أخبار عدن

الأحد - 08 يونيو 2025 - الساعة 10:59 م بتوقيت اليمن ،،،

كرم أمان


التقيت به وقابلته وجها لوجه للمرة الأولى منذ تعيينه قبل سنوات قائدا لشرطة مدينة كريتر "مديرية صيرة" ، قبيل عيد الأضحى المبارك ببضعة أيام في مركز الشرطة ، عندما ذهبت إليه كوسيط ، طامعا منه بالتدخل لإيجاد حل لمشكلة بسيطة عارضة بين جيراني في منطقة سكني .

استقبلنا العقيد نبيل عامر قائد شرطة كريتر "مديرية صيرة" حينها بكل احترام وتواضع وبوجه بشوش مبتسم يتصبب منه العرق ويبدو عليه التعب والارهاق نتيجة لانشغاله بالعديد من المشاكل المتعلقة بقضايا الناس في المديرية ، وأبدى تقديرا لمساهمتي في معالجة مشكلة مجتمعية عارضة في الوسط السكني الذي أعيش فيه .

للأمانة، وكلمة حق يجب أن أقولها ، كنت اتواصل - كإعلامي - هاتفيا فقط مع العقيد نبيل عامر بين فترات متباعدة ، لاسيما عندما كنت أريد أن استفسر منه حول بعض القضايا المجتمعية ، أو لأخذ تصريح صحفي بشأن أخرى ، كانت الصورة التي رسمتها في مخيلتي عن العقيد نبيل عامر "مشوشة" قليلا (والله لا سامح من تعمد على تشويشها وتوحيشها) ، فما رأيته ولمسته عند مقابلته كان مغايرا تماما بل على النقيض والعكس كليا ، وهذه حقيقة لابد من قولها والتأكيد عليها .

وما أود التأكيد عليه أيضا ، أن رسالتي هذه تعبر عن رأيي الشخصي فقط ، وما رأيته بعيني ولمسته أمامي من معاملة العقيد نبيل عامر معي شخصيا ومع بعض المواطنين من سكان المديرية الذين كانوا حاضرين حينها لتقديم شكوى أو عرض مشكلة أو الإبلاغ عن أخرى .

كانت الساعة تقترب من 11 صباحا ، حاول العقيد نبيل أن لا يظهر لنا بأن باله مشغولا بأمر ما ، حيث أبدى لنا طولة باله ونفسه الطويل وصبره الكبير لسماع كل تفاصيل القضايا والمشاكل المجتمعية المعروضة امامه ، حتى الصغيرة منها، مقدما كافة الحلول والمعالجات المناسبة والرصينة التي ترضي الجميع، حلول ومعالجات تؤكد حقيقة واحدة وهي أن استخدام القوة المفرطة والصرامة الشديدة ليست الأسلوب الوحيد والأوحد للمسؤول الأمني وقائد الشرطة ، حيث بدى لي بأنه على علم كبير بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ، ومدركا تماما بمهنته وكل تفاصيل حقوقها وواجباتها ، والأهم من ذلك كله أننا لمست إنسانيته الكبيرة وتقديره اللامحدود للأوضاع المعيشية الراهنة وما ترتب عليها من "أزمة أخلاق" وتخلي بعض المواطنين مكرهين عن قيمهم ومبادئهم وعاداتهم وتقاليدهم، للأسف الشديد.

وفعلا ، علمت بعدها بأن العقيد نبيل كان يهم مع عناصر الشرطة لتنفيذ حملات أمنية في أسواق شوارع المدينة لضبط بائعي ومروجي الألعاب النارية والمفرقعات الشديدة التي انتشرت كثيرا مع قرب عيد الأضحى، لكنه لم يظهر لنا بأنه مشغول أو متضايق من إطالة مدة تواجدنا أو تعطيلنا لعمله .

ما يجدر بي الإشارة إليه أيضا وله أهمية كبرى ، أننا لمست في شخص العقيد نبيل ماقتا للمناطقية والعنصرية، كارها الوساطة والمحاباة، رافضا لكل أشكال المحسوبية والاستثناءات، يتعامل مع الجميع على حد سواء وبدون استثناء .

ختاما، من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، فيجب عليا كمواطن عدني أن أسطر هذه السطور ، التعبير عن شكري وتقديري وامتناني لشخص العقيد نبيل عامر ، كإنسان وكأخ عزيز وكقائد شرطة محترم ومهم بحجم مدينة كريتر "عدن القديمة" وأهميتها الكبيرة للحبيبة عدن وأبناء عدن وأهاليها وكافة سكانها والقاطنين فيها .

قد تكون سطوري هذه تحمل بعض المبالغة أو ربما جاوزت قدري في المدح والثناء، لكن ما يهمني فعلا أنني سطرت ما رأيته بأم عيني ولمسته أمامي من معاملة راقية وأسلوب مسؤول من شخص نبيل الذي استطاع وللأمانة وبكل جدارة من اسدال الستار على تلك التلفيقات والإدعاءات التي حاولت تشويه صورته والنيل من سمعته، مع تأكيدي ويقيني التام بأن العقيد نبيل كباقي البشر ليس كاملا ، فالكمال لله تعالى وحده ، وكما يقول المثل "لكل جواد كبوة" ، لكن المهم في الأمر الحفاظ على تلك القيم والمبادئ وروح الإنسانية في التعامل مع الله أولا ثم مع الناس ، وهو الأمل الكبير الذي يحذوني من شخص العقيد نبيل حفظه الله ووفقه في مهامه .

عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير 

كرم خالد شفيق أمان
عدن