أخبار وتقارير

الإثنين - 22 مايو 2023 - الساعة 10:03 م بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


مفردات لم تكن سائدة في خطاب الإنتقالي حتى خلت أننا أمام دولة دينية ثالثة أو سلطة ثيوقراطية تتماثل مع حوثي صنعاء وإخوان تعز.

هي مخاوف مشروعة.

الآن بتنا نتلمس ملامح وجه كياناً يراد بناءه جنوباً ، تم تظهير الملامح وبدأت تتحدد المفاهيم، وتُرسم شكل كيان حداثي عصري لا يشكل خروجاً عن القيم السياسية العالمية والثقافة العصرية الكونية ،بل تماهياً معهما.



منذ مؤتمر الحوار الجنوبي وفي وثائقه صرنا نسمع في خطابات المستوى السياسي المفردات التي طالما كنا نتوق إليها ، عن الحداثة والدولة المدنية وشراكة السلطة، والأقاليم كاملة الصلاحية بلا تغول ولا هيمنة منطقة وتسييد جهة على حساب يقية الجهات ، وحق الإقليم في إدارة شؤون الحكم والموارد والثروة.

صرنا نسمع كثيراً عن متلازمة الوطن للجميع والحوار خيار نهائي، يقصي السلاح ويسقط لغة العنف إلى الأبد.

في هذا الجنوب الذي عانى كثيراً من الإلغاء ،ودفع أكثر وبسخاء، الآن يلوح في أفق قادمه كيان مختلف رحب ومتسامح ووافر العدل والإعتراف بحق الآخر المغاير.

لا يهم مسمى قادم الجنوب أياً من الخيارات الثلاث المطروحة للإستفتاء ، الأهم التمسك بثلاثة أضلاع جوهر هذا القادم:

الحداثة والمدنية والمواطنة الواحدة.

-------------

‏ثلاثة يجتمعان في الحوثي خطاب محمد البخيتي اليوم نموذجاً:

إمتلاك السلاح
كمية تجارية من الغباء.
والإبتزاز.

البخيتي : دعونا نغزو الجنوب او سنضرب أبوظبي والرياض.

---------------

بين ٢١ مايو و٢٢ مايو الشمال وحده في عزف جنائزي يحتفل بعيد الوحدة ، والجنوب بعرس يحتفل بذكرى إعلان الإنفصال.

في تقويم الأيام بينهما يوم واحد ،وبتقويم السنوات بينهما ذاكرة مثخنة بنفي الشريك وبينهما إقصاءٌ وغزو ، وخيار لا رجعة عن الدولة القادمة .

ذهبوا إليهم بثروات دولة بضعف مساحة الشمال وأخدوا كمين قنص وطعنة ظهر وطلقة رأس.

بعد تدمير الشراكة لا وحدة بلاشريك.

-------------

‏لا أحد سيتوحد مع نظام سلالي عنصري ، حتى الشمال عليه أن لا يفعل.
التغيير من هناك من صنعاء يجب أن يبدأ.

--------------

كانت موجودة في المسودة شطبها الرؤساء والملوك العرب بالإجماع، من الصيغة النهائية للبيان الختامي لإعلان جدة.

الوحدة الملطخة بدم صناعها وحملة مشروعها السلمي القادمين من دولة الجنوب ، بعد كل هذه الآثام غير قابلة للتسويق وإعادة الإنتاج.

الدلالة :
هناك تصور مغاير وهندسة إقليمية دولية لشكل الدولة القادمة، تقطع مع ماضي الدولة المركزية الواحدة.

موافقة العليمي مكرهاً على صيغة البيان يعني أن الرئاسة في صورة التحضيرات الجارية لمثل هكذا حل .

---------------

لم يعد خياره ، هو خيار القوى الدولية الممسكة بملف التسوية للحرب اليمنية، وبالتالي تأكيد العليمي في خطابه اليوم على حقيقة ظلت القوى المتنفذة تكابر من الإعتراف بها ، نقطة تُحسب لرئيس مجلس القيادة، حتى وإن كان البوح بها في خطاب رئاسي متلفز وفي هذا التوقيت ،تحصيل حاصل للتوافقات الدولية والمعطيات السياسية والمتغيرات الميدانية على الأرض جنوباً.



الخطاب كلاسيكي في مجمله ، والفقرة الوحيدة التي يجب ان تقرأ بعناية هي إقراره بحق “أبناء المحافظات الجنوبية في الإلتفاف حول قضيتهم العادلة ، بعدما أنحرف مسار المشروع الوحدوي، وأُفرغ من مضمونه وقيمته التشاركية بعد حرب صيف ٩٤”.

في التحليل يجب ان تُربط كل المواقف ببعضها للوصول إلى إستنتاج أكثر واقعية وأقرب للحقيقة، ومجمل أحاديث ومواقف عواصم القرار وآخرها القمة العربية في جدة ، تقود إلى ذات الإستخلاص : أن خارطة تستوعب المتغيرات وتحفظ أمن المتطقة والمصالح الدولية ، هي في طور الإنجاز على المدى القريب المنظور.

شيطنة الإصلاح للعليمي والمطالبة بمحاكمته، وكذلك تخوين الحوثي له ، لن يغير في الأمر شيئاً فالقرار مافوق وطني قد أُتخذ وهو أكبر من قدرة أي أحد على تعطيله.

بجملة أُخرى لقد أُفلِت من يده.

* من صفحة الكاتب على تويتر