أخبار وتقارير

الأحد - 19 فبراير 2023 - الساعة 01:19 ص بتوقيت اليمن ،،،

عاصم بن قنان الميسري


واصل مسمى باب المندم في معارك ذونواس والأحباش،ونسف رواية محرقة الأخدود ،وبطلان رواية سيف بن ذويزن والفرس..

طبعا" ولله الحمد اولا" ثم الفضل للاخوة الباحثين والاساتذة ومن سبقونا في نقل وشرح تاريخ اليمن العظيم الحقيقي من النقش المزبور في كبد الصخور بعيد عن الحكواتيين والروائيين ،

ومن خلال تركيزي على أهم المسائل والأحداث المؤرخة لمعاركة الأحباش ،وواقعة الأخدود في نجران ،وحقيقة سيف ذويزن ومقارنتها بالأحداث والمعلومات الصحيحة بالنقوش سنتعرف على ذالك نهاية المقال وما استنتجت من حقائق تاريخية دامغة..

لا اريد الإطاله سأرفق لكم جانب من تاريخ باب المندم والأحباش الدي كان ندم عليهم نعرف تفاصيل المعركة في النقش التالي لكن لنستقرى ماقاله المستبصر في كتابه حول تاريخ (باب المندب)..ثم نستقرى نقش الملك ذو نواس وحربه مع الأحباش لاحقا"..

صفة باب المندب

من كتاب تاريخ المستبصر لابن المجاور

توطئة

تاريخ المستبصر هو كتاب جغرافي ألفه المؤرخ ابن المجاور (601 هـ - 690 هـ)، تحدث المؤلف في كتابه عن وصف بلاد اليمن ومكة والحجاز ، وابتدأ بالكلام عن مكة المكرمة ثم انتهى بالبحرين , اطلع فيه على الأدلة الملاحية المشهورة ، وتعرف على علوم الملاحة القديمة التي تصف خطوط الملاحة وأطوالها بين بلاد العرب الجنوبية وجزيرة جاوة , خصص جزء من كتابه لوصف مدينتي عدن في اليمن وجدة في المملكة العربية السعودية اليوم , يعتقد أن ابن المجاور ألف كتابه المستبصر قبل عام 1233 م.

صفة باب المندب

لم يكن هذا البحر بحراً في قديم العهد اعني بحر القلزم و إنما هو بحر مستجد فتحه ذو القرنين و يقال بعض التبابعة.

وكان الموجب على ما ذكره جماعة من أهل البلاد منهم الأمير أبو الطامي جياش بن نجاح في كتاب المفيد في أخبار زبيد قال: لمّا وصل ذو القرنين إلى هذا الوادي نظر فوجد به شدة الحر ففتحه أي نقر صدر الوادي، فخرج البحر و خرج عرق منه إلى قلزم و وقف عنده و يقال إنّ أرض الحبشة كانت متصلة ببلاد العرب فقال ذو القرنين: أردنا إنّ نفرق ما بين الإقليمين ليعرف كل صاحبه و يجوز كل أرضه و بلاده و ينقطع ما بين القوم من التغلب و التعدي.  

فلما فتح البحر افترق الإقليمين كل إقليم بذاته، فصارت الحبشة تخوض البحر بالخيل و الرجل و تغزو أرض العرب. و بني بعض العرب على جبل مندب حصنا يسمى بعد و مد بسلسلة من بر العرب إلى بر الحبشة معارض، فكل مركب يصل يمر تحت السلسلة حتى كان يخرج منه و يسافر إلى أي جهة يشاء و أراد.

و بقى الحصن على حاله إلى أن هدمه التبابعة ملوك الجبل و يقال بنو زريع ملوك عدن و الأصح الحبشة ملوك زبيد و رفعت السلسلة، و بقى أثرها إلى الآن.

و يقال إنّ في ذلك الزمان ما كان لسفارة البحر جواز إلا على باب المندب لأنه كان أغزر موضع في البحر. و كان ما بقى منه فشات و وضح و بطون و الأولاد يلعبون في الماء ، و الآن صارت المراكب تسافر من وراء ظهره. و هو بحر عميق طويل عريض لكثرة المياه . و يوجد في سواحله العنبر و الغالب ما يجده الصيادون....انتهى

بخصوص ذكر باب المندب من كتاب المستبصر ورد ذكر كلمة (سلسلة) رابطه بين بر باب المندب وبر الحبشة يمر تحتها السفن والبحارة والمسافرين ،ووجود نفس الكلمة كما سياتي معنا في تفسير النقش في السطر رقم [8]....

اما في موضوع سيف بن ذي يزن والفرس والملك ذونواس الملك الموحد كما جاء بداية النقش (ليبارك الله إله السماوات والارض الملك يوسف أسار ) والاحباش ونصارى نجران سنتعرف للحقائق بعد قراءة النقش جيدا" لنعلم كمية الكذب والتزوير في حق تاريخ اليمن وملوكه المبجلين...

شاهدوا الان الاحداث الحقيقية للحرب بين الحميريين والاحباش فهذا النقش كتبه الملك الحميري يوسف أسار يصف فيه بعض معاركه مع الاحباش

1] ليبارك الله إله السماوات والارض الملك يوسف أسار يثأر ملك كل الشعوب ويبارك الأقيال

[2] لحي عت يرخم وسميفع أشوع وشرح ال يقبل وشرحبيل أسعد أبناء شرحبيل يكمل (كبار قبائل) ذو يزن و ذو جدن (الذين كانوا )

[3] رفاق سلاح سيدهم الملك يوسف أسار يثأر (عندما) تم احراق الكنيسة وقتل الأحباش في (معركة) ظفار .. وعلى حرب الأشاعر وحرب ركاب

[4] وجزيرة فرسان و المخا وحرب وحصار نجران (ويباركهم لمشاركتهم) في صنع سلسلة (من التحصينات) في المندب ، وكانوا مجتمعين مع الملك وأرسلهم (للإلتحاق) بالجيش (الرسمي) وكذلك أفلح ونجح (جيش الملك)

[5] في الحصول على الفيء وما إمتلكوه (من الغنائم) بهذه الحملات (مقداره) اثنا عشر ألف وخمس مائة قتيل وأحد عشر ألف من السبي (الأسرى) وتسعين

[6] ومائتين ألف من الإبل والبقر والضأن وكُتِبَ هذا النقش (عندما كان) القيل شرح إل يقبل ذو يزن مرابطاً على (حصار) نجران

[7] ومعه قبائل همدان (من أهل) المدينة والبدو (ومعه أيضاً) صفوة الجنود من (رجال) ذو يزن و معه أيضاً بدو كنده و(رجال قبيلة) مراد و(رجال قبيلة) مذحج و الأقيال حلفائهم (الذين كانوا) مرابطين مع الملك على

[8] (ساحل) البحر وتم عمل سلسلة تحصينات في المندب ، وهذا النقش (تخليداً) لذكر القتلى والغنائم والحملات والغزوات ..

[9] وفي ختام الحملة / الحملات عادوا إلى منازلهم بعد ثلاثة عشر شهراً ، وليبارك الرحمن أبنائهم شرحبيل يكمل وهعان أسار أبناء لحي عت

[10] ولحي عت يرخم بن سميفع ومرثد ال يمجد بن شرح اليزنيين (كُتب هذا) النقش بتاريخ شهر ذو المذرأ (من سنة) ثلاثة وثلاثين

[11] وستمائة حميريه (وهذا النقش) بحماية ( إله ) السماوات والأرض وحماية جنوده (الملائكة) لهذا النقش من كل خسيس ومخرب والرحمن العلي (ينظر ويرى)

[12] ويحمي (النقش) من كل من يخربه أو يشوهه ، كتب وتقدم لتدوين (النقش) بإسم الرحمن الكاتب تمام (الحائز على) الحظ (والرضى) من رب يهد والشاكر (له نعمته)

كانت حرب طاحنة في البر والبحر :

١-اشتركت فيها قبايل حمير ذويزن وذو جدن وكذلك همدان وكندة ومذحج ومراد
عدد القتلى بالالاف والاسرى مثلهم والغنائم بمئات الالاف

احراق الكنائس فقط لجماعة من الأحباش في ظفار وحصارهم في نجران وملاحقتهم في جزر البحر الاحمر وباب المندب.

٢-بعض من المؤرخين السعوديين وغيرهم من العرب جعلوا من الملك يوسف آسار ذو نواس انه يهودي وجعلوا من حربة المقدسة للدفاع عن وطنه وملكه وشعبة بهذة المعركة بأنها معركة طوائف ومذهبية بين اليهودية والنصرانية بسبب عقولهم المريضة.

٣- بعض النقوش تؤكد ان ذو نواس كان حنيفيا مسلما على ملة ابراهيم وعيسى عليه السلام وأنه ضهر مذهب التثليث وهو الشرك بالله وهذا ماكانت تعتقده دوله بيزنطه وأكسوم.

وانه قاتلهم واحرق كنائسهم عندما دانو بالديانه المسيحيه المحرفه وتواصلهم مع الاحباش ناهيك عن الاطماع البيزنطيه التي اتحذت من الحادث شماعه لغزو اليمن بواسطة الاحباش بعد ضعف الامبراطوريه الحميريه لاحقا".

هذا الكلام مؤرخ بسنة 633 حميرية اخصموا منها 110 تصير 523 ميلادية اي قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين سنة فقط ..والباقي معلوم..!!

ثم يأتي احدهم يحدثنا ان 600 اسير فارسي جلبهم ذو يزن احتلوا اليمن وطردوا الاحباش بعد ورود دكر أسماء لقبائل يمنية عظيمة وعريقة بالنقش في السطر [7] فليس كل مافي كتب الاخباريين صحيح.

ماتوصلت إليه بختصار

1- اولا" موضوع واقعة(الأخدود) وذونواس او كما يسميها الروائيين العجم في التاريخ العباسي محرقة النصارى في نجران هي واقعة تحدث بها النبي صلى الله عليه وسلم (لطفل آمن بالله ،ثم امر الملك برميه من جبل ثم البحر ثم حاول قتله بسهم ولم يفلح حتى قال له الطفل سم الله وقتله وامن كل اهل القرية وغضب الملك واحرقهم) وهي قصة في السيرة لكن البعض ينسبوها للملك العظيم يوسف آسار ذو نواس ،باطله وكذبة غير صحيحة وهاهو النقش يتحدث عن شكل المعركة ووجود وتحركات ذونواس جميعها ووقتها وبالتاريخ .

2-معركة سيف بن ذويزن ضد الأحباش واستجلاب الفرس لليمن ،ايضا" غير صحيحة ولم يكن ملكا" اطلاقا" بل كما وجد له دكر وحيد في النقش وهاهو مذكور القيل شرح إيل يقبض في معركة ذو نواس حيث كان محاصرا" لنجران ، ومعه قبائل يمنية انظروا للنقش السطر السادس[6] وهنا ننسف اساطيرهم الباطله والتي اساسا" بدون اي اثبات .

3- معركة الفيل الوهمية والملك أبرهة الحميري الدي جعلوه حبشي ألغيت بفضل الله وبالدليل وهي ايضا" من روايات ابن هشام وابن اسحاق ضد مكة وهدم الكعبة ليست فقط باطله بل خرافية وتأويل على كلام الله الدي لم يذكر في سورة الفيل اي معركة او اي هدم للبيت العتيق في مكه ومؤرخ بالنقش شكل واحداث المعركة في مقال يوم امس وسنرفق نقش كل واقعة بالتفصيل وسنعيد نشر كل مقال لوحدة .

اذا لاوجود لأي علاقة للملك ذونواس بالديانه اليهودية وهو يبتدئ نقشه بتوحيد اللاله(الله إله السماوات والارض) ،بينما اللاه اليهود معروف بمسمى(الهو) ، ايضا" لاوجود لأسطورة الفرس والملك سيف ذويزن لتحرير اليمن من الأحباش سوى ماسطر في نقش ذونواس في معركته ضد الأحباش ،ايضا" لم يهدم أبرهة الكعبة ولم يهجم على مكه بل كانت معركته مع قبائل معد شمال الجزيرة العربية واستجابة لدعوات المظلومين العرب من ابناء تلك القبائل

وهو ما سيكون في مقالنا التالي .. ستجد رابطه بالاسفل

رابط الجزء الثاني من البحث أضغط

ابو عصمي الميسري