منوعات

الجمعة - 13 يناير 2023 - الساعة 11:49 ص بتوقيت اليمن ،،،

أحمد محمود


بدأ العلماء وعشاق الظواهر الفلكية، رصد "المذنب الأخضر" النادر، الذي يظهر لأول مرة منذ 50 ألف عام.

وكانت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، أعلنت في وقت سابق، أن المذنب الأخضر سيقوم بأقرب اقتراب له من الشمس في 12 كانون الثاني/ يناير الجاري.


وقال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، الدكتور جاد القاضي، إن "مرصد القطامية الفلكي بمرآته التي يبلغ قطرها 1.8 متر، بدأ في رصد المذنب الأخضر C/2022 E3 (ZTF)، فجر 12 يناير، أثناء أقرب نقطة له من الشمس".

وأضاف جاد، في تصريحات لـ"إرم نيوز": "ستستمر رؤية المذنب ورصده من مرصد القطامية الفلكي حتى 1 فبراير المقبل، ويمكن متابعته في الساعات المتأخرة من الليل في الأيام القادمة باستخدام المناظير الفلكية المختلفة".

ولفت إلى أنه "يتميز بانبعاث غازات تميل للون الأخضر عند اقترابه من الشمس، لذا سمى بالمذنب الأخضر".

وبين أنه "وفقا للحسابات الفلكية يصل المذنب إلى نقطة الحضيض (أقرب نقطة إلى الشمس) على مسافة 166 مليون كيلومتر في فجر 12 يناير، عند زاوية مطلع مستقيم 15h 48m 15s وزاوية ارتفاع 38 درجة 26 دقيقة و15 ثانية ولمعان ظاهري قدره 6.8 درجة وزاوية طور 60.5 وزاوية استطاله قدراها 79.9 درجة".

وأشار إلى أن "المذنب يصل إلى أقرب نقطة للأرض في الأول من فبراير، على مسافة 42 مليون كيلومترا، عند لمعان ظاهري 6 دراجات داخل كوكبة، ليظهر للعين المجردة في الأماكن المظلمة بعيدا عن إضاءة المدن على شكل قطعة سحابة صغيرة جدا لونها أخضر، وسيقترن بكوكب المريخ بمقدار 1.5 درجة في 11 فبراير".

ظاهرة "أقل إثارة"
ويعود اكتشاف هذا الجسم الصخري والجليدي الصغير الذي يقدر قطره بنحو كيلومتر واحد إلى آذار/ مارس 2022، وقد رصده برنامج مسح السماء الفلكي "ذد تي إف" الذي يدير تلسكوب "سامويل-أوشين" في مرصد بالومار بولاية كاليفورنيا الأمريكية.

ورُصد المذنب لدى مروره في مدار كوكب المشتري.

وقال نيكولاس بيفر من مرصد "باريس-بي إس إل"، في تصريح سابق، إن الجسم السماوي سيكون على مسافة من الشمس أبعد بنحو 10% من المسافة التي تفصل كوكب الأرض عنها (نحو 150 مليون كيلومتر).

وعندما يقترب مذنب من الشمس، يتصعّد الجليد الموجود في نواته، أي يتحول من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازيّة، ويترك أثرا طويلا من الغبار يعكس ضوء الشمس.

وهذا الغبار الذي يبدو أشبه بالشعر اللامع هو ما ستكون في الإمكان رؤيته من الأرض كلما اقتربت مسافة المذنب.

ويصل المذنب إلى ذروة سطوعه "عندما يكون أقرب إلى الأرض" ، على ما وضح أستاذ الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا توماس برنس، الذي يعمل لصالح "زد تي إف".

ومع ذلك، ستكون هذه الظاهرة أقل إثارة مما كان عليه مرور المذنّبين "هيل-بوب" العام 1997، و"نيو وايز" العام 2020 وهما أكبر بكثير.

ويمكن رؤية النجم بسهولة باستخدام منظار، وربما حتى بالعين المجردة خلال قسم من الليل، في حال لم يكن إشعاع القمر قويا وكانت السماء خالية من التلوث الضوئي.

ويأمل عالم الفيزياء الفلكية نيكولاس بيفر في "مفاجأة طيبة" تجعل سطوع المذنب "أقوى بمرتين ما يُتوقع".

مُراقَب من "جيمس ويب"
ويُرجّح أن تكون أفضل شريحة زمنية لمشاهدة المذنّب في 21 و22 كانون الثاني/ يناير الجاري، والأسبوع الذي يليه.

فخلال هذه الفترة، سيمر المذنب بين كوكبتَي النجوم "الدب الأصغر" و"الدب الأكبر"، قبل أن يتجه إلى النصف الجنوبي للكرة الأرضية ثم يعود إلى حدود النظام الشمسي الذي يُعتقد أنه مكان وجوده الأساسي.

وتأتي المذنبات وفقا للنماذج الحالية من خزانين هما "حزام كايبر" خلف مدار نبتون، أو "سحابة أورت"، وهي منطقة نظرية واسعة تقع على بعد سنة ضوئية من الشمس، في حدود مجال الجاذبية.

وأوضح بيفر أن "ميل مخطط مداره يحمل على الاعتقاد أنه مذنب طويل المدى آتٍ في الأصل من سحابة أورت".

ولن يكون مرور المذنب الجليدي الأول له بالقرب من الشمس، إذ سبق أن كانت له تجربة مماثلة قبل 50 ألف عام.

ثم عاد المذنب في الاتجاه الآخر، لكنه لم يذهب بعيدا كسحابة أورت. أما هذه المرة، من المحتمل أن "يُبعَد نهائيا عن النظام الشمسي".

وسيكون مروره الأخير هذا بمثابة فرصة للعلماء لفهم المزيد عن تكوين المذنبات، تتيحها الملاحظات التي توصل إليها تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي.

وقال بيفر: "سنرصده من كل الزوايا. صحيح أنه ليس مذنّب القرن، لكننا سعداء بقدرتنا على رصد مثل هذه المذنبات كل عام أو عامين، لأننا نعتبرها من آثار تَكوُّن النظام الشمسي".

أما توماس برنس فعلّق بقوله، إن هذا "الزائر النادر" سيأتي "بمعلومات عن سكان القسم الأبعد بكثير من أبعد الكواكب في النظام الشمسي للأرض".