عرب وعالم

الخميس - 08 ديسمبر 2022 - الساعة 04:27 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب


ألغت السلطات القطرية بيع المشروبات الكحولية في الملاعب خلال فترة المونديال، غير أن ظهورها استمر في الصناديق الفاخرة أثناء المباريات. حيث يملأ المشجعون أكوابهم في العشرات من حانات الفنادق والصالات والنوادي الليلية المتمتعة بتراخيص الخمور. وتستمر المبيعات بتكلفة 14 دولارا لبيرة “بدويايزر” في منطقة المشجعين في الدوحة.

ولتسهيل العثور على الحانات في الدوحة، وضع الأميركي إد بول خارطة على الإنترنت، وقال إن “الفكرة التي نشهد تداولها حول عدم قدرتك على تناول الكحول في قطر خاطئة. توجد أماكن يُسمح فيها بذلك”. فبالإضافة إلى الحانات، يوجد متجر لبيع الكحول حيث يمكن للمقيمين والزائرين غير المسلمين التسوق بعد التقدم للحصول على ترخيص صادر من الحكومة. ويقع بجوار مدرسة هندية في حي أبوهامور بالدوحة، وتديره شركة “القطرية للتوزيع” المملوكة للدولة تحت مظلة الخطوط الجوية القطرية، التي تمتلك حقوقا حصرية لتوزيع الكحول ولحم الخنزير في البلاد.


هذا المتجر، الذي يعدّ الوحيد حاليا في البلاد، يعمل بنظام المواعيد، مذكّرا باللوائح الصارمة التي كانت معتمدة خلال جائحة كوفيد - 19 قبل كأس العالم مباشرة.

ويمكن مشاهدة المبنى من خلف الأسلاك الشائكة المثبتة على جدران المجمّع العالية لمنع الجمهور من إلقاء نظرة خاطفة على الداخل. كما تحذّر اللافتات من أن أي إساءة تستهدف الحراس يمكن أن تؤدي إلى إلغاء ترخيص الكحول.

ويجد العملاء مدخل المتجر في نهاية ممر تسوده رائحة الكلور. ويرون في الداخل الرفوف مليئة بزجاجات النبيذ التي تتراوح أسعارها إلى حد كبير من 12.50 دولارا إلى 45 دولارا، بينما يبلغ سعر لتر الفودكا 42 دولارا، في حين أن لترا من ويسكي “جاك دانييلز” يكلّف 70 دولارا. وتكلّف 24 عبوة من علب بيرة “بدويايزر” ما يقرب من 52 دولارا.

بالإضافة إلى بيع الكحول، يقدّم قسم صغير من المتجر بيتزا ببّروني بلحم الخنزير، علاوة على لحم الخنزير المقدّد وغيره من الأطعمة المعدّة بهذا اللحم بكافة الوصفات.

ويختار العملاء ملء عرباتهم أو حمل الزجاجات والعلب في أيديهم، والتحقق من قوائم التسوّق أو إرسال رسائل نصية إلى أفراد الأسرة للتحقق مرة أخرى مما هو مطلوب، وهم يرتدون بطاقات المرور التابعة للبطولة حول أعناقهم.

خارج المحل، ملأت امرأة بريطانية تبلغ من العمر 31 عاما تعمل مدرّسة في قطر صندوق سيارتها. ورفضت الكشف عن اسمها حتى لا يؤثر ذلك على حياتها في المجتمع القطري. لكنها لم تدعم الانتقادات المحيطة باستهلاك الكحول أثناء البطولة.

وقالت عن نظام الترخيص في قطر “إنها ليست أمورا معقّدة. إن الأمر يشبه الذهاب إلى السوبر ماركت لشراء الكحول”. وأضافت أنها تعتقد أن القيود المفروضة على مبيعاته خلال المباريات منطقية أيضا. وتابعت “أنا بريطانية، وأعرف شعور التواجد حول الأشخاص المخمورين طوال الوقت”.

الخمور لا تزال محظورة في كل من إيران والكويت والسعودية وإمارة الشارقة، ويعتبر شربها محرّما في الدين الإسلامي وتترتب عليه عقوبة شرعية.

لكن للمنطقة تاريخا طويلا مع الخمور الممزوجة بالكحول، وهي كلمة عربية تعتبر أصل مرادفها باللغة الإنجليزية. حتى إن شاعر القرن الثامن أبونواس اشتهر بـ”الخمريات”.

من جهة ثانية، حدّدت قطر لكل من الكحول ولحم الخنزير رسوم استيراد بنسبة 100 في المئة. وقالت إنها تستخدم عائدات الضرائب لتحسين الرعاية الصحية والبنية التحتية والتعليم والخدمات العامة الأخرى. أما القادمون إلى البلاد من خارجها، فلا يسمح لهم باصطحاب الكحول معهم، كما لا توفره العديد من الفنادق التي تمنع الضيوف من إحضار الكحول إلى غرفهم.

ورغم هذه القيود، باعت قطر 23.2 مليون لتر من المشروبات الكحولية في العام 2021، حسب بيانات من “يورومونيتور إنترناشونال”، وهذا الرقم يظهر نموا بنسبة 14.6 في المئة مع تلاشي الوباء.

وفي الآن نفسه، وصلت نسبة مشاهدة خارطة إد بول للحانات في قطر أكثر من 875 ألف مرة.

وقال بول لوكالة “أسوشيتد برس” بعد عودته إلى منزله في سياتل، حيث يعمل في شركة بوينغ، “إن هذا الاستهلاك يتماشى مع الثقافة. أعلم أنه ليس جزءا من قطر. لكنه جزء من كأس العالم. إن ‘بدويايزر’ هي واحدة من أكبر الرعاة. لذلك، فهي توضح لك أن الأمرين مترابطان”.