أخبار وتقارير

السبت - 02 سبتمبر 2023 - الساعة 12:10 ص بتوقيت اليمن ،،،

عاصم بن قنان الميسري


في مقالنا الماضي بعنوان "لماذا مذحج" الجزء الأول منه كانت كتابتي حول تاريخ وفضل قبيلة مذحج جمجمة من جماجم العرب لها تاريخ عريق وكبير جدا" لانستطيع ان نحصره في مقال او حتى عشرة انما نحاول ان نختصر عناوين من تاريخ هذة القبيلة العظيمة منذ بزوغ فجر تاريخ ممالك اليمن

ونوضح اليكم تاريخ هذة القبيلة منذ العهد القديم حيث تندرج مذحج ضمن بطون قبائل من نسل الملك كهلان بن سبأ اول من تولى الأمارة على الثغور وقاد الجيوش بجانب اخيه الملك حمير ابناء سبأ عبد شمس بعد وفاته ،فأوصى سبأ ابناءه ان لحمير الملك والقضاء ، ولأخيه كهلان الجيوش والثغور ،حتى اذا توفيا خلفهم ابناءهم حيث استمروا على هذا النظام فترة طويله الذي وضعه واوصاهم اياه اباهم سبأ عبد شمس حيث ابناء كهلان يسندون ابناء عمهم حمير في الملك وادارة شؤون البلاد

فكانت كهلان فيها العدة والعتاد والجيوش والكثافة السكانية والبشر الذي كانوا يرتحلون خلف الجيش حيثما غزاء او سار فاتح البلدان تستوطن تلك القبائل والسكان فأوطن منهم الكثير على امتداد الجزيرة العربية وشكلوا الممالك والاسواق وكانت تجمع منهم الجبايات وترسل الى مقر الدولة والملك ابناء حمير لادارة الشؤون الادارية والسياسية للبلاد واستمرت هذة القوة بين أبناء حمير ومذحج حتى قويت شوكتهم ومن ذا الذي كان يستطيع الوقوف امام زحفهم فقد غزوا الترك والفرس واسقطوا عروشهم وغزى الهند والصين والسند وأفريقيا وبلاد الرافدين والشام فأوطنوا في هذة البلدان اسر وشعوب استقرت فيها

ومن هنا جاءت مقوله اليمن أولا" ثم جاء التاريخ ستجدوا تاريخ هذة الشعوب في كتاب وصايا الملوك ، انما موضوع هنا هو قبيلة مذحج إحدى بطون قبائل كهلان بن سبأ حتى استقلت بأسمها (مذحج) وهو لقب للمكان التي أجتمعت فيه قبائل تنتمي للجد الجامع لهذة القبائل وهو (مالك) بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان ، وقبل ان ندخل في تفاصيل الصراع التاريخي المتوسط للصراع مابين مذحج والفرس وكل من كان عدو للأسلام والمسلمين ونكست راياتهم امام زحوف قبائل مذحج الطعان .

- دعونا نتعرف على جزء بسيط من تاريخ نسب بطون قبائل عله وفخود قبائل مذحج في زمن بداية البعثة النبوية والأسلام كون ان البعض كان قد طلب معرفة وشرح وتوضيح اسماء قبائل عله وقبائل مذحج لذالك اسثتنينا هذا المقال لهذا الجانب لكي نتدرج في الأسهاب في ذكر تاريخ مذحج العظيم خلال فترات زمنية متتابعة لترسيخ تاريخ هذة القبائل لدئ الأجيال

1- نسب قبيلة عله بن جلد بن مذحج

قبائل عله قبائل مذحجية كهلانية سبئيه عريقة ولها تاريخ عظيم في صدر الأسلام ونصرته ، كما ان لها أخبار عند العرب لا يشبهم بها أحد ولا في عزهم وشرفهم وشجاعتهم وفصاحتهم ومنهم الكثيرر عددا" في البلاغة والشعر والشجاعة والتدين أعلام ومخضرمين وفقهاء كثير ،

وقد حازوا على مكانه خاصة من دون باقي القبائل العربية في زمن ظهور الأسلام فقد راسلهم النبي وجاؤا اليه ملبين وناصروا ابي بكر الصديق في استنفاره للجهاد ضد حروب الردة وضد الفرس والروم ايضا" كانوا سيف الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في فتح بلاد الرافدين وطرد الفرس منها وتحطيم اسوار مملكة فارس وغنموا تيجان كسرى وهدوا بناءها للأبد كذالك كسر جبروت الروم وطردهم من الشام وملاحقتهم لمصر

ولهذا اليوم واللحظة العراق والشام بلاد عربية اسلامية خالصة بفضل الله ورسوله وقبائل مذحج بشكل خاص كونهم كانوا الأكثر عددا" في الجيوش الأسلامية كتائب مدججه بفرسان وابطال وكبار الزعماء وستضل هذة المناطق عربية أسلامية مابقيت مذحج وبقيت عله الجموع الذين حازوا دعوات النبي وخلفاءه من بعده وجموع المسلمين رضوان الله عليهم وارضاهم جميعا" ، يقول صلى الله عليه وسلم في نص حديثة الصحيح ....( اكثر اهل الجنة اهل اليمن واكثرها قبيلة مذحج ) ..حديت صحيح

تنسب قبائل عله المشهورة الى جد قديم ويدعى / عله بن جلد بن مذحج
ومذحج – هو مالك بن ادد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان

2- بطون قبائل مذحج

١• عله بن جلد بن مذحج
٢• زيد بن مذحج (عنس)
٣• يحابر بن مذحج (مراد)

٤• سعد العشيرة بن مذحج
٥• (لميس بن مذحج (دخلوا في عنس)

3- بطون قبائل حرب بن (عله) بن جلد بن مذحج

١- حرب بن عله بن جلد
٢• بنو رهاء بن منبهة بن حرب بن عله بن جلد (الرهاويين)
٣• بنو صداء بن يزيد بن حرب بن عله بن جلد

٤• بنو جنب بن يزيد بن حرب بن عله بن مذحج
(منبه والحارث والعلي وسنحان وشمران وهفان)
٥• بنو يزيد بن حرب بن عله بن جلد

4- بطون قبائل عمرو بن (عله) بن جلد بن مذحج

ومن ذرية عمرو بن عله بن جلد التي منها اكثر قبائل عله ومذحج وهم :

• بنو النخع وهو جسر بن عمرو بن عله بن جلد
• بنو مسلية بن عامر بن عمرو بن عله بن جلد
• بنو الحارث بن كعب بن عمرو بن عله بن جلد
(جمهرة انساب العرب – ابن حزم)

وهذة هي بطون مذحج ، وبطون قبائل عله بن جلد بن مذحج المنتشرة بكثرة في اليمن حيث تنتسب اليها اليوم قبائل عله في أبين وشبوة والبيضاء والرهاويين والصدائيون العوالق العلياء وبني جعرة في دثينة وفي البيضاء والجنبيين في ذمار وغيرهم في مأرب و حدود جنوب السعودية (نجران) وعسير وغامد وقحطان وغيرهم من قبائل مذحج عنس ومراد وسعد العشيرة ويزيد وجعفي لاحقا" مع وفادتهم الى النبي صلّى الله عليه وسلم..

4- زعماء وملوك مذحج وعله ورسائل النبي ووفادتهم اليه

١- وفد قبيلة بني الحارث بن كعب الى النبي صلى الله عليه وسلم

نسبه : وهو الحارث بن كعب بن عمرو بن عله بن مالك (مذحج)، وهو مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في شهر ربيع الأول سنة عشر، سرية في أربعمائة إلى بني الحارث بن كعب بنجران وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام ثم كتب خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرهم بإسلامهم فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد النبي رسول الله إلى خالد بن الوليد، سلام عليك، فإنّي أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو: أما بعد فإن كتابك جاءني مع رسلك بنجران أن بني الحارث قد أسلموا قبل أن يقاتلوا وأجابوا ما دعوتهم إليه من الإسلام وشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن قد هداهم الله بهداه فبشرهم وأنذرهم وأقبل وليقبل معك وفدهم، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته".

فأقبل خالد بن الوليد إلى رسول الله وأقبل وفد بني الحارث بن كعب فيهم الصحابي قيس بن الحصين بن يزيد بن قنان ذو الغصة، يزيد بن عبد المدان، ويزيد بن المحجَّل، وعبد الله بن قريظ الزيادي، وشداد بن عبد الله القَناني، وعمرو بن عبد الله الضبابي فلما قدموا على رسول الله فرآهم قال: من هؤلاء القوم كأنهم رجال الهند؟ لما كان عليهم من جمال وسمرة ومن لباس الحرير والسيوف الغاليه قيل: يا رسول الله هؤلاء بنو الحارث بن كعب، فلما وقفوا عند رسول الله سلموا عليه، فقالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال رسول الله:" وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، ثم قال رسول الله: أنتم الذين إذا زجروا استقدموا"، فلم يراجعه منهم أحد، ثم أعادها رسول الله الثانية والثالثة والرابعة، فقال يزيد بن عبد المدان: نعم يا رسول الله، نحن الذين إذا زجرنا استقدمنا، فقالها أربع مرات، فقال رسول الله: "لو أن خالد بن الوليد لم يكتب إليَّ فيكم أنكم أسلمتم ولم تقاتلوا لألقيت رؤوسكم تحت أقدامكم"، فقال يزيد بن عبد المدان: أما والله يا رسول الله ما حمدناك ولا حمدنا خالدا، فقال: فمن حمدتم؟ قالوا: حمدنا الله الذي هدانا بك، قال: صدقتم، ثم قال رسول الله:" بم كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية؟" قالوا: لم نكن نغلب أحدا، فقال رسول الله: "بلى قد كنتم تغلبون من قاتلكم"، قالوا: يا رسول الله، كنا نغلب من قاتلنا أنا كنا بني عبيد وكنا نجتمع ولا نتفرق، ولا نبدأ أحدا بظلم، قال:" صدقتم"، ثم أمّر رسول الله على بلحارث بن كعب قيس بن الحصين فرجع فرجع وفد بلحارث بن كعب إلى قومهم ولم يمكثوا بعد أن قدموا إلى قومهم إلا أربعة أشهر حتى توفي رسول الله.

٢- وفد عمرو بن معديكرب مع قومه بني زبيد من سعد العشيرة

وقد كان عمرو بن معدي كرب قال لقيس بن مكشوح المرادي حين انتهى إليهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا قيس إنك سيد قومك، وقد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقال له: محمد قد خرج بالحجاز يقال: إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه فإن كان نبيا كما يقول، فإنه لن يخفى علينا إذا لقيناه اتبعناه، وإن كان غير ذلك علمنا علمه، فأبى عليه قيس ذلك وسفه رأيه، فركب عمرو بن معدي كرب حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وصدقه وآمن به.

فلما بلغ ذلك قيس بن مكشوح أوعد عمرا وقال: خالفني وترك أمري ورأيي. فقال عمرو بن معدي كرب في ذلك:

أمرتك يوم ذي صنـ ـعاء أمرا باديا رشده
أمرتك باتقاء اللـ ـه والمعروف تتـعده
خرجت من المنى مثل الـ ـحمير غره وتده
تمناني على فرس عليه جالسا أسده
فلو لاقيتني للقيـ ـت ليثا فوقه لبده

٣- وفود فروة بن مسيك المرادي أحد رؤساء قومه مراد إلى النبي صلى الله عليه وسلم

قبيلة مراد : ولدُ مُراد بن مالك (مَذْحـِج): ناجية، وزاهر. ومن زاهر بن يُحابر الفارس المشهور قيس بن مكشوح وأسمه هُبيرة.

قدم فروة بن مسيك المرادي مفارقا لملوك كندة، ومباعدا لهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان بين قومه مراد وبين همدان وقعة قبيل الإسلام، أصابت همدان من قومه حتى أثخنوهم، وكان ذلك في يوم يقال له: الردم، وكان الذي قاد همدان إليهم الأجدع بن مالك.

يقول فروة بن مسيك عنها :

مررن على لفات وهن خوص ينازعن الأعنة ينتحينا
فإن نغلب فغلابون قدما وإن نغلب فغير مغلبينا
وما إن طبنا جبن ولكن منايانا وطعمة آخرينا
كذاك الدهر دولته سجال تكز صروفه حينا فحينا

ولما توجه فروة بن مسيك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مفارقا ملوك كندة قال:

لما رأيت ملوك كندة أعرضت*** كالرجل خان الرجل عرق نسائها
قربت راحلتي أؤم محمدا *** أرجو فواضلها وحسن ثرائها

قال: فلما انتهى فروة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له - فيما بلغني -: "يا فروة هل ساءك ما أصاب قومك يوم الردم". فقال: يا رسول الله من ذا الذي يصيب قومه ما أصاب قومي يوم الردم لا يسوءه ذلك؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أما إن ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلا خيرا". واستعمله على مراد وزبيد ومذحج كلها، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة، فكان معه في بلاده حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

٤- وفد زياد بن الحارث الصدائي إلى النبي عليه السلام

نسبهم : ولد جَلْد بن مالك (مَذْحـِج): عُلة بن جَلْد بن مالك. فولد عُلَة بن جَلْد: عمرو ابن عُلَة، وحَرْب بن عُلْة بن جَلْد بن مالك فولد حرب بن عُلَة: منبه، ويزيد.
ولد يزيد بن حَرب بن عُلة: صُداء، بطن ضخم، ومُنبه، والحارث، والغلى، وسِنحان، وهِفان، وشِمْران، وتحالف هؤلاء الستة على ولد أخيهم صُداء، فسُموا جَنْب.

وقال انما سُموا جَنْب: عندما حالفت جَنْـب وهم الستة المذكورون بنو يزيد بن حرب بن عُلة بن جلد ابن مالك (مذحج)، بني عمهم سعد العشيرة، وحالفت صُداء إخوتهم، بني الحارث بن كعب بن عمرو بن عُلة بن جَلْد ابن مالك (وهو مذحج).

قال زياد بن الحارث الصدائي : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام، فأخبرت أنه قد بعث جيشا إلى قومي. فقلت: يا رسول الله أردد الجيش وأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم. فقال لي: "اذهب فردهم". فقلت: يا رسول الله!إن راحلتي قد كلت، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فردهم. قال الصدائي: وكتبت إليهم كتابا فقدم وفدهم بإسلامهم. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا أخا صداء!إنك لمطاع في قومك". فقلت: بل هو الله هداهم للإسلام. فقال: "أفلا أومرك عليهم". قلت: بلى يا رسول الله. قال: فكتب لي كتابا أمرني. فقلت: يا رسول الله مر لي بشيء من صدقاتهم. قال:" نعم!".

فكتب لي كتابا آخر. قال الصدائي: وكان ذلك في بعض أسفاره، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فأتاه أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم، ويقولون: أخذنا بشيء كان بيننا وبين قومه في الجاهلية. فقال رسول الله: "أوفعل ذلك؟". قالوا: نعم!. فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وأنا فيهم فقال:" لا خير في الإمارة لرجل مؤمن". قال الصدائي: فدخل قوله في نفسي ثم أتاه آخر فقال: يا رسول الله أعطني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن". فقال السائل: أعطني من الصدقة. فقال رسول الله:" إن الله لم يرض في الصدقات بحكم نبي ولا غيره حتى حكم هو فيها، فجزأها ثمانية أجزاء، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك".

قال الصدائي: فدخل ذلك في نفسي أني غني، وإني سألته من الصدقة. قال: ثم إن رسول الله اعتشى من أول الليل فلزمته وكنت قريبا، فكان أصحابه ينقطعون عنه، ويستأخرون منه ولم يبق معه أحد غيري، فلما كان أوان صلاة الصبح أمرني فأذنت، فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله؟ فجعل ينظر ناحية المشرق إلى الفجر، ويقول: "لا" حتى إذا طلع الفجر نزل فقضاء حاجته، ثم انصرف إلي وهو متلاحق أصحابه، فقال: "هل من ماء يا أخا صداء؟". قلت: لا إلا شيء قليل لا يكفيك.

فقال:" اجعله في إناء ثم ائتني به". ففعلت فوضع كفه في الماء قال: فرأيت بين إصبعين من أصابعه عينا تفور. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا أني أستحي من ربي عز وجل لسقينا واستقينا، ناد في أصحابي من له حاجة في الماء". فناديت فيهم فأخذ من أراد منهم شيئا، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فأراد بلال أن يقيم. فقال له رسول الله:" إن أخا صداء أذن ومن أذن فهو يقيم". قال الصدائي: فأقمت، فلما قضى رسول الله الصلاة أتيته بالكتابين، فقلت: يا رسول الله أعفني من هذين. فقال: "ما بدا لك؟". فقلت: سمعتك يا رسول الله تقول:" لا خير في الإمارة لرجل مؤمن" وأنا أومن بالله وبرسوله. وسمعتك تقول للسائل: "من سأل الناس عن ظهر غنى فهو صداع في الرأس وداء في البطن" وسألتك وأنا غني.

فقال: "هو ذاك، فإن شئت فأقبل وإن شئت فدع". فقلت: أدع. فقال لي رسول الله:" فدلني على رجل أؤمره عليكم". فدللته على رجل من الوفد الذين قدموا عليه فأمره عليهم. ثم قلنا: يا رسول الله إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليها، وإذا كان الصيف قل ماؤها فتفرقنا على مياه حولنا، فقد أسلمنا وكل من حولنا عدو، فادع الله لنا في بئرنا فيسعنا ماؤها، فنجتمع عليه ولا نتفرق! فدعا سبع حصيات فعركهن بيده ودعا فيهن. ثم قال: "اذهبوا بهذه الحصيات فإذا أتيتم البئر فألقوا واحدة واحدة، واذكروا الله". قال الصدائي: ففعلنا ما قال لنا فما استطعنا بعد ذلك أن ننظر إلى قعرها - يعني: البئر -. وهذا الحديث له شواهد في سنن أبي داود، والترمذي، وابن ماجه

٥-وفد جعفي من سعد العشيرة

نسبهم : ويتفرع من ولد مالك (مذحج) خمسة فروع وهم: جَلْد بن مَذْحـِج، ويُحابر وهو مراد ابن مَذْحـِج، وزيد وهو عَنْس بن مَذْحِـج، وسَعْد العَشيرة بن مذحج وإنما سمي سعد العشيرة لأنه كان يركب من ولده لصُلبه في ثلاثمائة فارس، ولميس ابن مذحج

- وولد سَعْد العشيرة ابن مذحج: الحَكَـم بن سعد العشيرة وبه كان يكنى (أبا الحكم)، والصعب، ونمرة، وجُعْفِي، وعائذ الله، وأوس الله، وهذان، وزيد الله، وأنس الله، والحُر.

ذكر أنهم كانوا يحرمون أكل القلب، فلما أسلم وفدهم أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكل القلب، وأمر به فشوي وناوله رئيسهم وقال:" لا يتم إيمانكم حتى تأكلوه" فأخذه ويده ترعد فأكله وقال:

على أني أكلت القلب كرها وترعد حين مسته بناني.

٦- الصحابي الجليل/ عبدالجد بن ربيعة بن حجر الحكمي بن سعد العشيرة بن مالك (المذحجي)

وولد سَعْد العشيرة ابن مذحج: الحَكَـم بن سعد العشيرة وبه كان يكنى (أبا الحكم)، والصعب، ونمرة، وجُعْفِي، وعائذ الله، وأوس الله، وهذان، وزيد الله، وأنس الله، والحُر.

وفد سيد بني الحكم الصحابي الجليل عبدالجد بن ربيعة بن حجر الحكمي أسلم عام الوفود في السنة العاشرة للهجرة النبوية حين وفد على النبي ﷺ في قومه ، وهو من ضمن السته الزعماء والملوك والاقيال اليمنيين الذين فرش لهم النبي رداءه واكرمهم عند قدومهم اليه

وقال بن منده مثل بن عبد البر سواء وزاد عداده في أهل مصر ثم ساق من طريق سعيد بن عفير حدثني خلف بن المنهال حدثنا المصطلق بن سليمان بن الخطاب الحكمي عن الخطاب بن نصير الحكمي عن عبدِ اللّه بن حُلَيْل عن عبد الجَدِّ بن ربيعة: أَنه كان عند النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وعنده ناس من أَهل اليمن، وعنده عُيَيْنَة بن حِصْن، فدعا القوم فقاموا: فما بقي فينا أَحد إِلا النبي صَلَّى الله عليه وسلم ورجل يستره بثوبه، فقلت: ما هذه السُّنَّة؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "هذا الحياءُ، رُزِقه أَهلُ اليمنِ وحُرِمَه قَوْمُك".أخرجه الثلاثة

ومن مفاخر هذا الصحابي الجليل والشيخ المهيب عندما بسط النبي له رداءه الشريف ليجلس عليه مقرباً به هذا الشيخ اليه ومرحباً به، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي لكل ذي قدر قدرة من الاحترام والتبجيل وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم بعض زعماء القبائل العربية بفرش رداءه إكراماً لهم عند مقدمهم إليه.

قال لسان العرب الحسن بن أحمد الهمداني قصيدة ممتدحاً لبعض ملوك وأقيال وسادات وأشراف اليمن وهم ستة الأبيض بن حمل المأربي، جرير بن عبدالله البجلي، أبرهة بن شرحبيل الحميري، وائل بن حجر الحضرمي، عبدالجد بن ربيعة بن حجر الحكمي، الحارث بن عبد كلال الحميري الذين فرش لهم النبي صلى الله عليه وسلم رداءه الشريف إكراماً لهم :

إن النبي محمداً خير الورى بسط الرداء لجدكم في المسجد
ثم التقاه معانقاً ومسلما ومرحبا في الرحب أبيض فقعد
مانالها إلا جرير بجيلة بعد ابن حمال الرئيس السيد
والقيل أبرهة الشريف ووائل رأس الحضارم ذو الفعال الأوحد
أيضا وعبد الجد نال مناله أكرم بعبد الجد من متعجد
والحارث بن كلال سيد حمير وإذا يطاف لسابع لم يوجد

٦- الصحابي الجليل ثوبان بن بجدد الحكمي بن سعد العشيرة

مولى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ذكر المُفسِّرون في أسباب النزول للآية 69 من سورة النساء: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ٦٩﴾ [النساء:69]، أنها نزلت في ثوبان. قال ابن الكلبي:

نزلت في ثوبان مولى رسول الله ﷺ، وكان شديدَ الحبِّ له قليلَ الصَّبرِ عَنْهُ، فأتاه ذاتَ يومٍ وقد تغيَّر لونه ونحل جسمه، يُعرَفُ في وجهِهِ الحزن، فقال له رسول الله: "يَا ثَوْبَانُ مَا غَيَّرَ لَوْنَكَ"؟ فقال: يا رسول الله ما بي من ضُرٍّ ولا وجعٍ غير أنِّي إذا لم أَرَكْ اشتقتُ إليك واستوحشتُ وحشةً شديدةً حتى ألقاك، ثم ذكرتُ الآخرة وأخافُ ألَّا أراكَ هناك؛ لأنِّي أعرف أنَّك تُرْفَعُ مع النبيين، وأنِّي وإنْ دخلتُ الجنَّة كنتُ في منزلةٍ أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنَّة فذاك أحرى ألَّا أرك أبدًا، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وعن أبي العالية الرياحي:" أن النبي قال: من تكفل لي أن لا يسأل أحداً شيئاً وأتكفل له بالجنة، فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحداً شيئاً".

٧- الصحابي الجليل عمار بن ياسر العنسي

من مذحج، صحابي كان من موالي بني مخزوم، ومن السابقين إلى الإسلام، شَهِدَ شهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم. قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم: "صَبْراً آل يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَوعِدَكمُ الجَنَّة".

هاولاء من اكبر زعماء وصحابة مذحج وممن وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم عندما راسلهم ودعاهم للأسلام فقد اقلبوا عليه ووفدوا وآمنوا به وصدقوا واحسن اسلامهم ، لذالك أحببت ان اشارك معكم فضل هولاء في جانب تلبيتهم ووفودهم مجيبين لدعوة الأسلام ورسوله ونصرة دين رب العالمين ضد اعداء الأسلام والمسلمين .

في معركة القادسية شاركت قبائل عله بكل ثقلها في الفتح العظيم ذاك اذ انهم نفروا في سبيل الله خفافا" وثقالا فيهم الشاب والرجل والطفل والكهل حتى النساء وبقيت مساكنهم في اليمن خاوية حتى اذا حان وقت رجوعهم او الاغلبيه منهم في زمن العباسيين بسبب ما تعرضوا له من مضايقات عبر الفرس والعجم الداخلون في الأسلام والذين استطاعوا الوصول لمفاصل الحكم والقرار ولم يتجاهلوا ثأرهم من مذحج وعله في فترة (العباسيين) لما كان لقبائل عله ومذحج من فضل في تحطيم اسوار كسرى وفتح العراق واستيطانهم بها وفتح الشام ، وعندما اتى عمرو بن معديكرب الزبيدي المذحجي الى عمر بن الخطاب برساله من سعد بن ابي وقاص الأنصاري قائد المعركة جاء فيها :

وقد وصفهم عمرو بن معدي يكرب الزبيدي لعمر بن الخطاب حين أوفده إلى سعد بن أبي وقاص، بعد فتح القادسية، فقال له عمر(يسأله عن مذحج) وذالك بعد ما كان لهم بلاء عظيم في ترجيح كفة المسلمين ضد الفرس واستشهد منهم نفر كثير ..

و ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب مقاتل الفرسان أن سعد بن أبي وقاص أوفد عمرو بن معديكرب الزبيدي المذحجي بعد فتح القادسية إلى عمر بن الخطاب ، فسأله عمر بن الخطاب ؟ عن سعد بن ابي وقاص كيف تركته ؟ و كيف رضا الناس عنه ؟

فقال يا أمير المؤمنين هو لهم كالأب يجمع لهم جمع الذرة أعرابي في نمرته
أسد في تامورته نبطي في جبايته يقسم بالسوية و يعدل في القضية و ينفر في السرية.

وكان حينها سعد بن ابي وقاص قد كتب يثني على عمرو بن معديكرب وهو لايعلم في رسالته للخليفه عمر بن الخطاب فقال عمر رضي الله عنه :
لكأنما تعاوضتما الثناء كتب يثني عليك و قدمت تثني عليه فقال لم أثن إلا بما رأيت قال دع عنك سعدا و أخبرني عن مذحج قومك.

قال عمرو بن معديكرب : في كل فضل و خير فقال ما قولك في علة بن جلد :قال أولئك فوارس أعراضنا أحثنا طلبا و أقلنا هربا قال فسعد العشيرة قال أعظمنا خميسا و أكبرنا رئيسا و أشدنا شريسا قال فالحارث بن كعب قال حكمة لا ترام قال فمراد قال الأتقياء البررة و المساعير الفجرة، ألزمنا قرارا و أبعدنا آثارا.
قال فأخبرني عن الحرب قال مرة المذاق إذا قلصت عن ساق من صبر فيها عرف و من ضعف عنها تلف و إنها لكما قال الشاعر:

الحرب أول ما تكون فتية تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا استعرت و شب ضرامها عادت عجوزا غير ذات حليل
شمطاء جزت رأسها و تنكرت مكروهة للشم و التقبيل
(شرح نهج البلاغة ج12)

٦- قبائل عله بن جلد بن مذحج ومناطق انتشارها

تنتشر قبائل عله بن جلد بن مذحج في مناطق عسير وجنوب السعودية ،وكذالك في منطقة صور وظفار في سلطنة عمان وفي مناطق ابين وشبوة والبيضاء ومارب في بلاد اليمن

ومن اشهر القبائل التي تنتسب الى عله بن جلد بن مذحج :

أ‌- قبائل تنتسب الى حرب بن عله بن مذحج
(رهاء بن منبه بن حرب – صداء بن يزيد بن حرب – جنب بن يزيد بن حرب)

1- قبائل شمران في السعودية ينتسبون إلى شمران بن يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مدحج بن أدَدْ

2- قبيلة البطحري في عمان الى تنتسب الى - بطحر بن يزيد بن حرب بن عله بن جلد بن مالك (مذحج ) بن أدد

3- بني هاجر ينتسبون إلى الضياغم من شريف من عبيدة في حلف جنب أبناء يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك بن أدد , ومالك بن أدد هو مذحج بن كهلان .

4- قبيلة الحباب: وهم أبناء حباب بن عمرو بن عامر بن سنحان بن يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك ، وهو مذحج .

5- قبيلة الجنيبي في عمان نسب قبيلة الجنبه هو جنب بن يزيد بن حرب بن عله بن جلد بن مذحج

6- قبيلة الجحادر وهم أبناء جحدر بن عبد الله بن سنحان بن زيد بن حرب بن عله بن مذحج

7- قبيلة سنحان تنتسب الى سنحان بن يزيد بن حرب بن عله بن جلد بن مذحج

8- قبيلة عبيدة تنتسب الى معاوية بن عمر بن معاوية بن الحارث بن منبه بن يزيد بن حـرب بن علــــة بن جلد بن مَذْحَج

9- قبيلة القحطاني في مناطق عسير وتنتسب الى جنب بن حرب بن عله بن مذحج

10- ال عبدالقادر (القادري) في شبوة تنتسب الى مدرك بن الحارث بن كعب بن منبه بن يزيد (جنب) بن حرب بن علة بن جلد بن مذحج

11- ال خنين تنتسب للمزايدة من ال عايذ من ال صقر من عبيدة في حلف جنب أبناء يزيد بن حرب بن عله بن جلد بن مالك بن مذحج

12- قبيلة العنابس سنحان هم ابناء عنبس بن عمر بن عمرو ابن عامر بن سنحان بن عامر من صداء وهو يزيد بن يزيد بن حرب بن عله بن جلد بن مذحج

ب‌- قبائل تنتسب الى عمرو بن عله بن جلد بن مذحج
(عامر بن عمرو - كعب بن عمرو – النخع بن عمرو )

1- بني الحارث (الحجاز)

تسكن في سراة الحجاز و وادي ترج و تعود الى الحارث ابن كعب حكام نجران سابقاً و هي من قبائل مذحج القحطانيه و قبيلة مذحج تفرع منها عدة قبائل اشهرها قبيلة جنب وسعد العشيرة و مراد و بالحارث .

وينسبون إلى الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك (مذحج )

2- بلحارث(نجران)

جزء من قبائل جشم يام بالحلف والترابط لا نسباً وهم لا يعودون الى همدان بل يرجعون الى الحارث ابن كعب من مذحج وهم اهل نجران و حكامه سابقا ولا يزالون يمثلون اغلب سكان نجران و تعتبر من اكبر القبائل عدداً

3- قبيلة-المعقل- وجدهم اسمه ربيعة بن كعب بن ربيعة بن كعب بن الحرث، من بني الحارث بن كعب بن عمرو بن عله بن جلد بن مذحج
ومواطنهم بقفار المغرب

4- قبائل بنير هم بني ارض بن مسلية بن عامر بن عمرو بن عله بن جلد بن مذحج وهو مالك بن أدد في اليمن محافظة البيضاء

5- قبيلة الشلاوية هي إحدى قبائل بالحارث المعروفة وهي قحطانية الأصل ويرجع نسبهم كالتالي الشلوي من بني الحارث بن كعب بن عمرو بن عله بن جلد بن مالك (السعودية وليبيا )

6- قبيلة بني هلال وهم بني هلال بن جشم بن عوف بن النخع بن عمرو بن جلد بن عله بن مذحج

7- قبيلة عله (الجحافل ) نسبة الى جحفل بن عوف بن النخع بن عله بن جلد بن مذحج وتشتهر بأسم قبائل عله تتواجد في بلاد اليمن في محافظة ابين مناطق دثينة والوضيع والسواد وجيشان وفي بعض مناطق لودر والمحفد واحور

8- قبيلة ال سنان بن معاوية بن جشم بن عوف بن النخع بن عمرو بن عله بن مذحج

9- قبيلة ال ديان الديان بن الحارث بن كعب بن عمرو بن عله بن جلد بن مذحج ومتواجدين حاليا" في مناطق شبوة ودثينة ولحج

10- ال مقعين هم من بني هلال بن النخع بن عمرو بن جلد بن عله بن مذحج

11- بنو سيار
وهم بنو سيار بن عمرو بن مالك بن النخع بن عمرو بن عله لهم تواجد في السعودية واليمن (ابين )

12- ال قنان بن سلمة بن وهب بن عبدالله بن ربيعة بن الحارث بن كعب بن عمرو بن عله بن جلد بن مذحج لهم تواجد في بيحان ودثينة باليمن

13- قبيلة الجعري او اهل جعرة (بني اسد) احدى قبائل منطقة دثينة
وهم على الارجح من نسل (بني أسد بن مسلية بن عامر بن عمرو بن عله) المصدر : منتدى مجالس عله

كنت انوي ان اقدم في هذا المقال لمحه تاريخية حول الصراع الأزلي بين قبائل مذحج والفرس والرسيين والأماميين ومن حالفهم طيله سنوات الصراع القديم والجديد والمتوسط خصوصا" المتوسط منه وحروب التطهير العرقي التي تعرضت له قبائل مذحج من جحافل الأمامه السلاليه العنصرية ومن دخل في حلفها من مجاميع باطنية عرقية دخيله على اليمن والعروبة ومذهبية يهودية ونصرانية ومجوسية كانت مذحج لها السم الزعاف في زمن الفتوحات الأسلامية ،

ولكن كان في قبائل مذحج عيب وحيد وهو ان ابناء قبائلها كانوا يعانوا من خاصية عدم المهابة من الموت بحيث انهم كانوا يواجهون الأعداء منفردين دون جماعات وفيهم اقدام مفرط ونسيان شديد لخصومهم لكثرتهم ، لكن خصومهم لم ينسوا ابدا" ماعانوه من قبائل مذحج سوى في ايام الجاهلية ضد قبائل معد ونزار وهزائمهم المتكررة من قبائل عله بن جلد او بطون مذحج ،منها يوم الاحرمين ومعركة يوم دات الرزم ومعركة يوم صنعاء خصوصا" دعوة قبائل مراد ضد طرد الفرس من اليمن واستنكار فعله همدان في تزاوجهم مع الفرس (الابناء) فدعت مراد لحرب ،بعد ان شنت همدان والفرس حرب ضد مراد والهزيمة التي تعرضت لها مراد وطردهم من الجوف قصرا" ثم في معركة دات الرزم ثم معركة يوم صنعاء استردت مراد اعتبارها وثأرت من الفرس وهمدان وقتلوا شهر باذان وانتصروا ودخلوا صنعاء وانتهى العهد القديم الفارسي الأول ،

ثم في الموجه الفارسية الثانية للفرس وقدومهم لليمن ابناء الرسي حاملين شعار الولاية هذة المره ودخلوهم لليمن من باب الأسلام وتقديس ال البيت ، سيطر ابناء الرسي على مجمل المناطق الشماليه بعد ان ذبحوا مشائخ صعدة وخولان وهمدان واخضعوهم تحت امرهم ونكلوا بهم وعملوا في حقهم أبشع الجرائم .

ثم حصلت حادثة في نجران عام ٢٩٥ه‍ بعد ان وجه الإمام يحيئ بن القاسم الرسي على نجران محمد بن عبيد الله واليا" وكانت قبائل الحارث بن كعب ترفض امارة الرسيين ولاتخضع وكانت اقرب قبائل عله مذحج من حدود اراضي الرسيين وهمذان شمال اليمن وبينهم وقعات وحروب شهيرة اخرها هزيمة الفرس وهمدان في يوم صنعاء ، فحصلت حادثة وقتل علي بن الحارث القناني بطعنات غادرة على يد والي الأمام محمد بن عبيد الله فثارت قبائل الحارث بن كعب ضده ثم حرك لهم الامام جيش كبير عرمرم وتم تهجير قبائل الحارث بن كعب نهائيا" واجلاهم منها وحرق مزارعهم ومساجدهم دون نصرة اخوتهم لهم ابناء قبائل عله ومذحج وخصوصا" مراد الأقرب اليهم فهاجرت قبيلتا ال الديان وال قنان وبطون اخرى معهم الى جانب اخوتهم في السرو المذحجي في منطقة بيحان وهذة كانت اول معركة تطهير عرقي قام بها الفرس ضد قبائل عله ومذحج بعد ان استقام لهم الوضع في شمال اليمن ووطن قبائل يام وهمدان في اراضي الحارث بن كعب في نجران.

كانت نجران اول مساكن عله ومذحج تسقط و اقرب منطقة لمناطق الأمامه الرسية الفارسية ومملكتهم الجديدة التي تتوسع على حساب اراضي مذحج بسبب تفرقهم وزرع الشقاق والفتن فيما بينهم ؟

وكيف استطاعت السلاليه الرسية التغلب على اليمنيين وتفريقهم وبناء اسوار مملكتهم على جماجم اليمنيين ؟ ماذا كان موقف قبائل مذحج ؟ وكيف تعرضوا للوهن والهزيمة مقابل توسع وتمدد السلاليه الجارودية المهداوية ؟

بعد سقوط نجران توجهت السلاله الرسية الخبيثة تجاه اراضي البيضاء ودثينة وأبين وشبوة واحور وبلاد العواذل تسقطها تباعا" رغم المواجهة العنيفة مع ابناء تلك المناطق والتضحيات العظيمة الا أن كل تلك البطولات لم يكن لها اي تأثير وهي مجرد عبارة عن بطولات دفاعية متفرقة ولم تستطع قبائل وبطون مذحج ان تتوحد لمواجهة هذا المد الفارسي الحقود وهذا سبب تطرقي في جانب تاريخ الصراع خصوصا" مذحج لماذا لاتزال قبائلها متفرقة مبعثرة وصامدة بتفرد تتصدى لجرائم الحوثية اليوم دون اي لم شمل او اجماع ، في المقال القادم سنتطرق في هذا الجانب ان شاء الله حيث خصصنا هذا المقال لجزء من فضائل مذحج في تاريخ الأسلام والدعوة النبوية .

المراجع التاريخية
سلسلة مقالات عله الكبرى
عاصم بن قنان الميسري