بين الماضي والحاضر العلاقات الصينية اليمنية بثقة وإقتدار نحو المستقبل الجديد
تحية لأحفاد الامبراطوريين والملوك الصينيين من اصدقائكم ابناء الملوك والتبابعة السبئيين والحميريين اليمنيين وبأسمي وبأسم الشعب اليمني العظيم والتبادل الثنائي المشترك القديم منذ القرن العاشر قبل الميلاد كأول زيارة رسمية قام بها الملك الصيني الى ارض سبأ واللقاء بملكة مملكة سبأ اليمنية وابرام الاتفاقيات التجارية وتعزيز العلاقات الاخوية وكما اضع بين ايديكم سلسلة تاريخية مابين البلدين الصديقين عبر كل هذه السنين وبطريقة مختصرة لكي يعلم الشعبين الصديقين حجم العلاقات القديمة والجديدة.
(حضارة الصين واليمن والتواصل التجاري والثقافي عبر التاريخ منذ آلاف السنيين الدي كان اليمن فيها نموذج لتلك العلاقات العريقة بشرق آسيا منذ القدم)
من هنا نعود بكم الئ ابرز نصوص التاريخ لنلامس بعض جذور العلاقات المتينة التي ربطت اليمن بالصين في أزمان مغرقة في القدم ثم نستعرض بإيجاز شديد أوجه العلاقات الحديثة التي تزداد متانة كل يوم مؤكدين أن العودة إلى الأصول في هذا السياق لا يمثل موقفاً رجعياً بل يمثل محاولة لإستعادة الذات و التعرف على مخزون الماضي و تطوير عناصر القوة فيه بما يخدم الحياة المعاصرة و يمكننا من مواجهة الحاضر و الإنطلاق معاً بثقة و إقتدار نحو المستقبل .
1-(القرن العاشر قبل الميلاد وزيارة الملك الصيني مو وانج ملك مملكة شو العظيمة مع مستشارية ومرافقية الى ملكة مملكة سبأ الدي اطلقوا عليها مسمئ سا ونغ مو وابرام اول اتفاقية تنائية بين البلدين)
تمت اتفاقية النقل التجاري بين الملك الصيني مو وانج ملك مملكة شو العظيمة الذي انتقل لليمن هو ومستشاريه ومقابلة الملكة سا ونغ مو (ملكة مملكة سبأ الام) الدي استقبلته بحفاوه ورحبت به بالطريقة الصينية الانحناء ثلاثا"
حيث قدم لها صولاجين ابيض واسود وثلاثمئه لفافه من الحرير الصيني وبعض الهداياء كما جائت في الكتب الصينية القديمة وابرام الاتفاقية التأريخية والتجول في الاراضي السبئية ونقل الثقافة الى الصين من بناء السدود والاسوار ومدرجات الزراعة والعودة للصين حيث اعتبرها الملك مو وانج بالرحلة الناجحة وجمال الطبيعة السبئيه حيث تجاوزت (سي وانج مو).
وفي نفس العام قامت الملكة السبئية بزيارة القصر الصيني شوكونج لتوضيح قوة العلاقة فيما بينهما آنذاك حيث استقبلوها استقبال الملوك واسموها الآله سا مونج مو وقاموا برسم صورة للملكة السبئية في البلاط الامبراطوري للصين بجانب العديد من الامبراطوريين والحكام القدماء وهم الملك مو وانج والقيصر شون والقيصر الاسطوري هوانج تي والقيصر هان ووتي .
2- (القرن الخامس قبل الميلاد واستمرار وتعزيز العلاقات الصينية )
كانت خطوط التجارة الصينية اليمنية والعلاقات المتبادلة في القرن الخامس قبل الميلاد ومايسمئ (طريق الحرير) البري والبحري الدي اطلق عليه هاذا الاسم العالم الجغرافي الالماني فريناند فون ريشتهوفن F.von Richhofen في القرن التاسع عشر كمعبرا" تجاريا" هاما" وهو الاشهر مابين المعابر التجارية بالعالم القديم
حيث لم يكن معبرا" لنقل لبضائع فحسب بل نقلت ايضا" الثقاقات والاديان وفتحت الامكانيات والتفاعل الحضاري بين شعوب كثيرة واسهم في ذالك ثراء وإزدهار البلدان العربية حيث شكل طريق الحرير شريانا" حيويا" ربط البلاد العربية واليمن بالصين.
حيث كان يمر من الصين عبر تركستان وخرسان وبلاد مابين النهرين وبلاد الشام الئ البحر المتوسط ومصر وشمال افريقيا .
اضافة للطريق البحري الدي كان يربط الصين بموانئ الخليج العربي وجنوب الجزيرة العربية وشرقها بما فيها الموانئ اليمنية الدي كانت ارتكاز التجارة العالمية ومفتاح الشرق والغرب.
القرن الرابع الميلادي
ويلفت النظر في هذا الوقت ما قاله فاهيان الصيني عن اليمن: ( إن ديار تجار عرب سبأ هناك " فى سيلان " مزينة بأبهج الزينات و أن التجار السبئيين و الحضرميين يسكنون في بيوت فارهة في مستوطناتهم هناك و يرجع البعض أن المراكب العربية الجنوبية قد وصلت إلى الصين فى حوالي النصف الأول من القرن الخامس الميلادى و الصحيح أنه أقدم من ذلك يمتد إلى ما قبل الميلاد " )
.
3-الصين والعهد الاسلامي العربي وطرق التجارة الحرة من الصين الى الموانئ العربية والخليج وسواحل عمان واليمن والبحر الاحمر والانتقال العربي من الموانئ العربية الى الصين مباشرة وميناء كانتون الصيني القديم.
4- (القرن الرابع عشر والسابع عشر وامبراطورية منج العظمئ)
التاريخ الحديث والرحلات الصينية الكبرئ في البلدان العربية والموانئ اليمنية في عهد إمبراطورية منج العظمئ.التي حكمت في الصين من القرن الرابع عشر حتى القرن السابع عشر الميلادي الدي تأتي امتداد للرحلات بعدها حيث كانت من العهود المزدهرة اقتصاديا" وتجاريا".
5- (القرن الخامس عشر الميلادي)
النفوذ الصيني وتجهيزات كبرئ وسفن بأمر من الإمبراطور ينج- لو ومن بعده الإمبراطور سوان-تي الى موانئ الخليج العربي وجنوب الجزيرة العربية وغربها وشرق أفريقيا حيث كانت تنزل تلك البلدان وتشتري وتبيع وتتبادل الهداياء مع حكامها.
6- (الثلث الاول للقرن الخامس عشر ميلادي والدولة الرسولية )
فترة العهد الرسولي في اليمن والبعثة الصينية التجارية حيث استقبلت البعثة الصينية في ميناء عدن في عهد الملك الرسولي الناصر احمد بن إسماعيل الرسولي .الدي أهدت له البعثة الصينية عبر قائد السفن تحيات الامبراطور وقدموا له الهداياء من اواني وتحف وقماش مزخرفه وحرير الصين الثمين وكذالك ارسل الملك الرسولي تحياته لنظيرة الصيني وحمل تجاره الصينين بصناديق الهداياء والتحف والمجوهرات والحيوانات الناذرة .
قد كانت تلك التحركات الصينية بمثابة تعزيز لنفوذ الصين في المحيط الهندي والبحر العربي وشرق أفريقيا وتأكيد لقوتها التجارية والسياسية والعسكرية، قبل أن تتحرك القوى الأوربية، ابتداءً من أواخر القرن الخامس عشر، في ماعرف بالكشوف الجغرافية، التي امتدت غرباً إلى الأمريكيتين، وشرقاً، عبر رأس الرجاء الصالح، إلى الهند وجنوب شرق آسيا.
ممهدة للتوسع الإستعماري الغربي، الذي بسط سلطانه على بقاع كثيرة في العالم، بما في ذلك على الصين نفسها. وبداء عصر جديد في التاريخ، هو عصر هيمنة الغرب الإستعماري وطغيان قوته العسكرية والإقتصادية والسياسية وحضارته المادية على العالم كله، بما فيه بلدان الحضارات الشرقية، ومنها الحضارتان، الصينية والعربية.
ولتبدأ بذلك علاقات من نوع جديد، بين العرب والصينيين، أساسها النضال المشترك ضد هيمنة الغرب واستغلاله، الذي فاق، في بشاعته واتساعه، كل ماعرفته البشرية في تاريخها الطويل، من صنوف الإستغلال والهيمنة .
يتبع الصين بعيون يمنية للجزء ال(2) في عمق العلاقات في العهد الجديد.!!
الصورة من البلاط الملكي للقصر شوكونج في الصين..!!
#_ابوعصمي_الميسري