الخميس - 03 يوليو 2025 - الساعة 12:50 م
بعد ثلاث سنوات من نقل السلطات الرئاسية إلى مجلس الثمانية ترهلت الأهداف العسكرية ومعها غاب الحديث عن الحرب والسلام، ودخلت البلاد عتمة سياسية وعسكرية واقتصادية ساهمت في منح الحوثيين مساحة للاستعراض العسكري إقليميا ودوليا، فضلا عن أنها خلقت سخطا شعبيا عارما ضد الشرعية في الجنوب والشمال على حد سواء.
لقد جاءت مشاورات الرياض وقبلها اتفاق الرياض كمحاولة لاحتواء الأطراف الجنوبية ودمجها في سلطة عاجزة عن تقديم أي شيء للمواطنين، ومن ثم إحراقها جنوبا، غير أن ما كان غائبا عن مهندسي تلك الاتفاقات أن هذه المساعي والأهداف ستضرب الشرعية اليمنية ضربة قاسمة، وستجعل من شعارات "قادمون يا صنعاء" مجرد أحلام بعيدة المنال.
اتذكر أنني كتبت مقالا حينما تشكل مجلس القيادة الرئاسي بعد مشاورات الرياض تحدثت فيه عن ضرورة وجود خطة مزمنة تضمن تحركا عسكريا باتجاه صنعاء، أو على الأقل التصعيد بهدف اجبار جماعة الحوثيين على العودة للمشاورات السياسية.
ومما تطرقت إليه يومها أنه من غير المنطقي أن يدخل الشمال والجنوب في شراكة بالسلطة في حين أن ٩٠٪ من الشمال مختطف بيد مليشيا الحوثي، وهذه مؤامرة ليس على الجنوب، بل على الشمال نفسه، حيث لم نشهد خلال الثلاث السنوات الماضية أي محاولة لاسترداد حتى مديرية واحدة هناك، لم نشهد أي استعدادات عسكرية حقيقية، لم نشهد أي تعبئة شعبية، لم نشهد أي خطط واستراتيجيات من شأنها أن تشكل أي خطورة على الحوثيين.
بعد ثلاث سنوات نعود ونقول إن أي اتفاقات قادمة دون أن يكون لها سقف زمني لن يكون لها أي جدوى، بل ستزيد الأوضاع سواء، وستمكن الحوثيين بشكل أكبر من الشمال.
نقول ذلك ونحن نتابع أخبارا كثيرة عن تغيرات قادمة قد تطيح بمجلس القيادة الرئاسي، على أن تبقى القضية الجنوبية فقرة مخلصها إطار خاص غير مزمن، وهذا خطأ كبير يبقي الشمال خارج الدولة، ويقلص من رغبة القادة السياسيين والعسكريين من العودة إلى صنعاء.
جمال حيدرة