البرفسور د. عبدالله بن عبدالله عمر
قبل الإجابة عن السؤال الرئيس، نوضِّح مسألة فنقول: ما المقصود بأبناء المنطقة؟
أبناء المطقة هم كل من سكن المنطقة أصالة بمعنی جذوره نمت وترعرت في المنطقة، و كل من وَفَدَ علی المنطقة وأخذ سلوكيات أفراد المنطقة وتقلّد بتقاليدهم وأعرافهم وتكلم لغتهم ولو كانت فترة تواجده سنوات ففي دول تُعطی لهم الجنسية لسنوات يسيرة!!!! فما بالك إذا كان عيشه في البلد قرونًا!!!!.
أمّا الإجابة عن السؤال الرئيس فنبدأها بذكر سبب كتابة المقال:
أقول شدني إلی كتابة هذا المقال قائلٌٌ ذَهَبَ يُقرِّر قاعدةً غيرَ مقبولةٍ لا شرعًا ولا عقلًا ولا عُرفًا بل يأباها منهجُ البحث العلمي وأدبياتُه ويسخرُ منها واقعُ البشرية في كتابة التاريخ.
وملخص القاعدة المرفوضة جملةً وتفصيلًا أنّ التاريخ لا يكتبه إلا أبناء البلاد التي يُراد تدوين تاريخها!!!!!
وبناء علی ذلك نقول: إنّ كتابة التاريخ لها وجهان:
الوجه الأول: تسجيل الواقع بكتابة وقائع و أحداث عايشها الكاتب إما مشاهدةً وحضورًا وإمَّا سماعًا في وقت وجوده في البلد غير إنّها في موضع لم يتمكن من الوقوف عليها.
فهذا الوضع لا تصلح فيه هذه القاعدة لا يكتب التاريخ إلا أبناء البلد، إذ لو عملنا بهذه القاعدة لضاع تاريخُ أمم وحضارات كَتَبَ تاريخَها غيرُ أبنائها فقد يشهدُ الأحداثَ شخصٌ أجنبيُّ زار بلدًا ومكث فيها سنيين بغض النظر هل هو ثقة أو غير ثقة، فقد كَتَبَ بعض المستشرقين ما شاهدوه وعاينوه أو سمعوه من ثقات، ولنا الحق في نقد ما كتبوه وفق معطيات منهج علمي. وقبول الصواب وترك الخطأ، لا وفق عاطفة وتعصب غير مبرر.
الوجه الثاني: تسجيل أحداث تاريخية من مصادر غير ناطقة أي من مراجع وكتب ودوريات ودوائر معارف ومخطوطات ونقوش و مدونات شخصية ومذكرات، كل المذكور من مصادر ومراجع يصح لكتابة التاريخ، وهذا الوجه يصح أن يقوم بكتابة التاريخ كلُّ شخصٍ تمكّن من النقل والأخذ من المراجع والمصادر والمقارنة بين المعلومات و عنده معرفة بمنهج التوثيق العلمي والاقتباسات وفيه يدخل المتخصصون في قسم التاريخ.
والله من وراء القصد
انتهی بيان خطأ القاعدة :( لا يكتب التاريخ إلا أبناؤه)
نأمل رد علمي لدحض ما قررناه أو قبوله بالصمت وليس عاطفة غير محسوبة النتائج والتبعات،
حتی في كتابة التاريخ مناطقية!!!!! لا حول ولا قوة إلا بالله.