أخبار وتقارير

الأربعاء - 08 فبراير 2023 - الساعة 01:15 ص بتوقيت اليمن ،،،

دراسة للدكتور الباحث علي ناصر صوال


النقش Ja 1028 من النقوش الضخمة بمنطقة ابار حمى - نجران

تم تدوين النقش على حائط صخري بطول 6 أمتار وأرتفاع 2 متر

النقش يروي عدة معاركة مفصلية في تاريخ اليمن ضد الأحباش والتي استمرت 13 شهراً بقيادة الملك/ يوسف أسأر يثأر ، المعروف عند المؤرخين باسم ( ذو نواس)


تولى كتابة النقش القيل شرح إيل يقبل ذو يزن وقد وضع على يسار النقش طغراء (مونوجرام) تفيد بالإسم (شرح إل) وفي الجانب الآخر يمين النقش طغراء تفيد بالإسم (يقبل) وأخرى تفيد باللقب (ذو يزن) وتلك الطغروات عبارة عن توقيع (لشرحبيل يقبل ذويزن ) وتخليداً لإسمه.

وقد قمت بإعداد هذه الدراسة للتعريف بأهمية وأصالة قلم المسند وذلك من خلال التفسير والتحليل للمفردات والألفاظ الواردة في هذا النقش ومقارنتها مع المعاجم العربية، والخطاب القرآني، ولسان المجتمع المحلي.

وهذا ما جاء في النص كما يلي :

[1] ليبركن/إلن/ذلهو/سمين/وأرضن/ملكن/يوسف/أسأر/يثأر/ملك/كل/أشعبن/وليبركن/أقولن

[2] لحي عت/يرخم/وسميفع/أشوع/وشرح إل/يقبل/وشرح بإل/أسعد/بني/شرح بإل/يكمل/ألهت/يزأن/وجدنم/خـ

[3] صرو/مرأهمو/ملكن/يوسف/أسأر/يثأر/كـ دهر/قلسن/وهرج/أحبشن/بظفر/وعلى/حرب/أشعرن/وركبن/وفر

[4] سن/ومخون/وعلى/حرب/ومقرنت/نجرن/وتصنع/سسلتن/مدبن/وكـ همو/عمهو/وكـ يذكينهمو/بجيشم/وكـ ذ هفلح

[5] وهفأن/ملكن/بهيت/سبأتن/خمس/مأتم/وثني/عشر/أألفم/مهرجتم/وأحد/عشر/أألفم/سبيم/وتسعي

[6] وثتي/مأتن/أألفم/أبلم/وبقرم/وضانم/وتسطرو/ذن/مسَندن/قيلن/شرح إل/يقبل/ذ يزأن/كقرن/بعلي/نجرن

[7] بشعب/ذ همدن/هجرن/وعربن/ونقرم/بن/أزأنن/وأعرب/كدت/ومردم/ومذحجم/وأقولن/أخوتهو/بعم/ملكن/قرنم

[8] بحرن/بن/حبشت/ويصنعنن/سسلت/مدبن/وكـ كل/ذ ذكرو/بذن/مسندن/مهرجتم/وغنمم/ومقرنتم/فـ كـ سبأتم/أحـ

[9] ده/ذقفلو/أبتهمو/بثلثت/عشر/أورخم/وليبركن/رحمنن/بنيهو/شرحب بإل/يكمل/وهعن/أسأر/بني/لحي عت

[10] ولحي عت/يرخم/بن/سميفع/ومرثد إلن/يمجد/بن/شرح إل/ألهت/يزأن/ورخهو/ذ مذرأن/ذ لثلثت/وثلثي

[11] وسث/مأتم/وكـ بخفرت/سمين/وأرضن/وأأذن/أسدن/ذن/مسندن/بن/كل/خسسم/ومخدعم/ورحمنن/علين/بـ

[12] ـن/كل/مخدعم/ذن/مسندن/وتف/وسطر/وقدم/على/سم/رحمنن/وتف/تممم/ذ حضيت/رب هد/بمحمد .

محتوى النقش كما يلي :

[1] ليبارك الإله الذي له السماء والأرض الملك يوسف أسار يثأر ملك كل الشعوب وليبارك الأقيال

[2] لحيعة يرخم وسميفع أشوع وشراحيل يقبل وشرحبيل أسعد أبناء شراحبيل يكمل ، آل يزأن و جدن ، الذين

[3] رافقوا سيدهم الملك (يوسف أسار يثأر) عندما أحراق الكنيسة وقاتل الأحباش في ظفار وعلى حرب الأشاعر و الرَّكاب

[4] وفرسان و المخا وعلى حرب وحراسة نجران ، وتحصين سلسلة المندب ، وكلما هم معه وكان يلحقهم بالجيش ولقد أفلح

[5] وأحرز الملك في هذه الحملة خمسمائة وإثني عشر ألفاً من القتلى و أحد عشر ألفاً من الأسرى وتسعين

[6] ومائتين ألفاً من الإبل والبقر والضأن وكَتْبَ هذا المسند القيل شراحيل يقبل ذو يزن لمّا رابط بسائر نجران

[7] بقبائل همدان الحضر والبدو ، وصفوة من اليزنيين ، وبدو كندة ومراد ومذحج والأقيال إخوته مع الملك حراساً

[8] في البحر (حذراً) من الحبشة ويحصنعون سلسلة المندب ، ولكل الذي ذكروا في هذا المسند مقتلة وغنائم ومرابطة فقد كانت حملة واحدة

[9] حتى عادوا إلى منازلهم بعد ثلاثة عشر شهراً وليبارك الرحمن أبنائهم شرحبيل يكمل وهعان أسأر أبناء لحيعة

[10] ولحيعة يرخم بن سميفع ومرثد الإله يمجد بن شراحيل آل يزأن ، تاريخه ذو المذرأ الذي لثلاثة وثلاثين

[11] وستمائة (633 من التقويم اليمني القديم) وأن في حماية السماء والأرض ورعاية الجند هذا المسند من كل مخرب ومزور ، والرحمن العلي

[12] من كل مخرب لهذا المسند ، دُون وكُتب ونُفِّذ باسم الرحمن ، دَوّن تمام ذو حضية ، رب اليهود بمحمود.

تحقيق النقش

1 - لبيركن/إلن/ذ لهو/سمين/وأرضن : ليبارك الإله الذي له السماء والأرض

• ليبركن : ليبارك، اللام في بداية الكلمة لام الأمر والرجاء والنون مضاف لتوكيد الفعل المضارع تماماً كما في الفصحى، ويطابق إستخدام هذا اللفظ اسلوب الخطاب القرآني كما جاء في سورة الحج قوله تعالى {وَلَيَنصُرنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} آية (40)

• إلن : أي الإيل، وتعنى (الإله) هو من الجذر (إيل) لكن حسب القواعد الإنشائية لخط المسند يتم إهمال الحرف الساكن، والنون في آخر الإسم لغرض التعريف.

• ذ لهو : أي (الذي له) والذال هو عبارة إسم مبني للموصول (ذي = الذي) واللفظ (لهو) بمعنى (له) والواو في آخر الكلمة ما هو إلا لإشباع الضم .

• سمين/ وأرضن : أي السماء والأرض والنون في آخر اللفظين لغرض التعريف (بألـ) سبق الحديث عنه

2 - ملكن/يوسف/أسأر/يثأر : الملك يوسف أسأر يثأر ، وهو الملك الحميري المعروف باسم (ذو نواس) يتكون اسمه من ثلاثة ألفاظ مختلفة المعاني .

• يوسف : يقول علماء اللغة أنه اسم عبراني، إلا أن لنا رئياً غير ذلك، حيث يأتي اسم (يوسف) من الجذر العربي (وَسَف) حسب ما تؤكده لنا نقوش المسند فقد تكرر في عدة نقوش بمعنى (زاد الشيء، منح، أضاف) كما هو واضح من خلال العبارة الواردة في النقش DAI Ṣirwāḥ 2005-50 والتي جاء فيها :

و وسف/حوهو/فشين/سعهو : أي وزاد مكاسبه في فيشان مثلها، وهنا جاء اللفظ (وسف) بمعنى (زاد أو أضاف)

وقد يأتي في نقوش أخرى بمعنى (منح) وذلك بحسب السياق، كذلك جاء في المعاجم العربية بنفس المعنى من حيث الزيادة في الشيء حيث يقال (تَوَسَّفَتِ الإبل) إذا أخصبت وسمِنت وسقط وبرها الأول ونبت الجديد، والسمِنة هي الزيادة في الوزن،

وهنا يمكننا القول أن اسم النبي يوسف عليه السلام، نبي بني إسرائيل، إنتقل من لسان العرب بنفس الوزن للأسماء العربية خصوصاً الأسماء الواردة في نقوش المسند مثال (ينعم - يمجد - يحمد) واسم (يوسف) هنا جاء بنفس الصيغة، وينصرف معناه إلى (يزيد) وهو الرديف الإشتقاقي من الجذر "وَسَف" ،

كما أنه يلفظ في اللغة العربية على أصله (يوسف) بخلاف اللغة العبرانية حيث يلفظونه (يَوْسِيف) إلا أن المعنى تقربياً هو نفسه، حيث يُفسر بمعنى : الله يمنح ويضاعف، الله يزيد.

• أسأر : ينصرف معناه إلى البطش - القتال.

• يثأر : جاء بصيغة الفعل المضارع، ومن صيغ معانيه الثأر والإنتقام.

3 - ملك/ كل/أشعبن : أي ملك كل الشعوب ، هذا أول ملك يغير اللقب الملكي السبئي بهذه الصيغة، لكنه تغير بعد سقوط نظامه إلى ماكان عليه من قبل.

• أشعبن : أي الأشعب = الشعوب جاءت الكلمة بصيغة الجمع.

4 - ليبركن/أقولن/لحي عت/يرخم/ وسميفع/أشوع : أي ليبارك الأقيال لحيعة يرخم وسميفع أشوع.

• أقولن : الأقوال = الأقيال جمع (قيل) والقيل بمعنى شيخ بمفهوم اليوم، والنون في آخر الكلمة لاحقة للتعريف (بألـ) .

• لحي عت : لحيعة، وهو اسم مركب من لفظين (لحي عت) ولحي تعني منبت (الإله) - أو نبت الإله، ولفظ (عت) هو إختصار لإسم المعبود عثتر، وتتميز الأسماء المركبة في النقوش أنها تدون بشكل متصل دون أي فواصل على إعتبار أن الإسم واحد وجملة واحدة.

• يرخم : هو الإسم الشخصي للقيل لحيعة، ويرخم من الفعل رَخِم، جاء بصيغة الفعل المضارع بمعنى (يَرحم - يود - يُحب) أي الرحيم بالناس والمود والمحب لهم وصاحب اللسان والمنطق اللين، ومن اللفظ (رخَم) يقال (رخَم الكلام) أو (رخَم الصوت) بمعنى (لان وسهُل ورَقًّ) ويقول الشاعر طرفة بن العبد : فَجَوني يوْمَ زمّوا عِيرَهُمْ �� برخيمِ الصَّوْتِ ملثومٍ عطِرْ، كما أن لهذا اللفط معاني مختلفة تختلف بحسب سياق النص.

• سميفع : اسم مركب من لفظين (سم يفع) ويأتي اللفظ سم : من الجذر الثلاثي (اسم) فحسب القواعد الإنشائية لقلم المسند لا يُكتب الألف في مثل هذا اللفظ كونه مجرد من الهمزة وليس له أي علامة إلا أنه يثبت نطقاً.

ويفع : لهذا اللفظ إحتمالين الأول قد يكون نطقه كما هو مرسوم (يفع) بمعنى صَعد، والإحتمال الثاني (يافع) بزيادة ألف المد ويعنى صَاعد، وفي الحالتين أياً كان منهما لن يغير من المعنى والمفهوم العام للفظ في شيء فهو من (العلو والإرتفاع والشموخ)
وسميفع : هنا جاء بصيغة الجملة الإسمية المختصرة كي يسهل النطق فقط أما الأصل فهو (سمه يفع) تماماً مثلما اسم (سمه علي) و(سمه كرب) و(سمه يدع) وهذا الإختصار موجود في أسماء أخرى مثال الإسم (هوف عثت) أو(هوف عت) بمعنى (هوف عثتر) كذلك (لحي عت) الذي تحدثنا عنه فيما سبق بمعنى (لحي عثتر) وينصرف معنى (سميفع) فيما معناه إلى (اسمه صاعد) وهو رديف للإسم (سمه علي)

• أشوع : هو الإسم الشخصي (لسميفع) جاء على وزن أفعل وهو من الفعل (شوع) وينصرف المعنى إلى المناصرة والتأييد.

ومثلما تقدم النقوش هذا اللفظ (كاسم علم) نجده أيضاً في نقوش أخرى يأتي بصيغة الفعل (شوع) أي ناصر أحد الأشخاص، مثال النقش Sh 31 والذي جاء بصيغة الجمع في العبارة التالية : بذت/خمرهمو/أتو/بن/ذ سهرتم/بوفي/ومهرجتم/وسبيم/وغنمم/بكل/سبأت/شوعو/مرأهمو/ شمر يهرعش، المعنى : عندما منحهم (الإله) الرجوع من (بلاد) السهرة بسلام ومقتلة وأسر وغنائم في كل حملة (ناصروا) سيدهم شمر يهرعش.

كما أن #القرآن_الكريم قد استخدم هذا اللفظ في عدة مواضع مطابقاً له في المعنى ونكتفي هنا بما جاء في (سورة القصص) حيث يقول تعالى {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شْيِعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ} آية (15) .

5 - شرح إل/يقبل/وشرح بإل/أسعد/بني/شرح إل/يكمل : وشراحيل يقبل وشرحبيل أسعد بني شراحيل يكمل ، هذه ثلاثة أسماء كل اسم منهما يتكون من اسم مركب واسم شخصي .

• شرح إل : اسم علم مركب من لفظين (شرح إل) ويُفسر اللفظ (شرح) بمعنى : حفظ - حمى - حرس - أعان واللفظ (إل = إيل) بمعنى الإله و(شرح إيل) هو الإسم المعروف في أسماء الأسر اليمنية (شراحيل) وهو الإسم الرديف للإسم المعروف (حفظ الله) المتدوال هذا الأيام.

• يقبل : هو الإسم الشخصي (لشرح إيل) وهو بمعنى (يثور) أي يثور على الخصم، وقد جاء هذا اللفظ في أشعار امرؤ القيس يصف فيه حصانه :
مكرٍ مفرٍ مُقبلٍ مُدبرٍ معاً �� كجلمودِ صخرٍ حَطَّهُ السَّيلُ من عَلِ .

كما أن اسم (مُقل) لا يزال يستخدم في المجتمع المحلي في أسماء الأشخاص حتى اليوم بنفس المعنى، كما أن النقوش استخدمت هذا اللفظ لمعاني أخرى مثل (قبل) بمعنى أجر أرضاً وهذا اللفظ لا يزال مستخدم أيضاً حتى اليوم في المجتمع المحلي.

• شرح بإل : اسم مركب من لفظين (شرح بإل) أي (شرح بإيل) وهو شبيه بالإسم (شرح إيل) والفرق أن هذا الإسم مزيد بحرف الباء في اللفظ (إيل) وهو عبارة عن حرف (جر) وهذا الإسم هو المعروف اليوم في أوساط المجتمع بـ (شرحبيل) وهو رديف الإسم (حُفظ بالله) أو (المحفوظ بالله) .

• أسعد : هو اللقب الشخصي (لشرح بإيل) جاء على وزن أفعل لم يلحقة أي علامة صرفية، لذلك نجد الإسم مكتوب بنفس الرسم المعروف اليوم (أسعد) كونه ممنوع من الصرف أي أنه يجوز لغوياً إلحاق حرف الميم كما في الكلمات المتمكنة من الصرف.

• شرح إل : شرح إيل سبق الحديث عنه

• يكمل : هو اللقب الشخصي (لشرح إيل) الإسم الثالث في هذه الفقرة و(يكمل) هو من الكمال، وأشبه ما يكون بوصف صاحبه بالرجل المُكْمّل في الحرب والسلام، حيث يقولون في المجتمع المحلي (فلان رجال مكمل) أي أنه رجل فطن ويحسن التصرف في التعامل مع أي حدث كان.

6 - ألهت/ يزأن/وجدنم : أي آل يزأن وجدن.

• آلهت : آلهة ، هو صفة واسم موصول بمعنى (آل) جاء هذا اللفظ مكتوب بصيغة (آلهت) في المرحلة المتأخرة أما المرحلة القديمة فكان يُكتب (آل) كذا وفي المرحلة الوسطى جاء بصيغة (آلي) أي (آل فلان) .

7 - خصرو/مرأهمو/ملكن : رافقوا سيدهم الملك .

• خصرو : خاصروا بمعنى رافقوا ، طبعاً الكلمات في المساند واللغة العربية بشكل عام تختلف معانيها حسب السياق ، ولكي يتضح المعنى لهذه المفردة بشكل كامل ، نرفق بعض الأمثلة المعتمدة في المعاجم العربية حيث يقال مثلاً :

خصَر فلاناً : أي ضرب خاصرته
تخصَّر الشَّخصُ : أي وضع يده على خَصْره .
خصَّر الثَّوبَ : ضيّقه من جانبيه قبالة الخَصْر .

تخاصر الشَّخصان : أي تماشيا ويد كلٍّ منهما عند خَصْرِ صاحبه ، ويُقَال خرج الْقَوْم متخاصرين إذا كَانَ بَعضهم آخِدا بيد بعض ، وفي اللسان اليمني يقولون في وصف الخيانة من الشخص الرفيق الحميم (طعنه في الخاصرة) أي أن الخيانة جاءت من شخص كان رفيقاً وصاحباً وموضع ثقة لطالما تماشيا معاً ويد كلٍّ منهما في خَصْرِ صاحبه وهنا يتبين لنا كيف يتم وضع الكلمات في نقوش المسند بما يتناسب مع السياق وصياغة التعبير .

• مرأهمو : هو من الجذر (مرء) وتعني (سيد - رجل) ويعزز هذا المعنى القرآن الكريم ما ورد في سورة (النبأ) قوله تعالى ﴿إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا﴾ آية (٤٠)

8 - كدهر/قلسن/وهرج/أحبشن/ بظفر : لما أحرق الكنيسة وقتل الأحباش بظفار .
• كدهر : الكاف هنا (أداة عطف) تفيد (عندما) واللفظ (دهر) هنا بمعنى دمر - أحرق - خرب .

• قلسن : القليس ، النون في آخر اللفظ للتعريف بأل والقليس هي الكنيسة

• هرج : هرج وهذا اللفظ هو رديف لكلمة (قتل) ومثلما جاء لفظ (الهرج) في كثير من النقوش كذلك جاء لفظ (القتل) في عدة نقوش خصوصاً النقوش الأقدم التي سبقت هذا النقش بقرون .

• أحبشن : الأحبوش أو الأحباش ، النون في آخر اللفظ للتعريف (بأل) واسم الحبشة هو اسمٌ أطلقه أهل اليمن على بلاد الْحَبَشَةُ المعروفة اليوم باسم (إثيويبا) ويقول بعض المؤرخين أن اسم الحبشة هو نسبة لقبيلة يمنية قحطانية اسمها (حبشت) ، إلا أن تحيليل الإسم من الناحية اللغوية والمنطقية يعطينا تفسير أوضح وأدق ، حيث تفيد المعاجم العربية أن الْحَبَشُ جِنْسٌ من السُّودَانِ ، وفي حديث النبي (ص) فيه فصٌّ حَبَشِيٌ ،

كذلك جاء في أشعار امْرُؤُ الْقَيْسِ (وَيَأْكُلْنَ بُهْمَى جَعْدَةً حَبَشِيَّةً وَيَشْرَبْنَ بَرْدَ الْمَاءِ فِي السَّبَرَاتِ) ويفسر البعض (حَبَشِيَّةً) أنها الْحُبْشَانُ : وتعنى الْجَرَادُ الَّذِي صَارَ كَأَنَّهُ النَّمْلُ سَوَادًا ، ويقول آخرون أن الْحبشية يقصد بها (نبتة) شديدة الخضرة ، تضرب إلى السواد ، وفي كل الأحوال فالمعنى للكلمة هو السَوَاد .

كما أن إستخدام هذه الكلمة في المجمتع اليمني لا تزال موجودة حيث يصفون لون الأحجار السوداء (بالحبش) والدليل على ذلك أنهم يحددون نوع كل حجر حسب لونها حيث يقولون حجر خضراء وحجر حمراء وحجر حبش (حجر سوداء) وحجر بيضاء وجاء في المساند ذكر لإسم الحجر البيضاء بالفظ (بلق) والبلق هو رديف اللون الأبيض لغوياً .

بالإضافة إلى ذلك كثيراً ما كنتُ أسمع كبار السن يصفون الشاب اليافع عندما يقضي لهم عملاً بكل كفاءة بأنه (نمرٌ محبش) أي النمر المنقط باللون الأسود وذلك من باب التشجيع وتعبيراً له بالرجولة والشكر والإمتنان .

• بظفر : الباء حرف جر و( ظفار ) مدينة وعاصمة الحُكم وتقع اليوم في يريم محافظ ( إب ) اتخذها الحميريون عاصمة لهم بعد توحيد جميع #الممالك_اليمنية في كيان واحد.

9 - وعلى/حرب/أشعرن/وفرسن/ومخون : وعلى حرب الأشاعر والركاب وفرسان والمخاء

• حرب : كُتب هذا اللفظ كما هو من دون أي حرف زائد لأنه ممنوع من الصرف حسب محله من الأعرب .

• أشعرن : الأشاعر ، النون في آخر الإسم لغرض التعريف (بأل) والأشاعر قبيلة يمنية معروفة عبر العصور كانت مساكنهم على ساحل البحر الأحمر جنوب مدينة الحديدة ، يقول الهمداني في كتابه الصفة ص(232) (تهامة اليمن) بلد بني مجيد وبلد الفَرَسَان وهي على محجَّة (طريق) عدن إلى زَبيد ، ثم ديار الأشعريين من حدود بني مجيد بأرض الشقاق ...إلخ

• ركبن : أي الرَّكْب النون في آخر الإسم للتعريف بأل والرَّكْب قبائل يمنية مساكنهم في ساحل تهامة ، جاء ذكرهم في عدة نقوش ، كذلك ذكرهم الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب ، صفحة (204) بلد الرَّكْب هو الملح وحَيْس وهو بلد آل أبي النمر الرّكبيِّين وقريتهم بحيس القناة .

• فرسن : فرسان هي قبيلة يمنية من تغلب ونسبهم لحمير وإليهم تنسب جزائر الفرسان في البحر الأحمر

• مخون : أي المخاء ، اللفظ هنا جاء مكتوب حسب الأصول اللغوية الأصيلة ليس فيه عوجاء ، (مخون = المخاو) أي المخاء حيث يعتبر الواو هنا من حيث الأصول اللغوية همزة ، أما النون في آخر الإسم ما هو إلا لغرض التعريف بأل كتابةً ويثب (أل) نطقاً .

10 - وعلى/حرب/ومقرنت/نجرن : أي وعلى حرب ومرابطة نجران .

• مقرنت : مقارنة أي مرابطة (حراسة) بسائر نجران ، ونفهم من خلال النص أن الملك (يوسف أسأر) قد أمر بالمرابطة على حدود نجران تحسبأً لأي هجوم محتمل من الأحباش على نجران كون المنطقة كانت تعتبر المعقل الرئيسي للديانة المسيحية لذلك كان من أولويات الأحباش ومن خلفهم الروم السيطرة على نجران بأي شكل من الأشكال ، وربما أن حادثة الاخدود (المذكوة في القرآن) قد فاقمت الخلاف وإحتدام الحرب .

11 - وتصنع/سسلتن/مدبن : وتصنيع سلسلة المندب .

• وتصنع : وتصنيع ، جاء اللفظ بدون أن يُكتب حرف الياء كونه حرف (لين) ، ويأتي هذا اللفظ من الفعل (صنع) بمعنى صنع وأحدث عملا ، أي أن لفظ (تصنيع) هنا يقصد به (تحصين) لمناطق الصراع من أجل كسر العدو ، ومن اللفظ (صنع) سمي الحِصن منصعة وصِنعة ومصينعة ، والجمع مصانع .

• سسلتن : سلسلة ، جاءت الكلمة هنا متبوعة بالنون مع أن موقعها الإعرابي لا يسمح بإلحاق النون لأي سبب من الأسباب ، وأرجح أن الكاتب قد أخطأ بإلحاق النون بدليل أن الكلمة تكررت في عبارة مماثلة في السطر الثامن في نفس النقش الذي نحن بصدده دون إلحاق النون ، كذلك جاءت مكتوبة في عبارة مماثلة في نقش آخر هو النقش Ry 508 وهو نسخة من هذا النقش كمايلي : لصنعن/سسلت/مدبن :

ليصنعون سلسلة المندب ، كذلك وردت نفس الكلمة والعبارة في نسخة ثالثة لهذا النقش هو النقش Ry 507 كما يلي : يصنعن/سسلت/مدبن : يصنعون سلسلة المندب .

وقد جاءت كلمة (سسلت) بهذه الصيغة لأن أصل الكلمة في اللسان اليمني (سنسلة) وإن كان هذا اللفظ قد أصبح قليل الإستخدام على أيام زمان إلا أن كلمة (سنسلة) كانت هي الشائعة حتى السلسة التي تُعلق على الرقبة أو ما شابه كان يطلق عليها سنسلة ، عِلماً اللفظ (سسلت) جاء بدون حرف النون لأنه حرف ساكن لذلك يتم إهماله كتابة لكنه يثبت نطقاً

12 - وكـ همو/عمهو/وكـ يذكينهمو/بجيشم : وأخذهم معه وكان يلحقهم بالجيش .
• وكـ همو : أي وكُلَّما هم ، الواو إستنئنافية ، والكاف هنا يمثل أداة (كُلَّما) ، وهمو ضمير والواو لإشباع الضم .

• عمهو : معه بتقديم العين على الميم والهاء ضمير والواو الأخير لإشباع حركة الضم .
وكـ يذكينهمو : الكاف هنا يمثل أداة (كي) والواو إستئنافية واللفظ (يذكينهمو) من الفعل (ذكى) أي أرسل أو الحق .

• بجيشم : أي بجيش ، الباء حرف جر والميم هنا زائد يبدو أنه للتنكير .

13 - وكـ ذ هفلح/وهفأن/ملكن/بهيت/سبأتن : ولقد أفلح وأحرز الملك في هذه الحملة .

وكـ ذ هفلح : الثلاثة الحروف المنفصلة (و كـ ذ) الواو عبارة عن حرف جر والكاف يمثل (اللام - لـ) وحرف الذال يعتبر حرف تحقيق (قد) أما اللفظ (هفلح) هو بمعنى أفلح لأن الهاء يكتب بدل همزة أفعل لتعدية الفعل .

• وهفأن : أي وأفأن بمعنى وأحرز ، وأفلح .

• ملكن : الملك والنون في آخر الأسم لغرض التعريف بألـ .

• بهيت : الباء في أول الكلمة حرف جر ، و(هيت) اسم إشارة بمعنى (هذه) .

• سبأتن : أي السبأة وتعنى الحملة العسكرية والنون في آخر الكلمة للتعريف بألـ .

14 - خمس/مأتم/وثني/عشر/أألفم/مهرجتم : أي خمس مائة واثني عشر ألفاً .

حينما يقدم أصحاب النقوش إحصائية المعارك عن خسائر الأعداء نجد الدقة في تدوين الأرقام بشكل صحيح بداية من الرقم الأصغر حتى الأكبر ، مثلما مكتوب في هذا النقش (خمسمائة واثني عشر ألفا) .

• خمس/مأتم : خمسمائة ، لنجعل هذا العدد نموذجاً في توضيح قواعد كتابة الأعداد التي استخدمتها نقوش المسند فقد أعتمدت المساند تقديم العدد على المعدود تماماً كما هو معروف في الفصحى والمجمتعات المحلية ، ومن القواعد الهامة وكما هو واضح هنا مجيء العدد خمسة محذوف من التاء حيث يأتي العدد بالصيغة المجردة إذا جاء المعدود مؤنث مثلما هو واضح في هذا النقش (خمس مائة) ويأتي بالصيغة التائية إذا جاء المعدود مذكر مثال (ثلاثة عشر وأربعة عشر) ما عدى (أحد عشر و اثنا عشر) حيث يأتي العدد مجرد والمعدود مذكر ،

وهذه القاعدة لا تزال بنفس الإستخدام بكل تفاصيلها حتى اليوم ، وهذا يؤكد بأن المساند مرجعية هامة لا غنى عنها ، أما المائة فقد جاء بالصيغة (مأتم) أي مائة والميم في آخرها فهو لغرض الجمع .

• وثني : أي واثني .

• عشر : كُتب اللفظ بدون اي حرف زائد لأنه ليس منصرف حسب موقعه من الإعراب تماماً مثلما الفصحى .

• أألفم : أألف بمعنى آلاف جمع ألف ، والميم لاحقة للتنوين ويأتي كتابة هذا اللفظ في المسند على أصله .

• مهرجتم : مهرجة بمعنى مقتلة - مذبحة .

15 - وأحد/عشر/أألفم/سبيم : وإحدى عشر ألفاً

وأحد : الواو حرف عطف أما اللفظ (أحد) فيكتب في المساند على أصله وقد ورد في القرآن الكريم بنفس اللفط والمعنى بقوله تعالى { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} سورة الإخلاص ، آية (1) .

• سبيم : سبي ، الميم للتنوين (سبيًا) والسبي هم الأسرى .

16 - إبلم/وبقرم/وضأنم : أي إبل وبقر وضأن ، وهذه أسماء الغنائم من الإبل والبقر والضأن ، وقد وردت هذه الأسماء في جميع المعاجم العربية وفي القرآن الكريم .

17 - وتسطرو/ذن/مسندن/شرح إل/يقبل/ذ يزأن : وكتب هذا المسند القيل شرحبيل يقبل ذو يزن

• وتسطرو : أي سطروا - كتبوا ، جاء اللفظ بصيغة الجمع وكان من الأجدر أن يكون اللفظ (تسطر) لأن الكاتب واحد .

• ذن : اسم إشارة يفيد بمعنى هذا .

• مسندن : أي المسند ، النون في آخر الكلمة للتعريف بألـ ، ويأتي اسم المسند من الجذر سَند أي وَثَّق- عَضَد - دَعَم ،

وأعتقد أن فكرة اسم المسند جاءت في بداية الأمر عندما كان الناس يكتبون النقوش ثم يقومون بإسنادها إلي حيطان وجدران المعابد بمعنى أن الألواح الحجرية أو البرونزية كانت تُسند إلى الحائط لغرض العرض والتوثيق ، أو إسناد الكتابة مباشر في حائط صخري ، ومنه أشتق اسم المستندات والموثائق التي يستند عليها أصحابها في حفظ الحقوق ، ومنه أيضاً جاءت كلمة الإسناد والمساندة بين الأفراد وذلك عندما يساعد الأشخاص بعضهم لبعض فيقولون فلانٌ رزحٌ وسَندٌ لفلانٍ أي يرزحُ ظهره ويشد عضده ، كما أن هذا التوصيف أيضا لا يزال يطلق على المساند الخاصة بالمجالس المنزلية لأنهم يسندونها إلى حائط المجلس لكي يستند عليها السكان وضيوفهم عند الجلوس .

18 - كـ قرن/بعلى/نجرن/بشعب/ذ همدن/هجرن/وعربن : لمّا دافع على نجران بالشعب ذو همدان الحضر والبدو .

• - كـ قرن : لمّا قارن ، أي (لمّا دافع - رابط ) فالكاف هنا يعتبر (أداة عطف) يفيد بمعنى (لمّا - عندما) .

• بعلى/نجرن : على نجران أو بسائر نحران .

• هجرن : الهجر أي المدينة - الحضر .

عربن : العرب بمعنى البدو ، فقد جاء في السياق ذكر لقبائل همدان أهل المدينة والبادية وبالفعل همدان فيها الحضر والبدو حتى اليوم .

19 - ونقرم/بن/أزأنن : وصفوةٌ من الأزأن (اليزنيين) .

• ونقرم : أي ونقرٌ ، والميم حرف زائد للتنوين ، والنقرُ هنا حسب السياق هم الرجال الذين أختارهم وأنتقاهم بمعنى أنهم الصفوة من الرجال المقاتلين الأشداء وجاء اللفظ في المعاجم العربية بنفس المعنى حيث يُقَالُ: نَقَّرَ بِاسْمِ فُلَانٍ وَانْتَقَرَ إِذَا سَمَّاهُ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ. وَانْتَقَرَ الْقَوْمَ : اخْتَارَهُمْ. وَدَعَاهُمُ النَّقَرَى إِذَا دَعَا بَعْضًا دُونَ بَعْضٍ يُنَقِّرُ بِاسْمِ الْوَاحِدِ بَعْدَ الْوَاحِدِ .

وجاء في الأشعار قَوْلُ لَبِيدٍ يَرْثِي أَخَاهُ أَرْبَدَ ، وَلَيْسَ النَّاسُ بَعْدَكَ فِي نَقِيرٍ وَلَا هُمْ غَيْرُ أَصْدَاءٍ وَهَامِ ، أَيْ لَيْسُوا بَعْدَكَ فِي شَيْءٍ

20 - ويصنعنن/سسلت/مدبن : أي ويصنعون سلسلة المندب .

• ويصنعنن : أي ويصنعون ، جاء اللفظ هنا بصيغة الفعل المضارع المنون ويقول عالم النقوش (بيستون) في كتابه (لغات النقوش) المضارع نوعان وهما : المجرد والمنون حيث يأتي المجرد بصيغة (يفعل) للمفرد المذكر ، و(تفعل) للمفرد المؤنث ، و(يفعلا) للمثنى المذكر ، و(تفعلا) للمثنى المؤنث ، و(يفعلو) في حالة الجمع للمذكر ، و(يفعلن) للجمع المؤنث .

ويأتي المنون بصيغة (يفعلن) للمفرد المذكر ، و(تفعلن) للمفرد المؤنث ، و(يفعلنن) للمثنى المذكر ، و(وتفعلنن) للمثنى المؤنث و(يفعلنن) للجمع المذكر والمؤنث على السواء

ويصنعون : من الفعل صنع أي فَعل - أقام عملاً ، وقد استخدم القرآن هذا اللفظ بنفس المعنى والأسلوب البياني بقوله تعالى { وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مَنكُمْ كَمَا تَسْخرُونَ} سورة هود آية(38)

ومن هذا اللفظ جاءت تسمية المصنعة والمصينعة بمعنى (الحصن أو القلعة) وجمعها (مصانع) والمصانع هي الحصون المشيدة .

21 - وككل/ذ ذكرو/بذن/مسندن/مهرجتم/وغنمم/ومقرنتم : ولكل الذي ذكروا في هذا المسند مذابح وغنائم وحماية ومرابطة .

• وككل : الواو هنا إستئنافية ، أما (ككل) فتعني (لكل) في عِداد الجار والمجرور

• ذ ذكرو : أي الذي ذكروا ، الذال حرف وصل يفيد بمعنى (ذي = الذي) .

22 - فكسبأتم/أحده/ذ قفلو/أبتهمو : فكانت حملة واحدة الذي رجعوا بيتوهم

• فكسبأتم : الفاء والكاف في بداية الكلمة يمثلان (فكانت) و سبأتم : بمعني (حملة - غزوة) .

أحده : بمعنى واحدة

• ذ قفلو/أبتهمو : أي الذين رجعوا (أبيتهم) بيوتهم

23 - بثلثت/عشر/أورخ : في ثلاثة عشر شهر (أشهر)

• بثلثت : أي في ثلاثة أو بثلاثة .

• أورخ : أي أشهر ، والورخ هو رديف الشهر ومن هذا اللفظ عُرف مفهوم (التاريخ) الذي يحديد زمن الأحداث فيقولون بتاريخ كذا أو مؤرخ بتاريخ كذا ، كذلك عُرف من هذا اللفط مفهوم تاريخ الأمم ومنه عُرف اسم مؤرخ ومؤرخون في مجال التاريخ

24 - ورخهو/ذ مذرأ/ذ لثلثت/وثلثي/وسث/مأتم : تاريخه ذو المذرأ الذي لثلاثة وثلاثين وست مائة ، رقماً 633 من التقويم اليمني القديم ، الموافق شهر (يوليو - أغسطس) عام 518 ميلادي .

• ورخهو : أي تاريخهُ .

• ذ مذرأ : ذو المذرأ ، وجاءت تسمية ذو المذرأ بهذا الإسم لأنه الذي يأتي في شهر (الذري) أي شهر زراعة حبوب القمح (البُرُّ) والذي يأتي في شهر الخريف واسم ذو المذرأ مثل اسم ذو الحجة وذي القعدة في الشهور الهجرية.

25 - وكـ بخفرت/سمين/وأرضن/وأأذن/أسدن/ذن/مسندن : وأنْ في حماية السماء والأرض ورعاية الجند هذا المسند ، هكذا جاءت العبارة بصيغة تحتاج للتوضيح أكثر بإعادة صياغتها من حيث التقديم والتأخير فتكون (وأن هذا المسند في حماية السماء ورعاية الجند) .

• وكـ بخفرت : وأن في حماية ، الكاف هنا يفيد بمعنى أن والباء حرف جر ، و خفرت : من الجذر (خفر) بمعنى حماية - أمن - أمان - صون ، وهذا اللفظ فصيح ومنه جاء مفهوم (خفر السواحل) أي (حرس السواحل) وتفسره كل المعاجم العربية بنفس المعنى حماية - حراسة ، ومن هذا اللفظ جاء اسم المخفر في بعض البلدان العربية والذي يعني (مقر شرطة الأمن) كذلك يُفسر في المعاجم العربية أن خَفَرُ الْمَرْأَةِ : هو شِدَّةُ حَيَائِهَا. ويقال كذلك اِبْتَسَمَتِ الْمَرْأَةُ فِي خَفَرٍ وَحَيَاءٍ ، وهذا الإستخدام لا يزال موجودا في المجتمع اليمني لكنه أكثر تعبيرًا ودقة .

فقبيل زواج الفتاة بفترة وجيزة يتم إبلاغ أهلها من قِبل أهل الزوج بأن موعد الزواج قد اقترب وعليهم أن يخفروها بمعنى أن تبقى في البيت وتمتنع عن العمل داخل البيت وخارجه وأن تستخدم النقاب بإستمرار وكل هذا من أجل حماية بشرتها من تأثير الهواء والشمس حتى تكون أكثر جمالاً عندما يأتي موعد الزواج ولهذا سُمية تخفرة .

• وأأذن : آذان أي ورعاية وحماية وهو مرادف للفظ (خفر) إلا أن كل كلمة توضع في العبارة المناسبة بحيث تكون أكثر بياناً .

• أسدن : الأسد ، أي الجند الشجعان والرجال المحاربين وفي إعتقادي أن حيوان (الأسد) سمي بهذا الإسم نظراً لمكانته المتميزة عن باقي الحيوانات في القوة والشجاعة .

مع العِلم أن اسم الأسد كان يسمى في نقوش المسند (لبأم = لبؤٌ) وقد تميز (الأسد) بهذا اللقلب بينما ضَلّ اسم الأنثى كما هو (لبؤة) ولم يتغير .

26 - بن/كل/خسسم/ومخدعم : من كل خسيسٍ ومخرب .

• بن : من ، حرف جر يأتي بهذه الصيغة حسب قواعد خط المسند تمييزاً للمعنى مع اللفظ المشابه الذي يأتي في النقوش بالصيغة (𐩣𐩬 - من) بمعنى (مَنْ) بإستثناء النقوش في مدينة (هرم) حيث يُكتب هذا اللفظ بالصيغة المعروفة اليوم (𐩣𐩬 - من) بمعنى (مِنْ)

أما بقية النقوش عبر كل المراحل نجده بالصيغة (𐩨𐩬 = بن) بمعنى (مِنْ) وللتوضيح أكثر فإن اللفظ (مَنْ) يُكتب بالصيغة (𐩣𐩬 - من) بمعنى (مَنْ) عندما يكون محله الإعرابي مبتدأ ومضارع مجزوم مثل (وَ مَنْ يتجاوز كذا ، أو وَمَنْ يفعل كذا ) كما هو واضح من خلال النقش (RES 4088 a) في العبارة التالية : تفصو/عبرم/وثنن/ومن/عبر/يدأهو/وليأخذ/وهم/أل/تأخذ/فحلت/نفسهو/لذيهرجنهو .

المعنى : تجنبوا عبور الحدود ومن يتحاوز فسيتم القبض عليه وإذا لم يقبض عليه فحُلت روحه لمن يقتله .

• خسسم : أي خسيسٍ ، وهو الشخص الخسيس والمؤذي والذي يعتبر منبوذا من الناس وحرف الميم لاحقة للتنوين كسر حسب محله من الإعراب .

• ومخدعم : أي مخادع ، والمخادع هو الذي يُخادع الناس بأعماله أو يخدع الأشياء ويُنقصها وهنا جاء التعبير بهذا المفهوم (ومخادع) هنا بمعنى أن من يخرب النقش فقد خدعه وأتلفه ومن هذا المنطلق يأتي توظيف المفردات حتى تناسب السياق وسياغة التعبير .

27 - ورحمنن/علين/بن/كل/مخدعم : والرحمن العلي من كل مخرب

• ورحمنن : أي والرحمن ، كما هو معروف النون في آخر الكلمة للتعريف ، طبعاً قد يتساءَل الكثير من المهتمين بالنقوش لماذا كانت النقوش تتخذ هذه الخاصية في إلحاق النون في آخر الأسماء بدلاً من (ألـ التعريف) مثلما هي معروفة اليوم بصيغة (الرحمن)

والحقيقة أن قلم المسند كان يعتمد إلحاق حرف النون في آخر الأسماء بدلاً من ألـ التعريف لعدة إعتبارات بحيث يتوافق مع النطق السليم للكمات وتحاشياً للخطأ الإملائي واللغوي أو الخلط بين الكلمات فمثلاً لو افترضنا جاءت الكلمة مكتوبة في النقوش بنفس الصيغة المعروفة اليوم (𐩱𐩡𐩧𐩢𐩣𐩬) قطعاً سوف يكون المعنى غير ذلك تماماً ، لأنه بهذا الشكل يعتبر اسم مركب من لفظين (إل رحمن) لأن اللفظ (إل = إيل) بمعنى (إله أو الله) على إعتبار أن الألف في بدية الإسم مهموزاً ، وهنا الإشكالية في عدم كتابة أل التعريف في هذا اللفظ وجميع الألفاظ عموما ، والسبب في ذلك أن الألف المجرد من الهمزة (ا) ليس له وجود على الإطلاق في خط المسند لأنه ليس حرفاً أساسياً في الهجائية العربية سواءً خط المسند أو خط الجزم الذي نستخدمه اليوم ،

ولا يوجد له حتى أي علامة في خط المسند إلا في حالة التثنية نجدهم قد استخدموا حرف الهاء للإنابة عن ألف المد المجرد من الهمزة مثل اللفظ (بيتنهن) أي (البيتان) وممكن بحسب الإعرب يكون (البيتين) لأن الهاء أيضاً ينوب عن حرف الياء الساكن ، لذلك نجدهم قد وضعوا حساب لكل شيء وأقروا كتابة الألفاظ بطريقة مثالية مثلما هو معتمد هنا كتابة هذا اللفظ بصيغة (رحمنن) مع العِلم أن النون الذي يتم إلحاقه في آخر الأسماء لغرض التعريف (بألـ) ما هو إلا علامة فقط وعند القراءة يثبت بأل التعريف .

• علين : أي العلي ، اللفظ واضح وسهل الفهم ، فقط نبدل النون التي في آخر اللكلمة إلى (أل) التعريف في أولها .

• مخدعم : مخادع ، أي الذي يسعى إلى تخريب الكلمات ، والميم في آخر الكلمة لغرض التنوين كسر بحسب موقع الكلمة من الإعراب

28 - وتف/وسطر/وقدم/على/سم/رحمنن : وضِع وكُتبَ ونُفِّذ باسم الرحمن .

• وتف : وضِع - دُوِّن - سُجل وقد يختلف المعنى بإختلاف السياق فقد يأتي بمعنى (منحة أرض - وثيقة تنازل) .

• و سطر : أي وسُطر - وكُتب .

• وقدم : أي وقُدم - ونُفِّذ

28 - وتف/تممم/ذ حضيت : دَوّن تمام ذو حضية

• وتف : دَوّن قَيّد .

• تممم : تمام ، وهو الذي قام بتدوين النقش .

• ذ حضيت : ذو حضية ، والذو هنا يشير إلى اسم الأسرة مثلما (ذو يزن - ذو جدن - ذو كلاع) لكن ما يثير التساؤل أن اسم أسرة هذا الشخص جاء هنا (ذو حضية) وفي النقش Ry 507 جاء (تممم/بن/معدن/ذ قسملت/سبأين) أي تمام بن معدان ذي قسملة السبئي وهذا النقش هو نسخة مماثلة لهذا النقش الذي نحن بصدده ، والإجابة على ذلك ربما (ذو حضية وذ قسملة) جاءا على غِرار إنتساب أبناء شرحبيل يكمل إلى (ذو يزن وذ جدن) وهذا الإنتساب ما هو إلا نتيجة تحالف قبلي بين (ذو يزن و ذو جدن) ، وهنا فقد إكتفى هذا الشخص باسم أسرة (ذو حضية) وفي النقش الآخر وضع أسرة (ذو قسملة) .

29 - رب هد/بمحمد : هذه العبارة فيها نوع من الغموض من حيث توظيف الكلمات وصياغة التعبير الأمر الذي يجعل المعنى شائك الفهم لكن من خلال العبارة المماثلة التي جاءت في النقش Ry 515 بصيغة (رب هود/ برحمنن) بإختلاف الكلمة الأخيرة (برحمنن = بالرحمن أو برحمن) وهذا اللفظ هو أحد صفات الله ، هذا يعني أن الكلمة (بمحمد) هي كذلك صفة مثل الرحمن ، وبذلك يمكننا القول أن العبارة (رب هد/بمحمد) في هذا النص الذي نحن بصدده تصف (رب اليهود بالمحمود) .

• هد : المقصود به يهودا أي اليهود ، والإسم (هد) هنا من الجذر الثلاثي اليعربي (هود) لكن حسب القواعد الخطية لقلم المسند يتم إسقاط الحرف الساكن لكنه يثبت نطقاً هود ، وعندما ينتقل الإسم من العربية إلى اللغة العبرية أو الآرمية. يتغير لفظ الإسم بما يتوافق مع النطق اللساني في تلك اللغات بحيث ينطق (يهودا) لأن صياغة الأسماء في المسند تدوّن على أصلها ما عدى نقش بيت الأشول (1) فقد جاء اسم أحد الأشخاص بالصيغة المحرفة (يهودا)

تحياتي

دراسة تفسيرية وتحليلة للدكتور الباحث
علي ناصر صوال