أخبار وتقارير

الإثنين - 20 مارس 2023 - الساعة 12:18 ص بتوقيت اليمن ،،،

سبوتنيك


أكد الدكتور علي حسن محمد، أحد علماء الأزهر الشريف بمصر، إن إحراق القرآن الكريم في الغرب وآخرها على يد جنود أوكرانيين، هو إحدى صور الإرهاب المقيت، ولا يمكن أن ترى مثل تلك الأفعال في أي من دول العالم الإسلامي الذي جاء بشعار السلام والإيمان بكل المقدسات السماوية بلا تفريق.

وقال في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"،يوم الأحد، إن تلك الجريمة المنتشرة على مواقع التواصل في مقطع فيديو لجنود أوكران وهم يقومون بتلك الجريمة بالاعتداء بالحرق للقرآن الكريم المنزل من عند الله جل وعلى والمقدس لدى ما يقارب ملياري مسلم على وجه الأرض، هو امتداد للأفعال الغربية التي تتخذ من الرسالات السماوية أداة لاستفزاز مشاعر المسلمين، كما رأينا في الدانمارك وفرنسا وغيرها، وأنا أرى أن تلك الأفعال هى نوع من الإرهاب، بل هى أبشع صور الإرهاب.

وأضاف محمد، أن تلك الأفعال دليل على مدى الضغينة التي يحملها هؤلاء، والأمر يكون أكثر سوء عندما يخرج عن جهات منظمة كالمؤسسات الرسمية، والجنود هم نظاميون وليس عمل فردي يمكننا أن نطالب بمحاكمته، هذا الأمر يؤكد على أنهم يستخدمون في الغرب أبشع صور الإرهاب ضد المسلمين، في المقابل لا يستطيع أحد أن يثبت ولو حادثة واحدة منظمة في دولة إسلامية ضد كتاب سماوي، ولو حدث ذلك من فرد أو أفراد يشتعل العالم واصفين الإسلام بالإرهاب، هل ستقوم الدنيا ولا تقعد استنكارا لمثل تلك العملية، عندما حدثت الوقائع المسيئة للإسلام في باريس، رأينا الرئيس الفرنسي معلقا على تلك الجرائم بأنها حرية شخصية وحرية تعبير.

وأشار إلى أن "الإسلام دين سلام ورسالته جاءت بالسلام ولا يمكن وصفه بالإرهاب والحقيقة واضحة ومعبرة عن أبشع صور الإرهاب وليس السلام الذي جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم".

ونشر متطرفون من القوات الأوكرانية مقطع فيديو، وهم يدنسون القرآن الكريم ويحرقون نسخا منه، وردا على هذا التصرف توعد رئيس الشيشان رمضان قديروف بالعثور على الجنود الأوكرانيين الذي دنسوا القرآن الكريم، معلنا تقديم مكافآت مالية لمن يستطيع الإبلاغ عنهم

مدير المجمع العلوي السوري يندد بحرق الجنود الأوكران للقرآن الكريم

ندد الباحث الديني العلوي ومدير المجمع العلوي السوري الشيخ الدكتور أحمد أديب أحمد بما قام به بعض الجنود الأوكران من تدنيس وحرق القرآن الكريم.

وقال في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك": "هذه الجريمة النكراء تؤكد أنه ليس للإرهاب دين ولا جنسية، بل إن الإرهاب عابر لكل لكل الأديان ولكل الجنسيات. بالأمس كان مرتدياً لباس الإسلام متمثلاً بجبهة النصرة وداعش في سورية، واليوم أصبح مرتدياً لباس المسيحية في أوكرانيا متمثلاً بهؤلاء الإرهابيين الجدد من الجنود الأوكران الذين حرقوا القرآن الكريم".

وأضاف مدير المجمع العلوي السوري: "لا يوجد عاقل يقبل أن يدنس مقدسات الآخرين السماوية لأنه في حقيقه الأمر يدنس مقدساته أيضاً، وذلك لأن المصدر واحد، فمصدر الدين الذي بلغه سيدنا المسيح عليه السلام هو نفس مصدر الدين الذي بلغه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لأن الله تعالى يقول للنبي محمد في القرآن: (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً)، كما أن النبي المسيح يقول في الإنجيل: (الكلام الذي تسمعونه ليس لي، بل للآب الذي أرسلني)، ونحن لا نفرق بينهما امتثالاً لقوله تعالى: (لا نفرق بين أحد من رسله). وبهذا يمكن القول: إن دين النبي المسيح هو دين النبي محمد لا فرق بينهما لقوله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام)، ولم يقصد به الشريعة المحمدية فقط، بل قصد به دين الاسلام الذي دعا إليه آدم وموسى وعيسى ومحمد وجميع الأنبياء عليهم السلام.

وأكد الشيخ أحمد أديب أحمد، أن "هؤلاء الإرهابيين الجدد أساؤوا لدين النبي المسيح الذي يزعمون انتمائهم إليه زوراً وكذباً قبل أن يسيئوا لدين النبي محمد الذي يعادونه، وأنهم خاسئون ليسوا مسيحيين على دين المسيح، بل هم في حقيقة الأمر أعداء الله وأعداء الأنبياء والرسل جميعاً وأعداء الإنسانية كلها".

"يؤسفنا شكل هذه الجريمة البشعة، إلا أننا نرتقي في فهمنا لحقيقه الدين، ولا ننجر إلى فتنة يريدها من يقف خلف هؤلاء الإرهابيين الجدد، أقصد أمريكا وإسرائيل ومن لف لفيفهما. ونعلم تماماً أنهم وإن أحرقوا القرآن الكريم فإنهم لن يستطيعوا حرق ذكر الحق مهما فعلوا، وإن دنسوه فإنهم لن يستطيعوا تدنيس الحق لقوله تعالى: (لا يمسّه إلا المطهرون). وإن فعلهم هذا لا يختلف عن فعل أولئك الذين حاولوا تدنيس سفينة سيدنا نوح معاندةً ومكابرةً وكفراً فما كانت النتيجة إلا أن غرقوا ونجا نوح ومن معه في السفينة، كما أن فعلهم لا يختلف عن فعل فرعون الذي أراد قتل سيدنا موسى صغيراً فنجاه الله في التابوت في اليم، ولا يختلف عن فعل الرومان الذين أرادوا صلب سيدنا المسيح فرفعه الله، ولا يختلف عن فعل أبرهة الذين أراد تدمير الكعبة فحماها الله بكرامة سيدنا عبد المطلب، ولا يختلف عن فعل النواصب الذين أرادوا قتل سيدنا الحسين فرفعه الله... وكل هذا يدل على أن حقيقة الإنكار خاصة بشياطين الأرض وأشرارها الذين يمثلهم الإرهابيون مهما غيروا لباسهم إسلامياً أو مسيحياً أو يهودياً أو وثنياً أو غير ذلك".

وختم مدير المجمع العلوي السوري قائلاً: "هذه الجريمة النكراء تزيدنا إيماناً ويقيناً بدين الحق، وتزيد تمسكنا أيضاً بنهج الحق الذي نحن عليه، وتؤكد أن هناك أياد خفية تريد إشعال الفتن والحروب الأهلية والدينية في كل بقاع الأرض، ومن واجب علماء الدين أن يقفوا في مواجهتها ليعلّموا الناس كيف يقبلون بعضهم بعضاً، ويتعاملون ويتعايشون مع بعضهم تحت مظلة الحق المطلق لقوله تعالى: (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)".