أخبار وتقارير

السبت - 18 فبراير 2023 - الساعة 11:17 م بتوقيت اليمن ،،،

محمد الثريا


غياب الوضوح لدى الأطراف الإقليمية ذات الصلة بالأزمة اليمنية ساهم كثيرا في خلق التعقيدات والعراقيل أمام حل الصراع باليمن، فالكل منذ بداية الصراع وهو يؤكد رفض بلاده لإستمرار الحرب ودعمه للحل السياسي باليمن، ومع ذلك طغت لغة الحرب على المشهد لأكثر من سبعة أعوام، ولم تجد الأزمة السياسية مسارا حقيقيا للحل حتى اللحظة .

أما بالعودة لقوى الداخل فلطالما غلبت ( النرجسية الحزبية) على طريقة تعاطيهم سياسيا مع مختلف المنعطفات التي مرت بها الأزمة؛ فكر متأخر وضمن أفق ضيق يقابله أزمة مركبة تجتاح البلد، فكان ذلك أحد أهم أسباب الفشل وإستمرار الازمة وبل وزيادة تفرعاتها.


تلك النرجسية المرتبطة بالأنانية النخبوية والتي لازالت تضع مصالح مكوناتها السياسية فوق كل الإعتبارات الوطنية بما فيها المصلحة العامة للبلد كان يجب عليها أن تتوقف منذ سنوات، وهو ما لم يحدث مسببا خلق الكثير من التعقيدات أمام جهود الحل السياسي، فضلا عن مضاعفته لمعاناة يومية تكاد تكون هي الاسوء عالميا .

لذلك نحن اليوم فعلا أمام منعطف تاريخي يتطلب تظافر الجهود وإستشعارا أكبر بالمسؤولية، ما لم فالجميع الى فلك المجهول بلاإستثناء.

--------------

في الوقت الذي لايتوقف فيه الحوثيون عن تأكيد رفضهم المقايضة بالجانب الإنساني والحديث حول اعطائهم الملف هذا أولوية خاصة في مفاوضات مسقط كما جاء مؤخرا في خطاب زعيم الجماعة، سنجد أن سلطات الحوثي لم تشرع حتى الان في تأكيد أبسط الخطوات الإنسانية التي من شأنها الإسهام في تخفيف معاناة ذلك الملف، فضلا عن تعزيز إجراءات بناء الثقة مع الطرف الاخر !!

فموقف الجماعة الحوثية من ملف فتح الطرق وملف المعتقلين السياسيين والاعلاميين في سجونها الى جانب ملف الاسرى وغيرها يعد موقفا سليما في نظر قيادة الجماعة والتي ترى كما يبدو أنها ملفات سياسية تفاوضية وليست إنسانية محضة، وأن إدارتها لتلك الملفات بالطريقة التي نشاهدها منذ سنوات إنما هي إدارة طبيعية جدا ولايمكن وصفها قط بالمقايضة غير المشروعة أو التوظيف السياسي غير الأخلاقي لقضايا إنسانية معروفة .

وهنا ظلت تكمن إشكالية التفاهم مع الحوثيين بشأن تحريك تلك القضايا طيلة الفترات الماضية .

وفي رأيي، أنه من المستحيل التوصل الى تسوية سياسية للحل أو حتى حدوث انفراجة حقيقية على المستوى الانساني طالما لازال الحوثيون يصنفون أبسط إستحقاقات التقارب ومتطلبات السلام وفق مفاهيمهم الضيقة ويحددون لها طريقة تعامل خاصة تنتمي فقط لقناعاتهم الشخصية؟

محمد الثريا