منوعات

الثلاثاء - 25 نوفمبر 2025 - الساعة 05:54 م بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


يلاحظ الكثيرون مؤخرا تزايدا في مشاكل تساقط الشعر وتراجع صحته، ما يستدعي البحث الجاد عن الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة.

ويعد تساقط الشعر مؤشرا مهما على وجود خلل في النظام الصحي العام للجسم، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن النظام الغذائي يلعب دورا محوريا في هذه المشكلة، حيث تظهر الإحصاءات أن أكثر من 60% من حالات تساقط الشعر مرتبطة بعادات غذائية غير صحية.

ويؤكد الخبراء أن العوامل الغذائية تتجاوز مجرد نقص الفيتامينات لتشمل أنماط الاستهلاك اليومي، حيث تسجل المستشفيات والعيادات المتخصصة ارتفاعا ملحوظا في حالات تساقط الشعر المرتبطة بالإفراط في تناول السكريات والكربوهيدرات المكررة.

وتكشف الأبحاث المنشورة في المجلات الطبية العالمية عن وجود علاقة طردية بين استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة وتسارع معدلات تساقط الشعر، ما يجعل من الضروري إعادة النظر في العادات الغذائية كجزء أساسي من أي خطة علاجية فعالة.

ووفقا لأخصائية التغذية فيني كودامالا، تؤثر المشروبات السكرية والمعجنات والأطعمة المقلية سلبا على صحة الشعر من خلال ثلاث آليات رئيسية: إثارة الالتهابات، واختلال التوازن الهرموني، وتهيج فروة الرأس.

وتكشف فيني عن الآلية الدقيقة لتأثير السكر على الشعر قائلة: "عندما تزداد كمية السكر في النظام الغذائي، يضطر البنكرياس إلى إنتاج المزيد من الإنسولين، ما يؤثر سلبا على الأوعية الدموية الدقيقة في فروة الرأس. وعندما يفيض الجسم بالسكر، يتحول إلى مسارات ثانوية لمعالجته، ما يستنزف الطاقة المخصصة لخلايا نمو الشعر، فيصبح الشعر ضعيفا وأقل سمكا مع مرور الوقت".

ولا تقتصر المشكلة على السكر المباشر، فالكربوهيدرات البسيطة في الحلويات والكعك تسبب ارتفاعا حادا في سكر الدم، كما أن الإفراط في تناول الأطعمة فائقة المعالجة - تلك المنتجات الصناعية التي تحتوي على مواد حافظة ومحليات - يساهم بشكل غير مباشر في تساقط الشعر.

وقد أكدت دراسة علمية نشرت في مجلة "التغذية والصحة" هذه العلاقة، حيث وجدت أن الرجال الذين يستهلكون أكثر من ثلاثة لترات ونصف من المشروبات الغازية أسبوعيا أكثر عرضة للإصابة بالصلع.

أما عن الأطعمة المقلية التي تزداد شعبيتها في الأسواق الشتوية، فتوضح فيني أنها تحفز الغدد الدهنية على الإفراط في إنتاج الزيوت، ما يؤدي إلى تهيج فروة الرأس واضطراب بيئة نمو الشعر الصحية.

وفي ظل هذه التحديات، تقدم أخصائية التغذية قائمة بالأطعمة التي تستدعي الاعتدال في تناولها خلال فصل الشتاء، مثل المشروبات الموسمية المحلاة مثل لاتيه اليقطين والشوكولاتة الساخنة، والكعك المحلى (الدونات)، والفطائر، والبسكويت، والبطاطا المقلية، والمعجنات، والوجبات السريعة.

واللافت أن الميل نحو هذه الأطعمة في الشتاء ليس مجرد صدفة، فالتغيرات الموسمية تؤثر بشكل عميق على عاداتنا الغذائية. وتفسر فيني هذه الظاهرة بالقول: "مع قصر النهار وقلة التعرض للضوء الطبيعي، تختل الساعة البيولوجية الداخلية التي تنظم ليس فقط دورات النوم والاستيقاظ، ولكن أيضا عملية التمثيل الغذائي وإفراز الهرمونات.

وعندما نأكل في ساعات الظلام، كما يحدث غالبا في الشتاء، يزداد هذا الاختلال، ما يعطل إيقاعات الإنسولين ويطلق نوبات الشراهة نحو السكريات والدهون". المصدر: ذا صن