منوعات

الأربعاء - 20 مارس 2024 - الساعة 12:10 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


نتعرف وإياكم في هذا الموضوع عن شكل الحياة والمخلوقات ما قبل أبونا آدم وأمنا حواء عليهما السلام، بالإضافة إلى نبي الله شيت عليه السلام، وهو أول نبي بعد وفاة أبونا آدم. وهناك تساؤلات تراود البعض:

هل كان قبل آدم عليه السلام خلق غير الملائكة والجن؟
هل أتت أمنا حواء من ضلع آدم؟

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة ص : قل هو نبأ عظيم، أنتم عنه معرضون، ما كان لي من علم بالملاء الأعلى إذ يختصمون، إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين.

فلا سبيل لنا إلا وحي الله سبحانه وتعالى.

من هنا نعلم أن المخلوقات العاقلة في هذا الوجود ثلاثة أصناف : الملائكة والجن الإنس.

الملائكة والجن من عالم الغيب الحاضر ، وطريقة معرفة عالمهم هي النصوص ، وهي محصورة في الآيات الصريحة والأحاديث الشريفة.

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة ثم الجن ثم الإنس بهذا التتابع ، حيث أن الملائكة مخلوقات نورانية ، وأن الجن خلق من مارج من نار السموم، في حين بين لنا سبحانه وتعالى مراحل خلق آدم وهي :

- من تراب .
- ثم طين .
- ثم طين لازب .
- ثم صلصال من حمإ مسنون .
-ثم من صلصال كالفخار .
- ثم سواه وصوره .
- ثم نفخ فيه من روحه سبحانه وتعالى.

وللاشارة فإن الله تعالى خلق آدم على صورته التي هو عليها ، حيث أن الضمير يعود إلى آدم ،أي أن الله خلق آدم على صورته وهيئته دون أن يتغير ولا أن يتطور كما يعتقد الداروينية التي ترجع الأصل إلى حيوان والله تعالى يقول : وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين. بشر وليس حيوان. !!!.

لما أخبر الله عز وجل ملائكته بأنه جاعل - وليس سأجعل - في الأرض خليفة، فهو قول من باب الإخبار والإعلام ، لا من باب الاستشارة والحوار كما يظن البعض ، لأن ما أراده الله فهو واقع لا محالة.

أما استفهام الملائكة فهو استفهام ليس للإنكار ، لأن الملائكة لا تنكر على الله شيئا أراده، فهم لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ،قالت الملائكة : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟

لعلهم عرفوا ذلك وتوقعوه من باب الفطنة لا غير ، لأنه خارج عن جنسهم المجبول على طاعة الله عزوجل ، كما أن الله تعالى لم يخطئهم في توقعهم فقال سبحانه وتعالى : قال إني أعلم ما لا تعلمون.

هذا هو آدم، فمن هي حواء إذا؟

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجال كثيرا ونساءا. الآية 1 من سورة النساء.

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل اعوج فاستوصوا بالنساء خيرا.

فهل تصرح الآية الكريمة وهل يصرح الحديث الشريف بأن الله خلق حواء من ضلع آدم؟

وهل يوضحان أن آدم كان نائما في الجنة فلما استيقظ وجد حواء بجانبه فتفقد اضلاعه فوجدها ناقصة؟

بعض العلماء اعتبر أن هذا تصريحا واتخدوه نصا صريحا على أن حواء خلقت من ضلع آدم، ولهذا ذهبوا إلى أن حرف من في قوله تعالى - وخلق منها زوجها - للتبعيض أي أن حواء مخلوقة من بعض جسم آدم.

وهناك علماء آخرون لا يرون هذا ونحن مع هذا الفريق نرى أن معنى قوله تعالى - وخلق منها زوجها - أي أن الله خلق الرجل والمرأة من هذه النفس الواحدة فالرجل نفس إنسانية سوية والمرأة كذلك نفس إنسانية سوية، وهذا تكريما لها وخصوصا أن الآية هي بداية لسورة النساء.

أما كيفية خلق حواء فهذا ليس مقصود الآية الكريمة ولذلك سكتت عنه ولم تفصل فيه، كما أن الحديث الشريف الذي أوردناه لا يتكلم عن خلق حواء من ضلع آدم، وإنما يتكلم عن طبيعة المرأة ونفسيتها، ولهذا يأتي في آخر الحديث قائلا : استوصوا بالنساء خيرا.

الضلع الوارد في الحديث كما نرى ونرجح ليس ضلع آدم ، وإنما جاء للتصوير المعنوي لعاطفة المرأة ونفسيتها ، كما أن موضوع خلق حواء والكيفية والمادة التي خلقت منها حواء مسكوت عنه في النصوص، فهو من مبهمات القرآن الكريم التي لا يجوز بيانها طالما لم تبنيها النصوص والله تعالى أعلى وأعلم.

-----------------------

شيث عليه السلام

لما مات آدم عليه السلام قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام وكان نبياً. ومعنى شيث: هبة الله، وسمياه بذلك لأنهما رزقاه بعد أن قُتِلَ هابيل.

فلما حانت وفاته أوصى إلى أبنه أنوش فقام بالأمر بعده، ثم بعده ولده قينن ثم من بعده ابنه مهلاييل - وهو الذي يزعم الأعاجم من الفرس أنه ملك الأقاليم السبعة، وأنه أول من قطع الأشجار، وبنى المدائن والحصون الكبار،

وأنه هو الذي بنى مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى وأنه قهر إبليس وجنوده وشردهم عن الأرض إلى أطرافها وشعاب جبالها وأنه قتل خلقاً من مردة الجن والغيلان، وكان له تاج عظيم، وكان يخطب الناس ودامت دولته أربعين سنة.

فلما مات قام بالأمر بعده ولده يرد فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ولده خنوخ، وهو إدريس عليه السلام.