أخبار عدن

الجمعة - 24 فبراير 2023 - الساعة 02:17 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص


يقبع التاجر اليمني طلال الأسود في سجن شرطة المعلا بالعاصمة المؤقتة عدن جنوبي اليمن منذ خمسة أيام تقريبا، عقب حملة مشتركة نفذتها السلطة المحلية مع مكتب الصناعة والتجارة والنيابة على مستودعاته التجارية التي يخزن فيها المواد الغذائية المخصصة للإغاثة وأخرى تالفة ومنتهية الصلاحية.

ليست هذه المرة الوحيدة التي يتم فيها إيداع التاجر الاسود السجن في عدن، فلقد سجن مرات عديدة كان آخرها خلال 2022، مكث فيه نحو 6 أشهر بين سجني المعلا والقلوعة "متنعما بكل وسائل الراحة والترفيه والدخول والخروج متى يشاء" واطلق سراحه قبل شهرين تقريبا.


وعلى الرغم من فظاعة ما يقترفه هذا التاجر اليمني المنحذر من محافظة تعز، من جرم كبير بالمواد والسلع الغذائية والتلاعب في صلاحيتها وجودتها منذ مدة، إلا أنه يمتلك نفوذا واسعة في عدن، تمكنه من الاستمرار في جرمه وبشاعة تجارته بأرواح الناس، مستغلا ضعاف النفوس من بعض المسؤولين والقيادات والشخصيات اللاهثين وراء الاغراءات المالية.

هذه النفوذ والأذرع ساعدته في تمرير عديد من الصفقات المشبوهة في عدن، والكثير من البضائع والسلع التالفة ومنتهية الصلاحية، التي يقوم ذلك التاجر بإعادة تعبأتها في أكياس وجواني وكراتين جديدة داخل مستودع غامض مثير للريبة، وبيعها مجددا، وانزالها الى السوق والمستهلكين من المواطنين الذين يفرحون بانخفاض سعر بعضها.

وصلت قضية التاجر طلال الأسود هذه المرة إلى النائب العام القاضي قاهر مصطفى، كما ذكرت مصادر مطلعة لعدن حرة، حيث بات ملف القضية على طاولة النائب العام للجمهورية من أجل التدخل بشأنها، بعد عجز باقي السلطات من تنفيذ حكم بات بشأنها عدة مرات.

يوم الأربعاء الماضي تم نقل التاجر طلال الأسود من سجن شرطة المعلا إلى نيابة الصناعة والتجارة للتحقيق معه واخذ أقواله، قبل أن يتم إعادته مجددا إلى السجن، وما زال كذلك حتى اللحظة وفقا لذات المصادر.

قضية التاجر طلال الأسود في عدن تحولت إلى قضية رأي عام مؤخرا، لاسيما وأنها قضية حساسة ومهمة تمس حياة وأرواح المواطنين في هذه المدينة.

من هو طلال الأسود؟

بدأ طلال عمله مع أحد كبار تجار السكر في عدن منذ ما قبل 2015، قبل أن يتحول بعد هذا العام وهو عام الحرب الحوثية، إلى تاجر منفرد لوحده، وفتح محلا ومستودعا خاصا له.

تخصص الأسود بتجارة مواد وسلع المساعدات الإغاثية المقدمة من المنظمات المحلية والدولية، قبل أن يتوسع لاحقا ليشمل كل المواد التالفة ومنتهية الصلاحية.

كوّن الأسود شبكة متكاملة من النفوذ في عدن وفي مؤسسات حكومية متعلقة بتجارته، وأخرى تحميه وتأمن تحركاته بسهولة، وكذلك أخرى تساعده على تمرير صفقاته المشبوهة، وأخرى أيضا تمكنه الإفلات من المساءلة والعقاب، وهو الأمر الذي استدعى هذه المرة إلى ضرورة تدخل النائب العام بنفسه في هذه القضية.

ليس الأسود وحده في عدن من يمارس هذه التجارة البشعة، بل هناك عشرات الأسود مازالوا ينخرون عدن ويفاقمون من معاناة أهلها، وسط صمت ومواربة وتحايل ممن يفترض أنهم مسؤولين عن رعاياهم أمام الله سبحانه وتعالى أولا.