرق تسد، وتمكنت من ذلك، وهو ما تسبب بخلخلة دولة اليمن الجنوبي واضعاف قوتها وانقسام جيشها وقادتها الذي ساهم في نجاح غزوها عسكريا في وقت لاحق وتحديدا في 1994 من قبل جحافل جيش اليمن الشمالي، واحتلال الجنوب.

وبعد نحو 12 عام تقريبا وتحديدا في 13 يناير 2006، تمكن الجنوبيون من إعادة لملمة صفوفهم واستفاقوا وأدركوا ما خطط لهم، واستطاعوا من ابرام اتفاقية التصالح والتسامح الجنوبي من العاصمة عدن، ليبدأوا مرحلة جديدة من النضال السلمي حتى 2014 ثم العسكري في 2015 الذي مازالت جذوته تتقد في محافظات الجنوب الشرقية حتى اليوم.