عرب وعالم

الخميس - 08 ديسمبر 2022 - الساعة 01:56 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


أعلن المدّعون الفيدراليون الألمان الأربعاء عن القيام بعمليات دهم في أنحاء البلاد واعتقال 25 شخصاً من أفراد “مجموعة إرهابية” من اليمين المتطرف يشتبه في تخطيطها لشن هجوم على المؤسسات الدستورية في البلاد، وخصوصاً البرلمان.

وأشارت الصحافة والادعاء إلى أنّ هذه المجموعة الإرهابية تضم متحدرين من نبلاء ألمان وجنودا سابقين ومواطنة روسية ونائبة سابقة عن اليمين المتطرف.


وأسفرت العملية عن اعتقال 25 شخصا في مختلف أنحاء البلاد. وأعلن المدعون في بيان أنّه يُشتبه خصوصاً في أنّ هؤلاء “قاموا باستعدادات ملموسة لاقتحام البرلمان الألماني بعنف مع مجموعة صغيرة مسلحة”.

وشارك أكثر من ثلاثة آلاف عنصر، من بينهم وحدات النخبة لمكافحة الإرهاب، في العمليات التي نُفذت في ساعة مبكرة صباحاً قاموا خلالها بتفتيش أكثر من 130 عقاراً، وهو ما وصفته وسائل إعلام ألمانية بأنه إحدى أكبر عمليات الشرطة التي شهدتها البلاد.

وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر إنّ التحقيقات الجارية ترفع الغطاء عن “هاوية تهديد إرهابي”. وأضافت أنّ الخلية المفكّكة كانت “مدفوعة بأوهام الإطاحة العنيفة والأيديولوجيات التآمرية”.

وأفادت وزارة العدل باعتقال قائدَين مفترضَين للمجموعة. وحدّدت الصحافة الألمانية الأول على أنه الأمير رويس المتحدّر من سلالة ملوك ولاية تورينغن الإقليمية (شرق)، وهو رجل أعمال سبعيني، وأن جزءا من عائلته قد نأى بنفسه عنه.

واعتُقل في فرانكفورت، وكان يملك قصراً تمّ اقتحامه قرب باد لوبنشتاين في وسط البلاد.

أما الثاني فقد أشارت الصحافة الألمانية إلى أنه مقدّم سابق في الجيش الألماني. وكان قائد كتيبة مظلّيات في التسعينات ومؤسّس وحدة القوات الخاصة (كي أس كي)، واضطرّ إلى مغادرة الجيش في نهاية التسعينات بعدما خرق قانون الأسلحة.

وذكر بيان النيابة الألمانية أنه تم اعتقال امرأة روسية وصفتها الصحافة الألمانية بأنها رفيقة “الأمير رويس”. وأشار المدّعون إلى أنها عملت كوسيطة في محاولة للاتصال بالسلطات الروسية للحصول على دعم محتمل.

غير أنّ وكالتَي الأنباء الحكوميتين الروسيتين “ريا نوفستي” و”تاس” نقلتا عن السفارة الروسية في برلين نفيها أي علاقة مع مجموعات “إرهابية” أو “غير قانونية” في ألمانيا.

ونقلت وكالة “أنترفاكس” الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله “لا يوجد مجال للحديث عن تدخل روسي هنا”. وأضاف أن الحكومة الروسية علمت فقط بشأن المداهمات من وسائل الإعلام، ولذلك ليس لديها المزيد من التعليقات.

كذلك اعتُقلت امرأة أخرى أشارت الصحافة الألمانية إلى أنها بيرجيت مالساك وينكيمان، القاضية والنائبة السابقة عن حزب البديل الألماني اليميني المتطرف، والتي كانت عضواً في البرلمان بين العامين 2017 و2021.

إلى جانب الاعتقالات استهدف التحقيق 27 شخصاً آخر يشتبه في انتمائهم إلى خلية إجرامية، وفقاً للنيابة. وأوقف اثنان من المعتقلين الـ25 في النمسا وإيطاليا.

ويُتهم المعتقلون بتشكيل “مجموعة إرهابية في نهاية نوفمبر 2021 على أقصى تقدير، كانت قد حددت لنفسها هدف التغلب على نظام الدولة القائم في ألمانيا واستبداله بشكل من دولة خاصة بها”، وهو مخطط لا يمكن تحقيقه “إلا عبر استخدام الوسائل العسكرية والعنف ضد ممثلي الدولة”، وفقاً للبيان الصادر عن النيابة في كارلسروه المكلّفة بالقضايا المتعلّقة بأمن الدولة.

وقال المدعون إنّ “المتهمين يجمعهم رفض عميق لمؤسسات الدولة والنظام الأساسي الحر والديمقراطي لجمهورية ألمانيا الفيدرالية، والذي غذى لديهم مع مرور الوقت قرار القضاء عليها (مؤسسات الدولة) عبر العنف والشروع في أعمال تحضيرية ملموسة لهذا الغرض”.

وصنّفت السلطات الألمانية في السنوات الأخيرة عنف اليمين المتطرف باعتباره من التهديدات الأولى للنظام العام، قبل الخطر الجهادي. وفي الربيع فكّكت السلطات مجموعة يمينية متطرّفة أخرى يُشتبه في أنها خططت لهجمات في البلاد ولخطف وزير الصحة، ربطاً بإجراءات مكافحة وباء كورونا.

وتم خصوصا استهداف حركة ألمانية معروفة باسم “رايخسبرغر” (مواطنو الرايخ)، يشترك أعضاؤها في رفض نظام الدولة، ولا يعترفون بمؤسساتها ولا يطيعون الشرطة، كما أنهم لا يدفعون الضرائب.

ومن بين حوالي ألفي ناشط مؤيّد لهذه الأيديولوجيا في ألمانيا تطرّفت إحدى المجموعات التي تضم خصوصا من ينكرون حصول المحرقة وكانت تعتزم استخدام العنف.

وأشارت النيابة إلى أنه في ما يتعلق بالمجموعة التي جرى تفكيكها، يستند أعضاؤها أيضاً إلى نظريات “كيو آنون”، وهي مجموعة يمينية متطرّفة تآمرية في الولايات المتحدة.